تقوم كافتيريات دنكنز دونتس الموجودة في فنادق هيلتون في الولايات المتحدة، وحتى القواعد العسكرية التابعة للمارينز (مشاة البحرية) بإخضاع الموظفين والعاملين لديها الى عمليات المسح الالكتروني لأياديهم لتسجيل اوقات وصولهم الى العمل وخروجهم منه، مع تحويل هذه المعلومات اتوماتيكيا الى لوائح دفع المرتبات.
وتقول الشركات المنتجة لهذه التقنية ان مثل هذه الاجهزة الخاصة بالقياسات الحيوية تحسن الفعالية وعمليات دفع الرواتب والاجور، كما ان اصحاب العمل الكبار او الصغار منهم يقومون بشرائها لهدف مشترك وهو الحفاظ على نزاهة الموظفين مع أتمتة الاساليب القديمة لحفظ السجلات التي عفا عنها الزمن، والتي تعتمد على السجلات الورقية.
* خروق الخصوصية
* بيد ان النظام الجديد هذا أثار بعض الشكاوى واللغط من قبل بعض العاملين الذي رأوا في ذلك تعديا على حرياتهم وتعقبا لتحركاتهم وتنقلاتهم. «فهم (اي ادارة الشركات والمؤسسات) ليسوا بحاجة بعد الآن الى استئجار البعض لمضايقتك وتقييدك لان الآلة شرعت تفعل ذلك بدلا عنهم» كما يقول إيد أوت المدير التنفيذي للمجلس المركزي لهيئة العمل في مدينة نيويورك الذي اضاف: «ان تسجيل طبعة راحة اليد تعتبر من قبل البعض خطوة تزيد عن الحد المطلوب».
وتقدر المجموعة الدولية للقياسات الحيوية، وهي شركة استشارية ان نحو 635 مليون دولار من هذه الاجهزة العالية التقنية جرى بيعها في العام الماضي، كما تتوقع ان تبلغ قيمة هذه الصناعة اكثر من مليار دولار بحلول 2011.
وتقول «إنغرسول راند سيكيورتي تيكنولوجيز»، وهي من كبار الشركات الصانعة لاجهزة مسح راحة اليدي التي يقع مقرها في مدينة كامبل في ولاية كاليفورنيا، انها باعت ما لا يقل عن 150 الفا من هذه الاجهزة الى «دنكنز دونتس» ومحلات «مكدونالدز» للهامبرغر وفنادق هيلتون وقواعد المارينز الاميركي التي استخدمتها لتسجيل ساعات عمل الموظفين المدنيين لديها.
وكانت اشد الاحتجاجات ضد استخدام عمليات مسح راحة اليدين هذه لتسجيل ساعات عمل الموظفين، في مدينة نيويورك حيث انفق المسؤولون 410 ملايين دولار لتركيب مثل هذه الانظمة الاوتوماتيكية التي سيستخدمها في النهاية 160 الف عامل. ونظمت لهذه الغاية تظاهرات احتجاج خاصة بعد ضم مكتب الفاحصين الطبيين للمكاتب والمؤسسات التي جهزت بهذه الآلات، فضلا عن مكاتب الرسامين الهندسيين والمخططين وادارة الحدائق والمتنزهات التي رعى بعضها استخدام هذه الآلات منذ العام الماضي.
* مساوئ ومحاسن
* «لكن على الصعيد النفسي كان لهذا العمل وقعه السيئ على القوة العاملة في نيويورك، لانه محبط للمعنويات، ويقوم على عدم الثقة «كما يقول ريكاردو هينكل» الذي يقوم بهندسة حدائق المدينة الذي وصف نظام مراقبة اوقات العمل هذا على انه تطفل بيروقراطي في شؤون المحترفين الذين لا يتوانون ابدا عن قضاء المزيد من الوقت على المشاريع التي يهتمون بها وبنجاحها، والذين كانوا يفضلون قيام المديرين من البشر بإبداء المزيد من المرونة في الشؤون التي تتعلق بساعات العمل، «خاصة وان العمليات الابداعية ليست ابدا في تسجيل ساعات الدخول والخروج» كما يقول.
وتتوقع ادارة المدينة توفير 60 مليون دولار سنويا عن طريق تحديث انظمة تسجيل اوقات العمل المعقدة التي تتطلب حاليا موظفا يعمل دواما كاملا في اليوم للاشراف على 100 الى 250 موظفا. ومن شأن النظام الجديد الذي يدعى «سيتي تايم» تحرير الآلاف من موظفي المدينة للقيام بأعمال ورقية اقل.
ومن المنافع الاخرى للنظام هو تقليص عمليات الغش والخداع، اذ يحصل مرات عديدة في السنة ان تقوم دائرة التحقيقات في المدينة باتهام بعض الموظفين بقضاء اوقات حرة غير مصرح بها، وتزييف سجلات عمل لتبدو وكأنها صحيحة.
ويبدو ان مدنا كبيرة مثل شيكاغو وبلدات صغيرة مثل تاهليكوا واوكلا قد لجأت الى انظمة التعرف على الهويات التي اساسها بصمات الاصابع لتسجيل ساعات عمل الموظفين خلال السنوات القليلة الاخيرة. ولقد ادخلت هذه الانظمة الى العديد من اماكن العمل الاخرى من دون كثير من الاعتراض من قبل العاملين، لاسيما اولئك الذين اعتادوا على ختم بطاقاتهم في الدخول والخروج من اماكن العمل.
ونقلت وكالة اسيشيتد بريس عن جون مونيي مدير عام قسم القياسات الحيوية في «إنغيرسول راند» ان مسألة القلق في ما يتعلق بالخصوصيات لا اساس لها، لكون ماسحات راحة اليد لا تحفظ قواعد معلومات واسعة عن بصمات اصابع الاشخاص، بل فقط في ما يتعلق بشكل اليد.
ومع ذلك فإن المسؤولين عن الاتحادات والنقابات في نيويورك قلقون، لا من قيام هذه الالات بالتأكد من تهرب المستخدمين من ساعات العمل، بل من توريط الموظفين الشرفاء، او التعدي على خصوصياتهم.
«واخيرا فإن هذه الاجهزة والآلات مصممة لممارسة المزيد من التحكم والاشراف على فريق العمل، وليس لاغراض امنية بحتة. كما انها ليست لها علاقة بالانتاجية، وهذا ما يجعلنا متوترين» على حد قول كلود فورت احد المسؤولين في الاتحادات العمالية.