مبيعات الطائرات الخاصة لا تزال تحلق عاليا

على الرغم من تباطؤ الاقتصاد العالمي رجال الأعمال يحبون السفر جوا

يتوقع أن يتم إنتاج 1273 طائرة تكلف 20.3 مليار دولار خلال هذا العام («نيويورك تايمز»)
TT

قد تلوح بعض السحب في سماء الاقتصاد العالمي، لكنك لن تدرك ذلك إن كنت تحكم على قوة الاقتصاد العالمي من خلال حالة تجارة الطيران. يقول ريتشارد أبولافيا، نائب رئيس مجموعة «تيال» وهي شركة متخصصة في مجال استشارات الطيران في فيلفاكس بفيرجينيا: «إن الأوقات الرائعة لا تزال مستمرة».

ويقول إنه يتوقع أن يتم إنتاج 1273 طائرة تتكلف 20.3 مليار دولار خلال هذا العام، مع استمرار النمو حتى عامي 2009 و2010. وتعكس هذه التوقعات استمرارا لتوقعاته عام 2007 حيث توقع إنتاج 999 طائرة، وتم إنتاج 1071 طائرة بالفعل، بلغت تكلفتها 17.2 مليار دولار.

وفي الوقت الذي يشير فيه إلى بعض «العلامات الأولية» لانخفاض الطلب فإنه ما زال يتوقع انخفاضا طفيفا بعد بلوغ الطلب ذروته ربما في عام 2010. ومنذ عام 1996 إلى 2001، نمت سوق صناعة الطائرات بشكل مذهل بنسبة 350 في المائة. وعلى الرغم من الانخفاض الاقتصادي الهائل بعد أحداث 11 سبتمبر، ووقوع العديد من الهجمات الإرهابية وانفجار «فقاعة» قطاع المعلومات والتقنية (دوت كوم)، فإن حجم صناعة الطائرات اليوم قد بلغ أربعة أضعاف ما كان عليه عام 1996. وقد توقع أبولافيا إنتاج أكثر من 14.289 طائرة في السنوات العشر المقبلة، تبلغ تكلفتها 218 مليار دولار بأسعار الدولار الحالية. ومن المتوقع أن يكون نصف هذه الطائرات بأحجام كبيرة والتي تطير لمسافات بعيدة. ومن المتوقع كذلك أن يزيد عدد الطائرات الخاصة، لتصل تكلفتها إلى نحو 38.1 مليار دولار. ومن المتوقع أن يتم إنتاج 3373 طائرة تستخدم المحركات التوربينية وقد تبلغ تكلفتها نحو 14.5 مليار دولار. ويعني ذلك أنه تم إنتاج 6958 طائرة تجارية تكلفت 124 مليار دولار خلال السنوات العشر حتى عام 2007، بالإضافة إلى 322 طائرة نفاثة وإقليمية تكلفت 12.3 مليار دولار و2.325 طائرة توربينية تكلفت 10 مليارات دولار.

وقد توقع أبولافيا أن تقتسم شركتا طيران «غولفستريم» و«بومباردير» السوق بالتساوي فيما بينهما خلال العقد المقبل، حيث تمتلك «غولفستريم» حاليا نحو 23.9 في المائة، وتمتلك بومباردير 23.5 في المائة، تليهما «سيسنا» بحصة تبلغ 20.6 في المائة، ثم «ديسولت» بنحو 17.4 في المائة و«هوكر بيتشكرافت» بنحو 9.7 في المائة. ومن المتوقع أن تحصل «امبرير» البرازيلية على 3.6 في المائة خلال السنوات العشر المقبلة لترتفع نسبتها إلى 5 في المائة في عام 2017. كما يتوقع ابولافيا إنتاج نحو 3365 طائرة سريعة، تتضمن 1.385 لشركة «سيسنا» و925 لشركة «امبرير»، مشيرا إلى توقعه بزيادة قيمة سوق إنتاج الطائرات بنحو 3 في المائة فقط. من جهته أعلن لويس كارلوس أفونزو، المسؤول عن وحدة الطائرات التجارية في «امبرير»، أخيرا أن الشركة ستقوم بتقديم إنتاجها الأول في الولايات المتحدة في ملبورن بلفوريدا، لتجميع طرازات «فينوم» 100 و300. ومن المتوقع إنتاج 10 إلى 15 طائرة من الطراز الجديد «فينوم 100 في إل جي» بنهاية العام الحالي. ويقول روبرت درانتزيك، وهو مدير تسويق في شركة «نت جتس يوروب»: «إن هناك العديد من رجال الأعمال الذين أصبحوا يفضلون السفر بالطائرات الخاصة حيث يكتشفون المزايا العملية الجديدة ويخبرون أصدقاءهم بها».

