مسؤول في الخارجية الأميركية: نحن في مرحلة حرجة من العلاقات العراقية ـ الإيرانية

السفير بتلر أكد استعداد بلاده لجولة جديدة من المفاوضات مع طهران

TT

أكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية استعداد بلاده لخوض جولة جديدة من المباحثات مع إيران حول القضايا التي تخص العراق، وحث المسؤولين في طهران على إيقاف تدخلاتهم في شؤونه الداخلية.

وقال السفير لورنس بتلر مساعد نائب وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى في حديث لمجموعة من الصحافيين العراقيين الذين يزورون واشنطن «نحن نعمل سوية مع الحكومة العراقية من أجل إقناع ايران بالكف عن تدخلاتها السلبية في شؤون العراق، والوقوف بحزم بوجه محاولاتها المتكررة لخلق العنف والفوضى في مناطق متفرقة منه بدعمها للميليشيات والجماعات المتشددة على حدا سواء»، مؤكدا ان مسألة تدفق الأسلحة والمتفجرات المصنعة في ايران للجماعات الخاصة في العراق تعتبر التحدي الأكبر في هذا السياق.

وتساءل بتلر «ما الذي يريده الايرانيون من العراق؟ هم يتحدثون عن عدم تورطهم في أحداث البصرة الاخيرة، لكن الأدلة والحقائق التي نمتلكها وبدأت تظهر على السطح تؤكد تورطهم؛ والمسؤولون العراقيون يعرفون ذلك جيدا»، مشددا على ان خلق اي صراع في المنطقة لا يصب في مصلحة أحد. وقال المسؤول الاميركي «الايرانيون يرفضون الحوار مع واشنطن لأنهم خائفين بسبب معرفتهم بالاعمال التي قاموا بها داخل العراق وتورطهم الذي وصل الى مرحلة مكشوفة للجميع، ولا يمتلكون أي تفسير يبرر أفعالهم تلك». وأضاف «نحن في مرحلة حرجة جدا في تاريخ العلاقة بين العراق وإيران بسبب التدخلات السلبية للايرانيين في الشأن الداخلي العراقي، واميركا على استعداد دائم للقاء مسؤولين ايرانيين بشأن العراق، وإذا أرادوا ذلك اللقاء فنحن على استعداد تام لعقده في بغداد». وأوضح ان الولايات المتحدة الاميركية لا تسعى لوضع العراقيل امام العلاقة بين العراق وايران، لكن ما ترغب به واشنطن وتحث ايران على عمله هو إيقاف التدخلات التي من شأنها عرقلة المسيرة الديمقراطية للعراق الجديد، مشيرا الى ان الحكومة العراقية تحدثت بصراحة مع المسؤولين الايرانيين عن مخاوفها ازاء تدخلهم في الشأن الداخلي للبلاد.

وعن مستقبل القوات الاميركية في العراق، قال بتلر «وجود قواتنا هناك مبني على قرار دولي، ونحن نتفاوض مع الحكومة العراقية في اطار استراتيجي وخطة للعمل العسكري تحدد مسؤوليات كل جانب والامتيازات التي ستتمتع بها قوات التحالف»، مشددا على ان الوجود الاميركي في العراق لا بد ان يتم تجديده بشكل او بآخر يتمثل بالتعاون في جميع القطاعات الاخرى غير العسكرية. وأضاف «نحن نتطلع الى ان يكون وجودنا في العراق مقتصرا على عمل السفارة فقط، لذا نتطلع لاتفاقية امنية مع العراقيين وتبادل المبعوثين العسكريين لإرساء السلم في المنطقة بشكل عام من خلال تعاون مشترك بين البلدين».

وأشار بتلر الى وجود محاولات حثيثة من قبل الادارة الاميركية لتغيير طبيعة وجود القوات الاجنبية في العراق بحيث لا يشعر السكان بالاستياء من وجودها، من خلال جعل مهمتها تقتصر على تدريب وتسليح قوات الامن العراقية لتحسين عملها في كافة أنحاء البلاد. وكشف المسؤول الاميركي عن مفاوضات واجتماعات مع اعضاء في الكونغرس لتوضيح مسألة كيفية مساعدة العراقيين من أجل انجاح جهودهم لتثبيت الامن والاستقرار في عموم البلاد، مؤكدا التزام الادارة الحالية لدعم حكومة العراق وتقديم ما تحتاجه لتمكينها من السيطرة على معظم المناطق والمدن.

وبين بتلر أن معظم الأموال التي يتم انفاقها في العراق حاليا في مشاريع مختلفة هي من ميزانية الحكومة العراقية، وان الاميركيين يساعدون في تلك المشاريع عن طريق فرق وخبراء مختصين في تلك المشاريع، مؤكدا أن الحكومة الاميركية لا تنفق حاليا أموالا كثيرة على الحرب وعملية اعادة الاعمار في هذا البلد.

وفي موضوع اللاجئين العراقيين والإجراءات التي تتبعها الادارة الاميركية بهذا الخصوص، أوضح المسؤول الاميركي أن وضع هؤلاء اللاجئين في داخل وخارج العراق يمثل مشكلة جدية لواشنطن التي تأخذ بنظر الاعتبار حجم هذه المشكلة وتحاول المساعدة في حلها من خلال تخصيص مبالغ مالية مناسبة، وحث الدول التي تستضيفهم على تقديم المساعدات الضرورية لهم خلال فترة وجودهم على أراضيها. وتابع «نحن ملتزمون بمساعدة هؤلاء اللاجئين وسنجلب 12 ألف عراقي للولايات المتحدة قريبا»، مؤكدا أن السياسة التي تتبعها واشنطن حاليا تجاه المرحلين داخليا تتمثل بالإبقاء عليهم قدر الإمكان قرب منازلهم من أجل إعادتهم من جديد اليها. و انتقد بتلر الحكومة العراقية التي قال إنها لم تصرف من الأموال ما فيه الكفاية على لاجئيها في بلدان الجوار، مطالبا إياها بتوفير موارد وعناية أكبر لمواطنيها في الداخل والخارج.