السوق تستنفد تداولات مايو بانخفاض 536 نقطة

مع تراجع كمية الأسهم المتداولة بنسبة 30.8%

متداولان يتابعان حركة الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
TT

استنفدت سوق الأسهم السعودية تعاملات مايو (أيار) أمس، عبر تداول 21 يوما، تمت خلال هذا الشهر، كشفت فيها السوق عن أداء سلبي، بخسارة 536 نقطة تعادل 5.3 في المائة، بعد أن اكتفت أمس بإغلاق عند مستوى 9529 نقطة مقارنة بإقفال تعاملات أبريل (نيسان) الماضي الذي كان عند مستوى 10066 نقطة.

وألقت الأوضاع الداخلية والخارجية للسوق بظلالها على تعاملات الشهر المنصرم، بعد أن شهد طرح أسهم مصرف الإنماء لاكتتاب العام، كأحد أضخم الاكتتابات في السوق، والذي ظهر كعامل منغص في تداولات السوق، مع انتظار تحديد موعد الإدراج، والذي تم إعلانه ليكون بدء تداول أسهم المصرف بعد غد الثلاثاء.

كما كان الأثر الأكبر ناجم عن الأداء السلبي الذي أظهرته أسهم شركات قطاع المصارف والخدمات المالية، التي كرست التراجع في حركة المؤشر العام خلال الفترة الماضية، بحكم تأثيرها القوي بتوجهات السوق، تزامنا مع الخمول الواضح على أسهم الشركات القيادية الأخرى، والتي وقفت موقف المحايد في أواخر تعاملات مايو أمام ضغط القطاع المصرفي السلبي.

وأظهرت مؤشرات التداول المالية لشهر مايو تراجعا لافتا، كان في الصدارة، عدد الأسهم المتداولة خلاله، والتي تراجعت بمعدل 30.8 في المائة قياسا بحجم الأسهم المتداولة في أبريل (نيسان) الماضي، بعد أن سجلت تداول بحجم 3.7 مليار سهم مقارنة بـ5.4 مليار سهم. وانخفضت قيمة التعاملات الشهرية بنسبة 22.3 في المائة، بعد أن تم تداول ما قيمته 156.8 مليار ريال (41.8 مليار دولار)، مقابل 201.6 مليار ريال (53.7 مليار دولار) في أبريل الماضي، إلا أن حجم الصفقات أظهر بروز سلوك المضاربة في تعاملت مايو، بعد ارتفاعها بمعدل 2.1 في المائة عن الشهر السابق، بعد تنفيذ 4.39 مليون صفقة مقابل 4.30 مليون صفقة في أبريل الماضي.

واكتفت سوق الأسهم السعودية أمس بتوديع تعاملات مايو، بدخول المنطقة الخضراء لمسافة 38 نقطة فقط، على الغرم من ارتفاع جميع قطاعات السوق باستثناء قطاعي التأمين، والنقل، لتتقاسم أسهم شركات السوق الاتجاه، من خلال صعود أسهم 50 شركة وتراجع 50 شركة. إلا أن الملاحظ على التعاملات الأخيرة دخول أسهم شركات جديدة في قائمة الشركات الأكثر نشاطا، بعد أن كانت مقصورة على بعض الشركات التي اعتادت السوق على تصدرها هذه القائمة من خلال ما تحمله من عدد أسهم ضخم، حيث برزت أمس أسهم شركة «إعمار» التي استحوذت على قرابة 13 في المائة من كمية الأسهم المتداولة في السوق، يليها أسهم شركة نما للكيماويات التي استحوذت على ما نسبته 9.1 في المائة من إجمالي الكمية المتداولة أمس. وبرز أمس قوة انجذاب السيولة لأسهم الشركات المضاربية التي تطايرت أمام الاتجاهات العامة مع استقرار أسهم الشركات القيادية، لتسجل أسهم شركتين النسبة القصوى، مع تراجع أسهم شركة واحدة بالنسبة الدنيا، والتي تمسكت بها أسهم شركة ملاذ للتأمين لليوم الثالث على التوالي. وتراجعت أمس قيمة تعاملات السوق، من خلال تداول ما قيمته 5.03 مليار ريال (1.34 مليار دولار)، لتتمسك السيولة بصفة مخالفة اتجاه السوق لليوم الثاني على التوالي، بعد أن انخفضت السيولة أمس بمعدل 8.14 في المائة مقارنة بقيمة تعاملات الأربعاء الماضي. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» ابراهيم التويجري مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية تشهد تنشيط جانب المضاربات في تعاملات السوق خلال الفترة الماضية، مع عدم ظهور أنباء إيجابية تختص بها أسهم الشركات القيادية، الأمر الذي يساهم في تعزيز هذا التوجه حتى اقتراب فترة إعلانات نتائج الربع الثاني من العام الجاري. بينما يؤكد صالح السديري محلل فني، أن المؤشر العام يعيش تحت وطأة ضعف الأداء الذي اتسمت به أسهم الشركات القيادية خلال تعاملات الشهر الماضي، والذي ساهم بشكل قوي في توجهات السوق مع نهاية تعاملات مايو، مفيدا أن الارتفاعات الطفيفة مع ضعف السيولة لم تستطع إعادة المؤشر العام إلى المسار الصاعد المفقود في تعاملات الأسبوع الماضي.