السنيورة والحريري وجنبلاط و30 نائبا في ما يشبه «الإقامة الجبرية»

الحياة في الداخل تجري كالمعتاد.. ولا هواجس من الاقتحام

TT

أمطرت في بيروت ليل أول من أمس كما لم تمطر من قبل في ربيع العاصمة اللبنانية المحتضر، فاختلط دوي الرعد بدوي القذائف الصاروخية لينجلي الصباح عن «واقع جديد» في بيروت تمثل بسيطرة شبه كاملة لمقاتلي المعارضة من حركة أمل وحزب الله وبعض الأحزاب اليسارية كالحزب السوري القومي الاجتماعي، على انحاء بيروت كافة، ما عدا بعض البقع الأمنية الصغيرة التي تم تفادي الاقتراب منها.

أولى هذه البقع كانت «السرايا الكبيرة» التي يقيم فيها الآن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع عدد من الوزراء وبعض المساعدين وعشرات الموظفين الذين قدموا الى أعمالهم أمس كالمعتاد، بالإضافة الى بعض الصحافيين. اعتصم رئيس الحكومة ومساعدوه بالصمت «يراقبون» تطورات الأحداث، فيما كان السنيورة يتلقى سيلا من الاتصالات العربية والدولية التي تستوضحه حول ما يجري من تطورات في العاصمة اللبنانية.

أما ثاني هذه البقع فلا تبعد عن السرايا سوى مسافة قصيرة. وهي مقر النائب وليد جنبلاط في محلة كليمنصو. جنبلاط رفض ان يغادر الى الجبل حيث معقله الحصين، مفضلا «البقاء في بيروت بين أهلها» في حماية الجيش اللبناني وبعض مرافقيه في منزله المكون من 3 طبقات في منطقة هادئة من العاصمة. غير انها لم تكن كذلك بالأمس اذ عكر الهدوء «رصاصات الفرح» التي كانت تطلقها سيارات تمر على مقربة منه تقل معارضين. النائب جنبلاط قال لـ«الشرق الأوسط» انه لن يغادر وسيبقى حيث هو، مشيرا الى ان ما حصل «سيترك آثارا كبيرة» على الواقع اللبناني.البقعة الثالثة تبعد نحو 3 كيلومترات الى الغرب من مقر جنبلاط. وهي مربع قريطم الذي يعتصم فيه رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري ومساعدوه. سكان القصر الذين تحدثت معهم «الشرق الأوسط» بالهاتف أكدوا انهم والحريري غير خائفين مما يجري أو من اقدام المحاصرين على اقتحام القصر الذي تعرض امس لقذيفة صاروخية لم تصبه مباشرة. ولم تؤذ احدا. ويقول احدهم: «نحن مجرد تفصيل. لقد قتلوا الرئيس الحريري سابقا فلم تعد هناك محرمات. القضية سياسية ونحن بانتظار المرحلة المقبلة. سيطروا بالقوة العسكرية، لكن الى متى؟».ولا تبعد البقعة الرابعة كثيرا على يمين قريطم، في فندق «لاهويا سويت» حيث يقيم نحو 30 من نواب كتلة «المستقبل» كانوا احتموا في هذا المقر خوفا من الاغتيال، ليصبحوا الآن قيد الإقامة الجبرية في الفندق الذي يتمتع بحماية قوة امنية رسمية. ويطمئن النائب عمار حوري الى ان الجميع بخير وبمعنويات عالية، مشيرا الى انه يتابع ما يجري في الخارج حيث اقتحم مسلحون منزله ليل أول من أمس وعاثوا به فسادا. وقال لـ«الشرق الأوسط» بتأثر بالغ: «لقد احتلوا بيروت العاصمة، فماذا قد يفعلون بعد؟».