«فتح» تريد إعادة تفعيل المبادرة اليمنية.. و«حماس» تعلن عن وساطة قطرية

السلطة الفلسطينية قلقة من عودة نتنياهو.. وتدرس الخيارات البديلة للمفاوضات

TT

تبدو السلطة الفلسطينية خائبة الأمل، وتشعر بالقلق تجاه الأزمة السياسية الإسرائيلية التي تهدد بالإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، وإجراء انتخابات جديدة قد تأتي بحسب استطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة، بزعيم حزب الليكود المتشدد بنيامين نتنياهو. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات «نعم.. نشعر بقلق من هذا». وتبحث السلطة الفلسطينية خياراتها الأخرى، ومن بينها عودة الحوار مع حماس، وهو ما يدفع باتجاهه قياديون في فتح «كورقة ضغط» على الإسرائيليين والاميركيين. وقال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد إن هناك تحركا جديا لإعادة تفعيل المبادرة اليمنية. وفي المقابل طارت حماس إلى قطر ودعت أميرها حمد بن خليفة للتوسط مع فتح وقال القيادي في حماس محمود الزهار ان هناك تحركا قطريا وإمكانية عقد لقاءات قريبة.

وأكدت مصادر فلسطينية قريبة من المفاوضات لـ«الشرق الأوسط» ان القيادة الفلسطينية تشعر بالإحباط والقلق تجاه عودة رجل مثل نتيناهو.. المفاوضات ستتجمد أو ستعود إلى نقطة الصفر». وقالت المصادر إن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني ما زالت تطرح على (احمد) قريع، (رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض)، خارطة للضفة الغربية تستثني القدس والمستوطنات والأغوار، وبحسب المصادر فان التقدم «مكانك سر». إذ تقول ليفني لقريع مثلا، إن إسرائيل تدرك ان الأغوار منطقة فلسطينية لكنها أمنية وستبقي بيد إسرائيل. وتأتي أزمة اولمرت، لتضيق الخناق أكثر، على السلطة المأزومة أصلا بالانقسام الفلسطيني، الذي قد ينتهي بالدعوة لانتخابات مبكرة، إذ لم يبق امام الرئيس الفلسطيني محمود عباس سوى عدة اشهر لتنتهي ولايته، مع مطلع العام المقبل، كما هو الحال تماما لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش التي تراهن هي الأخرى على الأشهر القليلة المتبقية أمامها كفرصة ممكنه من اجل التوصل إلى اتفاق حول الدولة الفلسطينية.

وفي الوقت الذي يريد فيه اولمرت مواصلة عمله كالمعتاد، شكك مسؤولون فلسطينيون بقدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على تقديم اي تنازلات. كما تحدث عريقات عن قلقله على مستقبل المحادثات التي بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال إن السلطة «ستتأثر بالأزمة الداخلية الإسرائيلية». وتابع «عندما شهدت إسرائيل أزمات مماثلة فإنها ترجمت إلى صعوبات أكبر بالنسبة لنا. أرجو ألا يكون الأمر على هذا الحال هذه المرة».

وتدرس السلطة الفلسطينية، خياراتها الأخرى تجاه تعثر محادثات السلام. وسط ضغوط بالعودة إلى الحوار مع حماس، وكانت حركة فتح ناقشت بجدية العودة إلى «انتفاضة جديدة». ويدفع قياديون في فتح إلى محاورة حماس، «كورقة ضغط» على الاميركيين والإسرائيليين. وأعلن عزام الأحمد في اجتماعات حركية في جنين عن بدء تحرك فتحاوي جديد لإعادة العمل على تنفيذ المبادرة اليمنية وإنهاء الانقسام بين الضفة وغزة انسجاما مع المبادرة العربية، داعيا حركة حماس لتحمل مسؤولياتها والالتزام بتنفيذ بنود المبادرة. وفي الوقت الذي تدفع فيه فتح لإعادة غزة عبر الحوار، أجرت حركة حماس محادثات مع قطر، من اجل تدخل عربي لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وكشف محمود الزهار عن مساع قطرية للوساطة بين حماس وفتح، مشيراً إلى إمكانية عقد لقاءات قادمة بين الأطراف المعنية لبلورة معالم هذه الوساطة وتفعيلها.