دول لم تتصالح مع بيئتها

TT

> تعقيبا على مقال السيد ولد أباه «لماذا الحوار الديني؟»، المنشور بتاريخ 2 مايو (ايار) الحالي، اقول إن الحوار بمختلف أوجهه بين البشر، على اختلاف مشاربهم، يبقى ركيزة الوجود الانساني، والسبيل الاساسي لتحقيق فهم مشترك للهموم والقضايا الانسانية، وبلورة مفاهيم متسقة للعيش بسلام وتعاون. ما يعكر صفو البشرية ويدفع بإشكالية التعايش الثقافي الى الواجهة، ليس فقط عوامل طارئة، تتعلق بالتطرف الديني الاصولي او المقترن بنكوص قومي. ففي الغرب، لم تكن الارضية التي نبتت عليها العلمانية نقية تماما من مفاهيم الدولة الدينية، ولم تتخلص هذه الدولة كليا من نفوذ الكنيسة التي تكيفت مع المتغيرات، ولم تأل جهدا في ايصال صوتها الى دوائر صناعة القرار. اذن العلمانية لم تق الدولة من التبشير الديني. اما في الشرق فقد بقيت المفاهيم الدينية مهيمنة وحاكمة للدولة في مختلف مراحل تكوينها، التي لم تكتمل بعد. الفارق النوعي هنا، هو ان الدولة الشرقية لم تكتسب صفة الولادة الشرعية محليا، ولم تتمكن من إيجاد سبيل للمصالحة مع بيئتها الدينية. د. يحيى الزوبعي ـ هولندا [email protected]