نصر أبوزيد يشعر بالامتنان لجامعة القاهرة لتصالحها معه في مئويتها بعد 13 عاما بالمنفى

أبدى حزنه إزاء الاحتفاء به خارج أسوارها ودعا الجميع «للفركشة» العقلية

TT

في ما بدا أنه نوع من التكفير عن الذنب دعت كلية الآداب بجامعة القاهرة الدكتور نصر حامد أبو زيد للمشاركة في مؤتمر «آداب القاهرة في مئويتها الثانية» الذي أقيم على هامش الاحتفال بمئوية جامعة القاهرة بأحد الفنادق التي تبعد أمتارا قليلة عن مقر الجامعة.

أبو زيد الذي ترك مصر عام 1995 على خلفية ملاحقة قضائية حكم فيها بتكفيره والتفريق بينه وبين زوجته أستاذة الأدب الفرنسي ابتهال يونس، ظهر ممتنا لدعوته لإلقاء محاضرة في تلك المناسبة بعنوان «المدرسة الأدبية في تفسير القرآن: كسر احتكار فهم النص»، لكنه أبدى حزنه على عدم تمكنه من دخول الجامعة لإلقاء محاضرته داخل إحدى قاعاتها، وقال «لا أستطيع أن أتخلص من مشاعري الممتنة لدعوتكم، ولكن كان لي أمل لم يتحقق للأسف، وهو أن تنظيم هذه الاحتفالية في مدرج 74 بكلية الآداب»، ثم نظر ساخرا لأستاذ الفلسفة الشهير حسن حنفي الذي لاحقته اتهامات مماثلة قبل ذلك، وقال «الدكتور حسن يعرف سبب عدم تمكني من الدخول».

وفي محاضرته شدد أبو زيد على ان المدرسة الأدبية في تفسير القرآن، التي يعتبر نفسه احد أعضائها، هي السبيل الأمثل للتواكب مع الحداثة، وقال إنها بدأت مع الشيخ محمد عبده الذي قدم بحسب وصفه تفسيرا مباشرا للقرآن يخلو من «الفذلكات النحوية والبلاغية» على عكس الأقدمين ومنها تفسير الجلالين وتفسير السيوطي، لافتا الى أن عبده كان يتعامل مع النص القرآني بغرض الهداية، وأكد أنه آمن أن قصصه هدفها الوعظ ولا يجب التعامل معها باعتبارها تاريخا. وقال أبو زيد إن الشيخ أمين الخولي طور تلك المدرسة ووضع لها مناهج صارمة، ولكن الزمن لم يمهله لتطبيقها، وأشاد كثيرا بالخولي وأطلق عليه «إمام المجددين».

ولفت أبو زيد إلى أن المدرسة العقلية في فهم وتفسير النص الديني لا تزال موجودة إلى الآن ولكن المد السلفي وبعد الإعلام عنها «ساهما في ابتعادها عن الأعين»، وقال إن إعمال العقل لا يحتاج إلى امكانات مادية بل فقط «نوع من الفركشة العقلية المطلوبة»، داعيا في الوقت نفسه إلى «الاستقلال الحقيقي للجامعات والأزهر».

يذكر أن ازمة نصر أبوزيد بدأت مع تقديمه أبحاثا للترقية لدرجة أستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة واتهام أحد أعضاء اللجنة وهو الدكتور عد الصبور شاهين له بالكفر.