عبد ربه: مباحثات أبو مازن وأولمرت تراوح مكانها.. يريدون فصل القضايا ونصر على ترابطها

اعتبر التسريبات عن تقدم في قضية الحدود محاولة للتغطيةعلى مشكلات رئيس الوزراء.. ومصادر في تل أبيب تقول إن السلطة وافقت على ضم كتل استيطانية لتخوم إسرائيل

TT

قالت مصادر سياسية اسرائيلية ان تقدما طرأ في قضية الحدود خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في مقر الاخير بالقدس الغربية امس. واعتبرت مصادر اسرائيلية اخرى في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» ان التقدم يصب لصالح الاسرائيليين، مشيرة الى ان السلطة وافقت على ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة لتخوم اسرائيل. وقالت المصادر ان تعديلا جرى على الحدود، بما يضمن إخلاء بعض المستوطنات مستقبلا لكنه تعديل على الورق فقط. غير ان ياسر عبد ربه، عضو الطاقم التفاوضي الذي شارك في لقاء امس، نفى في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» إحراز أي تقدم في اجتماع امس الذي استغرق حوالي ساعتين. وقال «ان رئيس الوزراء الاسرائيلي وعد في الاجتماع الاخير قبل اسبوعين بإحضار خرائط لمناقشة الحدود لكنه لم يحضرها». وأضاف «أن التسريبات الإسرائيلية عن حدوث تقدم في موضوع قضية الحدود غير صحيحة على الإطلاق، والحديث بقيَّ عاماً وغامضاً حول قضايا الوضع النهائي»، مؤكداً انهم لم يطرحوا شيئا محددا ومعينا يمكن الحديث عنه.

وأعرب عبد ربه عن خشيته من «أن يكون الهدف منها اشاعة اجواء من التفاؤل للتغطية على مشكلات أولمرت الداخلية (قضية الفساد)، واستعدادا لاستقبال عدد من رؤساء الدول بمن فيهم (الرئيس الاميركي جورج) بوش (للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس اسرائيل)». واكد «أن الهوة ما زالت كما هي بالنسبة للحدود والقضايا الاخرى، ولكل منا مدخل مختلف.. هم يريدون فصل القضايا عن بعضها بعضا، يعني الحدود مفصولة عن القدس، والقدس مفصولة عن اللاجئين الى آخره».ووصف عبد ربه ما جرى من مباحثات في الاجتماع بانه «مراوحة لنفس المكان». وقال ان الجانب الاسرائيلي «لم يطرح في اجتماع امس شيئا معينا، بينما نحن نريد ان تكون القضايا مترابطة مع بعض.. وأقصد بذلك ألا يكون هناك فصل بين القدس والضفة الغربية.. لذلك فهناك مقاييس مختلفة لكل منا بالنسبة للتقدم». وهذا ما اكده المفاوض الفلسطيني صائب عريقات بتجزئة القضايا، وقال «ليس هناك شيء متفق عليه إلا حين الاتفاق على كل شيء (كل المواضيع) ولسنا في سوق». وكانت المصادر الاسرائيلية قد قالت ان تقدما احرز في بعض القضايا، ومن بينها الحدود والترتيبات الامنية. لكن هذه المصادر، بحسب ما نقلت الاذاعة الاسرائيلية قالت ان اي تقدم لم يتحقق في قضية اللاجئين، في حين لم تطرح قضية القدس على بساط البحث. وقالت مصادر لـ«الشرق الاوسط» ان اولمرت يريد ان يصرف نظر الاعلام الى قضية اخرى غير قضية الفساد التي يواجهها.

وقال عريقات ان الرئيس عباس بدأ الاجتماع بطلب مباشر من اولمرت بإجراء ترتيبات متعلقة بالتهدئة. وأطلعه على الجهود التي بذلها الاشقاء في مصر لتحقيق تهدئة شاملة ومتزامنة تبدأ في غزة وتشمل وقف نار متبادلاً.

وقال عريقات إنه تم التركيز في اللقاء الاول الذي جمع كل الطواقم، بحضور قريع وليفني، وأولمرت وعباس، على «النشاطات الاستيطانية، وفتح مؤسسات القدس والأسرى»، حيث طلب ابو مازن من اولمرت «الافراج عن معتقلين امضوا عشرين سنة واكثر، كما تحدث الرئيس عن قضية المبعدين، ولم يحدث اي تقدم والنقاش سيستمر». من جهتها، قالت حركة حماس إن لقاءات ابو مازن وأولمرت هي بمثابة ملهاة ومضيعة للوقت، وتأتي بأوامر أميركية لكسب مزيد من الوقت في إلهاء الرأي العام الفلسطيني والعالمي وإشغاله بمثل هذه اللقاءات من أجل تمرير المشاريع الاستسلامية، وفي بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه، قالت الحركة «إننا نحذر من خطورة تمرير هذه المشاريع بمثل هذه اللقاءات مستغلين الأوضاع الصعبة والمعقدة والكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وتحديداً في قطاع غزة. ولذا، فإن المطلوب من الرئيس ابو مازن أن يعيَّ الدرس جيداً ويستفيد من تجاربه وتجارب الرئيس الراحل ياسر عرفات في اكتشاف خطورة التعاطي مع هذه المخططات، ويضع حداً نهائياً لمسلسل الفشل التفاوضي ويبدأ مرحلة جديدة من الاهتمام بالبيت الداخلي الفلسطيني». ويأتي لقاء عباس وأولمرت الذي وصف بالايجابي والعميق، بعد اجتماع الأخير بوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وحاولت رايس تشجيع الطرفين على التقدم او التوصل الى اتفاق اطار يعطي دفعة جديدة لعملية السلام. وجددت رايس، امس بعد لقائها نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني ثقتها بإمكان توصل الاسرائيليين والفلسطينيين الى اتفاق سلام قبل نهاية ولاية بوش مع نهاية 2008. كما اقرت ليفني بأن الاستيطان يثير «إحباطا وربما استياء» لدى الفلسطينيين، لكنها قالت «إن المستوطنات لن تكون عقبة في وجه التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين ولإقامة دولة فلسطينية. ومن الواضح ان علينا الاهتمام بالوضع الميداني من جهة ومن جهة اخرى، ستحترم اسرائيل التزاماتها الواردة في خارطة الطريق». واضافت في مؤتمر صحافي في ختام اجتماعها مع رايس «أن إسرائيل أثبتت خلال عملية الانفصال عن قطاع غزة بأن المستوطنات ليست عقبة وقامت بازالتها جميعا».