أوباما ينجح باستمالة المزيد من المندوبين الكبار الذين كانوا يؤيدون كلينتون

عودة الحديث عن «بطاقة الأحلام» لتفادي الانقسامات في الحزب الديمقراطي

TT

تزايدت ظاهرة انتقال «كبار المندوبين» من تأييد هيلاري كلينتون الى تأييد باراك اوباما، وكان آخر هؤلاء دونالد باين من نيوجيرسي، الا ان هيلاري لم تأبه لذلك ولا تزال مستمرة في السباق رغم تضاؤل حظوظها يوما بعد يوم بالحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية.

وقد طلبت كلينتون من الناخبين في غرب فرجينيا التي ستجرى فيها انتخابات يوم الثلاثاء المقبل تجاهل هذه التطورات، مؤكدة انها ستستمر في حملتها، وقالت: «انا وليس باراك اوباما سأكون المرشحة الديمقراطية القوية لمواجهة الجمهوري جون ماكين في الخريف المقبل».

واعلن امس عضو الكونغرس بيتر دفازيو عن ولاية اورغون التي ستجرى فيها انتخابات في 20 مايو (آيار) الحالي، مساندته لاوباما. وكان اثنان من نواب الولاية وهما ايرل بلمنيور ودافيد وو قد اعلنا من قبل تأييدهما اوباما، والثلاثة هم من «كبار المندوبين» الذين يبلغ عددهم قرابة 800 مندوب. وتفيد آخر الاحصائيات ان اوباما جمع 258 مندوباً من اصوات «الكبار» مقابل 266 مندوباً لكلينتون.

ومع استقطاب اوباما المزيد من «كبار المندوبين»، تعالت الاصوات وسط الديمقراطيين بضرورة التفكير جيداً في «بطاقة الاحلام» لتفادي الانقسامات، ما يعني ترشيح اوباما وهيلاري على بطاقة واحدة بحيث يترشح الاول لمنصب الرئاسة والثانية لمنصب نائب الرئيس، الا ان مديرة حملة هيلاري استبعدت هذه الفرضية، وعندما سئل اوباما عن الامر اول من امس من قبل صحافي في مجلس النواب، قال: «السيناتورة هيلاري ذكية ولها كفاءتها، وأي شخص يفكر في ان تكون ضمن قائمته الاساسية، لكن بما انها ما تزال تواصل حملتها وتعتقد ان لها حظوظاً فإن هذا الافتراض غير وارد الآن، وعندما تحسم الامور سأفكر في الموضوع». وكان اوباما قد أمضى يوماً كاملاً في مجلس النواب في سعي حثيث لاستقطاب كبار المندوبين، وفي الوقت نفسه محاولة «توحيد الحزب الديمقراطي» خلفه. وقال السيناتور السابق توماس داشيل الذي رتب لقاءات على انفراد بين اوباما مع نواب ديمقراطيين: «خلال الايام القليلة المقبلة سيزيد عدد المندوبين الكبار المؤيدين لاوباما عن اولئك الذين يقفون الى جانب هيلاري». وخلال وجوده داخل ردهات المجلس زار اوباما جون مارثا (بنسلفانيا) وهو عميد نواب الولاية وأحد أبرز مؤيدي هيلاري، كما التقى عدداً من النواب من كبار المندوبين الذين لم يحسموا موقفهم بعد. ولوحظ ان النائبة آلن توسشر (كاليفورنيا) وهي من المساندات لهيلاري صافحت اوباما بحرارة امام الكاميرات، كما تحدثت معه النائبة بارت ستباك (ميشغان) لفترة امام المراسلين، في حين عانقه ستاني هوير زعيم الاغلبية في مجلس النواب. وعلقت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب على زيارة اوباما للمجلس قائلة: «أعضاء مجلس الشيوخ يأتون الى مجلسنا دائماً، بعضهم يحظى بالاهتمام أكثر من الآخرين، وانا على يقين ان السيناتورة كلينتون إذا جاءت للمجلس ستحظى بدورها باهتمام كبير».

وكان السيناتور السابق جورج ماكغفرن مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات عام 1972 ، قد اعلن التخلي عن تأييده لهيلاري والانتقال الى مساندة اوباما اول من امس.

كذلك اعلن دافيد بونيور مدير حملة المرشح الديمقراطي المنسحب جون ادوادرو انه قرر مساندة اوباما. وعقد اول من امس بونيور وهو عضو كونغرس سابق لقاء مع المراسلين قال خلاله «ان اوباما هو المرشح الوحيد القادر على احداث تغييرات في واشنطن، وهو ما يعني توفير وظائف وتحسين الاجور والرعاية الصحية لأي اميركي».

ويعتقد عدد من كبار المندوبين أن اوباما استطاع ان يتعامل بذكاء مع تصريحات مرشده الديني السابق التي أحدثت ضجة وانعكست سلباً على حملته الانتخابية لكن تأثيرها كان محدوداً للغاية على الناخبين في شمال كارولاينا وانديانا، كما ان كبار المندوبين يعتقدون ان عدم ترشيح اوباما سيعني تلقائياً عزوف أغلبية السود عن التصويت وهم يشكلون ثلث الناخبين الاميركيين، حيث اصبحت تؤجج مشاعرهم حظوظ اوباما ليكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة. لكن بالمقابل يعتقد عدد من المندوبين الكبار أن عجز أوباما عن ضمان الترشيح حتى الآن اثار شكوكا حول مقدرته على اجتذاب اصوات البيض من أفراد الطبقة العاملة والتي هو بحاجة لها في الانتخابات. ويخشى هؤلاء ان يتخذ العمال البيض المؤيدين لهيلاري موقفاً عقابياً في حالة عدم ترشيحها، وذلك بعدم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية لصالح اوباما، او ربما حتى التصويت لصالح المرشح الجمهوري جون ماكين. وفي الوقت الذي يجري فيه اوباما اتصالات مباشرة مع المندوبين الكبار فإن هيلاري تكتفي بارسال رسائل عبر البريد الالكتروني .

وعلى صعيد آخر، قال مصدر في حملة اوباما لـ«الشرق الأوسط» إن برنامجه في الاسابيع المقبلة «سيشتمل على التنقل بين جميع الولايات» وهي اشارة الى ان المرشح الديمقراطي سيبدأ بـــالفعل حملته الرئاسية.