وقد نقلت هذه الشركة عملاءها إلى 136 دولة، حيث يسافر معظمهم إلى مناطق بين أثينا ودوسلدورف ومدريد ودبلن، ولكن كان هناك عددا متزايدا من الرحلات إلى وجهات مثل موسكو وأنقرة ومراكش وآيسلاند وبعيدا إلى أوكرانيا وروسيا. ويتضمن أسطول هذه الشركة البالغ عدد طائراته نحو 145 طائرة عددا من أنواع الطائرات المختلفة مثل «لونغستريم 550» ذات المقصورة الكبيرة والتي تطير إلى مسافات بعيدة، والأنواع الخفيفة من الطائرات مثل «هوكر إكس بي» والتي يبلغ سعرها المنخفض نسبيا نحو 6.5 مليون دولار. وسوف تلتحق طائرتان جديدتان بالأسطول هذا العام من طراز «33 دوسولت» و«فالكون 7 اكس ترايجتس». ولم يتم تأكيد اختبارات القيادة بعد، لكن درانتزيك يقول إن« فالكون 7 اكس» التي يمكن أن تعمل على المدرج القصير في مطار لندن سيتي، يمكن أن تبدأ رحلاتها المباشرة من هذا المطار إلى نيويورك، وهو خيار جيد للمصرفيين ومديري صناديق التحوط الذين يرغبون في السفر عن طريق الرحلات المباشرة. وفي هذه الأثناء، ومع ارتفاع أسعار البترول، الذي وفر ثروة كبيرة لدول الخليج في الشرق الأوسط، فإن دبي التي بدأت شركة طيرانها في العمل عام 1985 باسم «إميريتس» وسعت أعمالها عن طريق شركات طيران أخرى مثل استثمار «ورلد أفييشن» وهي وحدة تابعة لـ«دبي وورلد». ومن الأفرع العاملة مع استثمار، «آي دبليو ايه إجزيجاتيف جيتس» التي وقعت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عقدا مع «دبي ورلد سنتر أفييشن سيتي» لتأسيس قاعدة عملياتها في مطار مكتوم الدولي في جبل علي والذي من المتوقع أن يكون أكبر مطار في العالم عام 2015. ويقول توم رونيل الرئيس التنفيذي في «آي دبليو ايه»: «إن الشركة ليست واحدة من أكبر شركات الطيران في المنطقة حاليا، لكن لها تطلعات كبيرة».

وقد أفاد رونيل بأن المحللين يجمعون على أن نسبة النمو المتوقعة في هذه الصناعة تبلغ نحو 40 في المائة كل عام. وقال: «تنوي استثمار ورلد أفييشن تنمية آي دبليو ايه لتصبح أكبر شركة طيران خاص في الشرق الأوسط».

ومع زيادة شركات كبيرة مثل «دبي وورلد» و«بيركشاير هاثاواي» لاستثماراتها في مجال الطيران، فإن مصنعي الطائرات يرغبون في إنتاج طائرة جديدة. فقد قدمت «غولفستريم» في شهر مارس (آذار) طائرتها «جي 650» التي من المقرر إجراء اختبارات الطيران عليها في النصف الأول من العام المقبل، وأن تدخل إلى الخدمة عام 2012. وقد تم تقديمها على أنها «أسرع طائرة مدنية في السماء» وهي مصممة لتقل نحو 8 ركاب دون توقف بين دبي ونيويورك أو من نيويورك إلى بكين بسرعة تقارب سرعة الصوت. وفي الشهر نفسه، أعلنت «امبرير» عن خطة لملء فجوات الأنواع المختلفة من الطائرات حيث ستقدم طائرة متوسطة الحجم تسمى «ام اس جاي» وطائرة متوسطة الوزن من طراز «ام ال جاي». ويحتفل مطار لندن للطائرات العمودية في باترسي بعيد ميلاده الخمسين في الربيع المقبل حيث يتم بناء صالة جديدة بتكلفة 7 ملايين جنيه إسترليني أو ما يعادل 13.7 مليون دولار. ويقوم دافيد ماكروبرت وهو الرئيس التنفيذي لـ«بريمي إير» بإدارة أسطول من الطائرات يتكون من 18 طائرة عمودية لخدمة الرحلات في مختلف أنحاء بريطانيا وبعض الأماكن في أوربا من باترسي وغيرها من القواعد. وتعتبر باريس وجهة مشهورة على الرغم من بعدها بنحو 90 دقيقة فقط من لندن بالقطار، كما أصبحت دبلن كذلك. ويقول ماكروبرت إنه على الرغم من تكلفة الرحلات بالطائرة العمودية وتكلفة صيانة الطائرات، حيث تكلف ساعة الطيران المسافر نحو 300 جنيه إسترليني، إلا أنها الطريقة القانونية الأسرع للوصول إلى المصنع الخاص بك أو لحضور سباق الخيل في مدينة إسكوت.

* خدمة «نيويورك تايمز»