تحتفل السعودية الثلاثاء المقبل بوضع حجر الأساس لأول جامعة صحية متخصصة في الشرق الأوسط تحتضنها رئاسة الحرس الوطني، ويقوم بتدشينها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث تستوعب 17 ألف طالب وطالبة في كافة تخصصاتها، ومن المتوقع أن ينتهي العمل من مبانيها خلال الـ 3 سنوات المقبلة.
وأوضح الفريق أول ركن الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سيضع حجر الأساس لجامعة الملك سعود للعلوم الصحية يوم الثلاثاء المقبل بالرياض، وسيرعى تخريج دفعة من طلاب وطالبات الدراسات العليا ودرجة البكالوريوس في الطب والبكالوريوس في التمريض والدراسات العليا في العلوم التطبيقية والدراسات العليا في المعلوماتية الصحية.
وأكد الأمير متعب، في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس بالرياض، أن الشؤون الصحية بالحرس الوطني بدأت بطبيب واحد قبل 50 عاما، وكان الطبيب غير سعودي، وتقتضي مهمة عمله التنقل، مؤكدا أن العاملين في الشؤون الصحية بالحرس الوطني يتجاوز عددهم حاليا 16 ألف طبيب وفني وإداري وباقي التخصصات المساندة، موضحا أن المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للحرس الوطني قد تتجاوز في الوقت الحالي 60 منشأة موزعة بين المناطق.
وبين الأمير متعب أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يسعى إلى أن يصل الحرس الوطني إلى أعلى المستويات في جميع شؤونه، مؤكدا أن هذه الجامعة ليست حكرا على الحرس الوطني، بل تمتد خدماتها وأبحاثها وفوائدها إلى كافة أرجاء البلاد، مشيرا إلى أن جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية مرتبطة مع وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة، وستوفر الكادر الوطني المؤهل لسد النقص الموجود الذي يقدر بالآلاف في التخصصات الصحية كالتمريض والطب والتخصصات الأخرى.
وذكر نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية أن الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين أكدت التوسع في إنشاء وتطوير الخدمات الصحية بالحرس الوطني، ومن هنا انتشرت المراكز الصحية الأولية في كل مكان توجد فيه وحدات الحرس الوطني، كما تم إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية المتقدمة على امتداد مناطق السعودية، وأنه نتيجة لهذا التخطيط السليم أصبحت المراكز الطبية التي يديرها الحرس الوطني ذات سمعة متميزة في ما تقدمه من خدمات علاجية متقدمة المستوى في مختلف التخصصات، ولذا فقد كان من الطبيعي أن تكون مكاناً للتدريب والتأهيل للمهن الطبية.
وأشار إلى أن التوجيهات الحكيمة من الملك عبد الله بأن تقوم الشؤون الصحية بالحرس الوطني بتطوير فكرة التعليم الطبي بغرض سد حاجة هذه المراكز وتوطين الوظائف الصحية، وفتح مجالات جديدة لأبناء هذه البلاد للحصول على قدر عال من التعليم يؤهلهم لخدمة بلادهم، وبعد إنشاء كلية التمريض الأولى في الرياض جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين بدراسة إنشاء جامعة متخصصة تضم عدداً من التخصصات وتمتد فروعها إلى مناطق مختلفة من المملكة، وهي الجامعة التي أعلن عن قيامها في عام 2005.
وبين الأمير متعب أن مشروع المدينة الجامعية الرئيسية خصص لها مساحة تتجاوز 5 ملايين متر مربع في موقع متميز مجاور لمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض، بالإضافة إلى مدينتين جامعيتين في كل من جدة والأحساء، مشيرا إلى أن المشروع في الرياض يضم منظومة الكليات الصحية وعمادة الدراسات العليا، بالإضافة إلى المبنى الرئيسي للإدارة والعمادات، والمتحف الطبي التراثي ومركز المؤتمرات ومركز تنمية المهارات السريرية ومبنى المطابع والنشر العلمي والمدينة السكنية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والمراكز الترفيهية والمنشآت الرياضية ومراكز الخدمات المساندة ومسجد الجامعة، بالإضافة إلى حي أكاديمي للبنات لكليات الطب والتمريض والتخصصات الصحية الأخرى.
