اضطرت قطر الى التدخل مجددا، وعلى اعلى المستويات، للدفع في اتجاه تقدم ما في مسار الحوار اللبناني المتوقف نظريا، والملتهب عمليا، في العاصمة القطرية، إذ زار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقر اقامة الوفود اللبنانية.
وقالت مصادر في الوفود ان اجتماعا عقد بحضور أمير قطر، ورئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» ميشال عون, ورئيس كتلة «المستقبل»، سعد الحريري، ورئيس «اللقاء الديمقراطي»، وليد جنبلاط. ثم انضم اليهم لاحقا النائب علي حسن خليل والنائب السابق غطاس خوري, اقترح فيه الشيخ حمد بن جاسم الذهاب الى بيروت اولا لانتخاب رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة على أساس 13+10+7 أي بدون الثلث المعطل الذي تطالب به المعارضة. واعترضت المعارضة على الاقتراح، وغادر عون الجلسة غاضبا.
من جانبها أصرت الأكثرية البرلمانية على طرح موضوع سلاح حزب الله. واعتبر سمير جعجع أن لا قيمة للحكومة وللانتخابات، ما لم يتم التطرق الى سلاح حزب الله، وقال ما معناه: «غدا لو كنت وزيرا وقلت شيئا لم يعجبهم فسيهددونني بالسلاح لتغيير موقفي». إلا أن موفد حزب الله، النائب محمد رعد، رفض بشدة وقال اثناء رده: «أشعر أني أحاور العالم وحدي.. موضوع السلاح مقدس، ويجب ألا يطرح». وفيما أبلغ أحد أقطاب الاكثرية البرلمانية «الشرق الاوسط» أن قطر أبدت استعدادها لتقديم اقتراح بشأن السلاح على ان يجري التحاور عليه بعد انتخاب الرئيس اللبناني الجديد، وبرعايته، أصر قائد حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، على أن ينطلق الحوار حول السلاح من مؤتمر الدوحة الامر الذي رفضه نواب المعارضة بشدة معتبرين ان اتفاق بيروت، الخميس الماضي، لا ينص سوى على بحث نقطتي حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات. أما عقدة بيروت الانتخابية فقد تمثلت في اقتراح المعارضة تقسيم العاصمة الى ثلاث دوائر انتخابية واستحداث دائرة تضم سبعة نواب تكون فيها غالبية الناخبين من الشيعة والأرمن مع اقلية سنية بسيطة بحيث يضمن الفوز في هذه الدائرة للمعارضة. ورفضت الاكثرية اقتراح المعارضة لهذا الشكل من التقسيم. وتردد ان اقتراحا قدم لحل عقدة بيروت الانتخابية على أساس ما عرف بقانون فؤاد بطرس (الدائرة الصغرى والتمثيل النسبي معا). وقالت مصادر إن طرح المعارضة يقوم على أنه على الاكثرية الاعتراف بانها مهزومة وعليها الاعتراف بالواقع. كما قالت مصادر متابعة للحوار ان اكثر ما يؤخر الاجتماعات الان، ان المعارضة تتصل بالضاحية للتشاور وتلقي التعليمات، والضاحية بدورها تتشاور مع طهران ودمشق, موضحة ان معظم وزراء اللجنة العربية غادروا وأبرز المتبقين الإمارات وجيبوتي.