تقرير: السوق السعودي سيشهد استقرارا يسبق ارتفاعا تدريجيا وسط «الأسعار المغرية»

بعد التراجعات غير المبررة مع إيجابية نتائج الشركات

TT

تعود سوق الأسهم السعودية للتعاملات اليوم بعد توقف لإجازة نهاية الأسبوع، وكان المتداولون قد ودعوا التعاملات الأسبوعية على تراجع مفاجئ بعد الاستقرار النسبي الذي عكسه المؤشر العام خلال تداولات الأيام الأولى من الأسبوع الماضي، الذي حاول أن يثبت تمسكه فوق منطقة الحاجز النفسي 10 آلاف نقطة، إلا أن الأداء السلبي لآخر يومين من تعاملات الأسبوع الماضي كان له الأثر الأكبر في إجبار السوق على التنازل عن هذه المستويات. وأشارت مجموعة «كسب» المالية أن تعاملات الأسبوع الماضي بدأت باستقرار نسبي وحذر من قبل المتعاملين التي عكستها أحجام التعاملات، بعد أن شهدت انخفاضا ملموسا عن الأسبوعين السابقين، إلا أن السوق لم يتمكن من الثبات وانخفض في اليومين الأخيرين متأثرا بشكل مبالغ به بأخبار حول رفع الاحتياطي الإلزامي من قبل مؤسسة النقد على البنوك وإشاعات تركزت أهدافها على حدوث انخفاض شديد.

وتذهب «كسب» في تقريرها الأسبوعي إلى أنه لا يمكن تبرير ذلك الانخفاض بأنه عمليات جني أرباح طبيعية بقدر ما هو عمليات بيع جماعية على جميع أسهم الشركات دون مبرر، الأمر الذي دفع أسعار أسهم معظم الشركات المدرجة إلى التراجع وخصوصا أسهم الشركات القيادية والعوائد إلى مستويات سعرية مغرية بالنسبة للمستثمرين. وأوضح التقرير أنه خلال الفترة الماضية أعلنت معظم الشركات عن توزيعات أرباح على المساهمين، والتي يجب أن تؤخذ بالاعتبار من قبل المستثمرين في عملية تقييم استثماراتهم، الأمر الذي يعني أن أي تراجع في السعر السوقي لأسهم الشركة لا يعتبر خسارة فعلية للمستثمر، بالنظر إلى الأرباح الموزعة، وهو الأمر الذي يميز أسهم العوائد عن غيرها في فترة الانخفاضات. ويتوقع التقرير حول تعاملات السوق خلال الفترة المقبلة أن يستمر تذبذب المؤشر العام حول مستوى 10 آلاف نقطة، إلا أن «كسب» تؤكد أن الأسعار المغرية لأسهم بعض الشركات ستقود المؤشر العام إلى الارتفاع التدريجي، مؤكدة أن ثقة المتعاملين في سوق الأسهم ما زالت مستقرة على الرغم من الانخفاضات الحاصلة وغير المبررة.

في المقابل أوضحت مجموعة «بخيت» الاستثمارية أن التراجع الذي أصاب سوق الأسهم السعودية في الأسبوع الأخير يأتي وسط ضغوط عمليات بيع لجني الأرباح على أسهم السوق بوجه عام، بالإضافة إلى أن هذا الانخفاض جاء في ظل توقع قرب إدراج وبدء تداول أسهم «مصرف الإنماء» والذي سيعتبر من ضمن الأسهم القيادية في السوق.

وترجع «بخيت» في تقريرها الأسبوعي الأثر من إدراج أسهم مصرف الإنماء إلى أنه يعد من أكبر البنوك المدرجة في السوق من حيث رأس المال، حيث يبلغ حجم رأس ماله 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، ومن المتوقع أن يقتطع حصة من أرباح القطاع المصرفي الأمر الذي سيؤثر على أرباح البنوك الحالية على المدى القصير في ظل الأنشطة التجارية البنكية الحالية التي تمارسها البنوك حاليا. كما عزت مجموعة بخيت التراجع إلى إعلان مؤسسة النقد العربي السعودي عن رفع جديد لنسبة الاحتياطي الإلزامي الذي تودعه البنوك لدى المؤسسة إلى 13 في المائة من مجموع الودائع تحت الطلب، و4 في المائة من مجموع الودائع الادخارية، مفيدة بأن هذا الأمر الذي أثار قلق المتعاملين من أن ذلك سيؤثر على قدرة البنوك في التوسع بنشاط الإقراض وخصوصا مع قرب إصدار نظام الرهن العقاري.

وتوقعت المجموعة أن تجري تعاملات هذا الأسبوع بعد التراجع الأخير بضغط من عمليات بيع لجني الأرباح، وغير المبرر في ظل النتائج المالية المشجعة التي أعلنتها الشركات المدرجة، أن تشهد سوق الأسهم السعودية استقرارا نسبيا في الأسبوع المقبل لتعاود بعده الارتفاع التدريجي في ظل العوامل الإيجابية المحيطة بالسوق بوجه عام.