وحول وحدات المدينة الجامعية بالرياض، قال الأمير متعب انها تتكون من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث، المجمع الإداري ومركز المؤتمرات، كلية الطب، كلية التمريض، كلية الطب للبنات، كلية العلوم الصحية التطبيقية، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة، كلية العلوم الصحية الأساسية، كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية، عمادة كلية الدراسات العليا، مستشفى الأطفال التعليمي، مركز تنمية المهارات السريرية، الخدمات المساندة والاجتماعية والترفيهية وتضم مدناً سكنية للأساتذة والطلاب والطالبات، بالإضافة إلى البنى التحتية والتأثيث والتجهيز.
وتضم المدينة الجامعية بجدة كليات الطب والعلوم الطبية التطبيقية والتمريض والصيدلة ومبنى إدارة فرع الجامعة وعمادة الدراسات العليا ومركز المؤتمرات ومركز الأبحاث ومركز تنمية المهارات السريرية وسكن أعضاء هيئة التدريس والطلاب ومراكز ترفيهية، أما المدينة الجامعية بالأحساء فتضم كليتي التمريض والعلوم الطبية التطبيقية ومبنى إدارة فرع الجامعة وعمادة الدراسات العليا ومركز المؤتمرات ومركز البحوث وسكن أعضاء هيئة التدريس والطلاب ومراكز ترفيهية وحول مدة تنفيذ المشروع قال الأمير متعب ان العقد الذي تم توقيعه أمس مع شركة بن لادن يتضمن مدة الإنشاء 3 سنوات، مؤملا أن ينتهي قبل تلك المدة، وعن التكلفة المادية قال الدكتور الربيعة ان الموضوع خاص بوزارة المالية وهي الأكثر دراية بالتفاصيل في هذا الجانب.
ورؤية الأمير متعب لاستراتيجية الحرس في الجانب الصحي قال «ان التوسع قائم ومستمر ليغطي كافة الاحتياجات في كل ما من شأنه الرقي بالشؤون الصحية فنحن في الحرس نكمل بعضنا بعضا مع بقية القطاعات الصحية في السعودية بما فيها القطاعات العسكرية الأخرى».
وعما إذا كان خريجو جامعة الملك سعود للعلوم الصحية سيلزمون بالعمل في القطاعات الصحية الخاصة بالحرس الوطني قال الأمير متعب «خريجو هذه الجامعة هم للوطن كله ولكل قطاعاته الصحية، لكنه من الضروري أن تكون الأولوية إلى حد ما لقطاعات الحرس الصحية»، وعما إذا سيتاح فرصة للطلاب من غير السعوديين للدراسة في الجامعة خاصة في الطب العام أوضح بقوله «الجامعة مخصصة ومهيأة لما يفي باحتياجاتنا في السعودية لكن لا يمنع أن ينظر في ذلك مستقبلا خاصة أن خادم الحرمين الشريفين حريص على تقديم هذه الخدمة للجميع وأود هنا أن أوضح أنه في هذا الجانب ستكون هناك منح لغير السعوديين».
وعن طبيعة الجامعة قال الدكتور عبد الله الربيعة الرئيس التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ان الجامعة متخصصة والمملكة باتت سباقة في التخصص والجامعة هي الأولى في المنطقة التي تقبل المسار الجامعي وستكون معايير القبول عالية.
وحول قبول الجامعة للعسكريين لاستكمال دراستهم العليا قال الأمير متعب «سيفتح المجال للجميع ما دام في نفس التخصص العلمي» وعما إذا ستهتم الجامعة بتدريس التمريض أكد الدكتور الربيعة أن هناك ثلاث كليات تمريض في الجامعة وقد خرجت الجامعة 5 دفعات قبل إنشاء مبانيها والاهتمام بالتمريض جاء بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين ونأمل أن تلبي الجامعة حاجة التمريض على مستوى قطاعات الحرس الصحية والقطاعات الصحية في المملكة بشكل عام على المدى البعيد.
وحول التحالفات العالمية للجامعة مع جامعات من خارج المملكة أشار الدكتور الربيعة إلى أن الجامعة ستكون عالمية، حيث تم توقيع اتفاقيات وتحالفات مع جامعات عالمية عالية ومتخصصة وشمل التوقيع اتفاقات مع كوادر بشرية في تلك الجامعات.