أوباما يستعد لاعلان فوزه وهيلاري باقية بانتظار حدوث نكسة تطيح به

محللان أميركيان يتحدثان لـ «الشرق الاوسط» عن أسباب استمرار كلينتون في السباق

TT

في الوقت الذي أعلن فيه المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك أوباما أنه يستعد لاعلان فوزه على منافسته هيلاري كلينتون، سعيا للحصول على ترشيح حزبه، وجهت كلينتون رسالة خاصة الى الناخبين، تؤكد من جديد أنها ستواصل السباق حتى النهاية. وقالت هيلاري مخاطبة الناخبين: «أنتم لم تيأسوا وأنا كذلك لن أيأس».

وتحدث اثنان من الخبراء في الانتخابات الاميركية والمحللين لـ«الشرق الاوسط»، لتفسير بقاء هيلاري في السباق على الرغم من تضاؤل حظوظها. وقال بيل فرنزيل عضو الكونغرس السابق وأحد خبراء معهد بروكنز في واشنطن إنه «من الصعب جداً الشعور باليأس عندما تدخل سباقاً انتخابياً، وهيلاري كلينتون بددت الكثير من طاقاتها ومالها الخاص خلال الحملة الانتخابية، لذلك يمكنني أن أفهم لماذا لا تريد أن تيأس».وقال الباحث والمحلل السياسي غرايم بانرمان، وهو ينتمي الى الحزب الجمهوري، وينتمي الى «منطمة الشرق الاوسط» في واشنطن، إن حظوظ هيلاري ضئيلة للغاية، لكنها قطعاً تتوقع تحولا دراماتيكيا في موقف «المندوبين الكبار». وأضاف بانرمان لـ«الشرق الاوسط» أن أوباما استطاع أن يتعامل بذكاء مع تصريحات مرشده الديني السابق جيريميا رايت، وهو ما تبين في انتخابات شمال كارولاينا وانديانا، في حين وكانت حملة هيلاري تراهن على جذب عدد من المندوبين الكبار بسبب هذه القضية. بيد ان بانرمان يرى ان اوباما سيواجه مشكلة في بحثه عن تحالف عريض يضم ديمقراطيين ومستقلين وجمهوريين وسط المحافظين الذين تأثروا سلباً بتصريحات مرشده الديني، وقال: «من المؤكد أن هذا الموضوع سيوظف من جديد خلال حملة الانتخابات الرئاسية وربما قبل ذلك ايضاً».

وقال فرنزيل من جهته: «في هذه اللحظة يبدو ان ليس لهيلاري فرصة لهزيمة أوباما، لكنها ستستمر في منافسته طالما أن أوباما نفسه لم يضمن السباق بنسبة مائة في المائة». وأضاف: «تراهن هيلاري على ان يتحول الى تأييدها عدد مهم من كبار المندوبين لكن عليها أن تحقق انتصارات كبير وبفارق شاسع في ما تبقى من ولايات».

يذكر ان يوم الثلاثاء المقبل يختار الاميركيون في ولايتي كنتاكي (51 مندوباً) واوريغون (52 مندوباً) مرشحهم الديمقراطي، وتشير الاستطلاعات حتى الآن الى ان هيلاري ستفوز في الولاية الاولى في حين سيفوز أوباما في الولاية الثانية.

وتراهن كلينتون على إقناع قادة الحزب الديمقراطي بأنها ستكون أفضل من منافسها أوباما، في مواجهة المرشح الجمهوري جون ماكين، بعد أن أظهرت استطلاعات للرأي حسب شبكة «سي إن إن» ان 28 في المائة من الذين يؤيدونها حالياً لن يصوتوا لصالح أوباما في حالة ترشيحه وسيختارون خصمه ماكين. وطالبت هيلاري من قادة الحزب تأمل نتائج غرب فرجينيا، حيث حققت فوزاً كاسحاً بنسبة 67 في المائة. بيد أن التركيبة السكانية لولاية فرجينيا كانت تصب كلها لصالحها، إذ ان ربع الناخبين يزيد عمرهم على 60 سنة، ومعظمهم توقفت دراستهم عند المرحلة الثانوية، ودخلهم يقل عن 50 الف دولار سنوياً. وحصلت هيلاري من غرب فرجينيا على 20 مندوباً وأوباما على ثمانية. وتعتقد هيلاري أنها باستمرارها بالسباق تستطيع ان تحقق مسألتين، الأولى إقناع كبار المندوبين بأنها أفضل من أوباما الذي لن يقوى على الوقوف في وجه الدعاوى العرقية غير المعلنة وسط ناخبي الطبقة العاملة البيضاء، والمسألة الثانية احتساب نتيجة التصويت في ولايتي ميشغان وفلوريدا. وجاء في تحليل نشره موقع «التر نيت» الاميركي، ان هيلاري مستمرة في السباق، متوقعة ان شيئاً ما سيحدث، كأن يظهر القسيس رايت في شريط فيديو جديد يدعو فيه الى ثورة مسلحة، أو أن تبث شبكة «فوكس نيوز» اليمينية تحقيقاً يقول إن اوباما يحمل بطاقة تشير الى انه مسلم. وأضاف الموقع انها تريد ان تنظم حملات تبرعات لتسديد 20 مليون دولار ديون حملتها، وربما تريد ايضاً ان تنهي حملتها بتحقيق انتصارات متتالية في ما تبقى من ولايات، او ببساطة، هي مستمرة فقط لكي تبرهن على قدرتها على الصمود.