لا تعتبر البطاطا من الأكلات التي يقبل عليها 140 مليون من سكان بنغلاديش، ولكن ارتفاع اسعار الأرز والقمح، دفعت الحكومة للترويج للبطاطا كبديل.
وفي مهرجان للبطاطا في العاصمة داكا في الاسبوع الماضي، كان الشعار الرئيسي «فكروا في البطاطا، وازرعوا البطاطا وكلوا البطاطا». وتنظم حكومة بنغلاديش حملة لاقناع ملايين المواطنين بتناول البطاطا كطعام رئيسي، بسبب ارتفاع اسعار الارز والقمح، فيما جاء محصول البطاطا وفيرا بشكل استثنائي، مما يحتم استهلاكه سريعا، والا اصابه العطب. ومنذ ارتفاع اسعار الحبوب، استغنى نحو ثلث مواطني بنغلاديش عن وجبة او وجبتين يوميا، لعجزهم عن شراء الأرز الذي يمثل أغلبية غذائهم. وتضاعف سعر كيلو الأرز على مدار العام المنصرم، ووصل سعره الآن الى 40 تاكا (58.0 دولار) وهو نحو نصف الأجر اليومي لعامل في مصنع. وبلغ سعر كيلو القمح 44 تاكا بزيادة 150%. وفي المقابل فإن كيلو البطاطا سعره 13 تاكا (19.0 دولار) في العاصمة، ويقل سعره كثيرا في الريف. وموطن البطاطا الأصلي في اميركا اللاتينية، وانتقلت من اوروبا الى جنوب آسيا في وقت ما في القرن الثامن عشر، حيث تؤكل مع اطباق الخضراوات.
ورغم انها بديل نشوي ممتاز للارز، الا انه من الصعب اقناع الآسيويين بالتحول الى البطاطا، لأنهم عادة لا يعتبرون الوجبة كاملة من دون طبق الارز.
ويقول نصر الاسلام مدير خدمة المعلومات الزراعية ببنغلاديش «ليس من الممكن تغيير عادات الناس الغذائية، بين عشية وضحاها». واضاف «لا يمكن ان تحل البطاطا محل الارز كغذاء رئيسي، ولكن اعتقد انهم سيدركون قريبا انها يمكن ان تكون بديلا جيدا جدا بسعر منخفض معقول».
وتعتبر البطاطا محصولا آمنا في دول جنوب آسيا المنخفضة، لأنها تزرع في اكتوبر (تشرين الأول) وتحصد في نهاية فبراير (شباط) حين تكون الاراضي جافة قبل الفيضانات السنوية التي تجتاحها، تاركة الملايين بلا مأوى او طعام. والبطاطا ثاني اكبر محصول في بنغلاديش بعد الارز في الوقت الحالي. وقال مسؤولون في وزارة الزراعة ان الاستهلاك ارتفع من سبعة كيلوغرامات للفرد في عام 1991 الى 24 كيلوغراما في عام 2007.
وذكر موقع «عام البطاطا الدولي» على شبكة الانترنت، ان معدل استهلاك البطاطا في بريطانيا 114 كيلوغراما للفرد، وفي روسيا البيضاء اكبر مستهلك للبطاطا في العالم 338 كيلوغراما للفرد. وتأمل حكومة بنغلاديش التي أصدرت في الآونة الأخيرة أمرا لقواتها وقوامها 500 الف فرد، بتناول البطاطا ان يسجل استهلاك البطاطا، قفزة كبيرة في السنوات المقبلة مع استبعاد خبراء ان تعود أسعار الأرز مرة أخرى لمستوياتها المنخفضة السابقة. وتقول مريم، وهي مزارعة قرب داكا «نزرع البطاطا كل عام كمحصول ثانوي الى جانب البقوليات والبهارات».
وأضافت «ولكن اعتقد ان علينا الاعتماد على البطاطا كمحصول رئيسي في المستقبل. زراعة القمح أصعب لأنه يحتاج الى سماد وماء اكثر. زراعة البطاطا اسهل وارخص».
ويعد خبراء البطاطا علاجا محتملا لمشكلة الجوع الناجمة عن ارتفاع اسعار الغذاء، وتزايد تعداد السكان بواقع مليار نسمة كل عقد وارتفاع تكاليف الأسمدة وتراجع المحصول. وتصف الأمم المتحدة البطاطا بأنها «الكنز الخفي» وأعلنت عام 2008 العام الدولي للبطاطا. وترى الدول الآسيوية ان البطاطا هي منقذها المحتمل فيما تصارع لتوفير الغذاء لمواطنيها بسعر معقول في المستقبل في منطقة يتوقع ان يرتفع تعداد سكانها بنحو 35 في المائة الى 9.4 مليار نسمة بحلول عام 2025.
والأمن الغذائي حيوي في المنطقة، فيما تخشى الحكومات وقوع قلاقل اذا استمر ارتفاع اسعار المواد الغذائية الرئيسية.
وتقول الهند انها تريد مضاعفة انتاج البطاطا في السنوات الخمس الى العشر المقبلة، واضحت الصين وهي مستهلك ضخم للأرز أكبر دولة تزرع البطاطا. وفي أفريقيا جنوب الصحراء سجلت البطاطا اكبر معدل توسع مقارنة بالمحاصيل الأخرى. والبطاطا مصدر مهم للكربوهيدرات التي تولد الطاقة ببطء.