السوق تسرق التفاؤلات «خلسة» في آخر نصف ساعة من عمر التعاملات

تراجع «مباغت» يدفع المؤشر العام للتخلي عن منطقة 10 آلاف نقطة

TT

سرقت سوق الأسهم السعودية أمس خلسة من المتعاملين مبدأ التفاؤل الذي عم التعاملات، بعد أن جاء الانخفاض في آخر نصف ساعة من عمر التداولات، والذي كان في أعقاب أداء حيوي في الحركة السعرية لأسهم بعض الشركات، لتكون ردة فعل المؤشر العام سلبية بعد تخليه عن منطقة 10 آلاف نقطة بعد تعايش مع هذه المنطقة لـ6 أيام تداول. حيث تفاجئ المتداولون أمس في الثلاثين دقيقة الأخيرة من التعاملات، ببيوعات قوية أرغمت السوق على التجاوب مع هذا السلوك المتشائم الذي أعادها إلى مستويات دون منطقة الحاجز النفسي، الأمر الذي زاد الأمر سوءا من خلال التأثر القوي الذي ظهر على أسهم بعض الشركات المضاربة.

فبعد أن كانت أسهم بعض الشركات تنعم بالمستويات القريبة من النسبة القصوى قادها هذا الاضطراب السعري المفاجئ إلى الإغلاق عند مسافة أقرب للنسب الدنيا، وظهر ذلك تحديدا في الأسهم الغذائية التي كادت أن تلتصق بالنسبة العليا بفارق ربع ريال فقط، لتعود إلى الإقفال عند نسبة تراجع بلغت أكثر من 7 في المائة.

وانعكس هذا السلوك وبقوة على أسهم أغلب شركات السوق، وخصوصا الشركات التي كانت تفتخر في تعاملات أول من أمس بالارتفاع بالحد الأعلى، لتتصدر في تداولات الأمس الشركات من حيث نسبة التراجع، والذي عزز السلبية في نظرة المتعاملين في توجهات السوق مما دفع البعض إلى التهافت على البيع في أغلب الشركات بدون تمييز. وجاء هذا الحجم بالخسارة مدفوعا بعوامل داخلية للتعاملات، فبعد أن كانت السوق تلمح إلى الاستقرار فوق مستويات الحاجز النفسي، وتفاؤل المتعاملين بقدرة السوق على تخطي محنة الحيرة الأخيرة التي جعلت المؤشر العام يراوح قريبا من مستويات إغلاقه، إلا أن أسهم الشركات القيادية خالفت التوقعات التي تشير لها على أقل تقدير بالثبات عند المستويات الحالية.

ومثلت تعاملات آخر نصف ساعة صدمة نفسية للمتداولين الذين فقدوا السيطرة على اطمئنانهم السابق تخوفا من الرجوع المباغت الذي يحمل صفات «المفاجئة والحدة والسرعة» والذي اعتادت سوق الأسهم السعودية على زيارته من حين لآخر، ليبحث الكثير من المتعاملين عن الخروج السريع عن السوق قبل التفكير في مسببات الهبوط ومنطقيته. وأدى هذا التوجه الأخير للسوق إلى تراجع جميع قطاعات السوق باستثناء قطاعين تمكنا من منازعة الارتفاع، حيث استطاع قطاع الزراعة والصناعات الغذائية من الصعود بالاعتماد على أسهم شركة واحدة، بعد أن تمكنت أسهم مجموعة صافولا من الارتفاع بنسبة 5.9 في المائة مع اخضرار طفيف للجوف الزراعية، كما ساهم قطاع الاسمنت بهذا العراك المضاد لاتجاه السوق بارتفاع طفيف.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 9926 نقطة بانخفاض 103 نقاط تعادل 1.04 في المائة عبر تداول 212.09 مليون سهم بقيمة 9.09 مليار ريال (2.42 مليار دولار)، لتقطع التعاملات بذلك هدوءا دام طيلة الستة أيام الماضية، لتدخل السوق تعاملات ريبة تعزز فقدان الثقة المكتسبة بصعوبة خلال الفترة الماضية.

في هذا الشأن أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير وهو محلل مالي، أن سوق الأسهم السعودية كانت في الفترة الماضية تترقب أي محفز يدعم التوجه الصاعد السابق، إلا أن طول الانتظار مع اقتراب مواعيد مهمة تتمثل في إدراج أسهم مصرف الإنماء جعلت وتيرة القلق في تسارع مستمر، خصوصا أن التذبذبات الحادة التي عاشتها أسهم بعض الشركات المضاربة تدفع المتداولين إلى زيادة مستوى الحذر كانطباعات سابقة من هذا السلوك. في المقابل أكد لـ«الشرق الأوسط» علي الفضلي محلل فني، أن المؤشر العام تخلى عن نقطة معنوية مهمة تتمثل في مستوى 10 آلاف نقطة، إلا أن هذا الأداء لا يعكس سلبية قوية على حركة السوق الفنية، خصوصا أن هذه المستويات لا تتعدى كونها منطقة نفسية تستخدم للتأثير على توجهات المتداولين الذين طغى عليهم التفاؤل في الفترة الماضية.