مسؤول أممي: الأمن الغذائي مسألة «مثيرة للقلق» في مصر

القاهرة تمد العمل بحظر تصدير الأرز إلى أبريل 2009

TT

قال مصدر في تجارة الارز أمس ان الحكومة المصرية قررت مد العمل بحظر تصدير الارز حتى ابريل (نيسان) 2009 لتعزيز الامدادات المحلية. وقال هشام العتال وكيل لجنة الارز في المجلس التصديري للحاصلات الزراعية لرويترز «هناك قرار رسمي بمد الحظر حتى 1 ابريل 2009. والسبب هو نقص المعروض».وأكد مسؤول بوزارة التجارة والصناعة مد الحظر ولكن لم يتسن له اعطاء تفاصيل على الفور. وكان من المقرر انتهاء العمل بالحظر الحالي على تصدير الارز المصري في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وقال وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد في مارس (اذار) الماضي انه فرض الحظر لان الاسعار المرتفعة للحبوب الاخرى وخاصة القمح أدت الى ارتفاع الطلب المحلي على الارز. وقال سايمون كيتشن كبير الاقتصاديين في المجموعة المالية ـ هيرميس وهي بنك استثماري مصري ان الحظر قد لا يؤدي الى زيادة المعروض نظرا لانه قد يثني المزارعين عن زراعة الارز. واضاف «الحظر قد يشجع المزارعين الذين يزرعون الارز الان على الحد من زراعته والتحول الى حبوب أساسية اخرى مثل القمح والذرة الشحيحة ايضا».

وتنتج مصر نحو 4.6 مليون طن من الارز الابيض سنويا ويبلغ الاستهلاك المحلي عادة 3.2 مليون طن مما يترك 1.4 مليون طن متاحة للتصدير. وحاولت وزارة التجارة والصناعة الحد من صادرات الارز بفرض رسم تصدير قدره 200 جنيه مصري (36.56 دلار) على الطن في اكتوبر الماضي ورفعت الرسم الى 300 جنيه للطن في اوائل مارس. وقال تجار ان الوزارة حاولت ايضا تشجيع مصدري الارز على وضع قيود طوعية على التصدير ولكن سرعان ما أنهار هذا النظام بسبب الارباح الكبيرة التي يمكن للمصدرين تحقيقها. على صعيد متصل أعلن مسؤول في برنامج الامم المتحدة للتنمية أول من أمس ان الامن الغذائي لا يزال مسألة «مثيرة للقلق» في مصر. وقال مندوب البرنامج المقيم في مصر جيمس راولي لوكالة الصحافة الفرنسية «لا يزال الناس في مصر يواجهون مشكلة مع الغذاء ومع كيفية تأمين ما يكفي من الطعام ومع مشاكل التغذية». واضاف «حتى لو انها ليست مسألة حياة او موت في مصر، لان مصر تملك، لحسن الحظ، ما يكفي من الاموال لاستيراد المواد الغذائية، الا انها مسألة مثيرة للقلق». واوضح ان «الحكومة قلقة ونحن ـ المجموعة الدولية ـ قلقون». لكنه قال «اعرف ان الحكومة المصرية تعهدت اعادة النظر في سياساتها للامن الغذائي». وكان راولي يتحدث خلال مسيرة ضد الجوع في القاهرة نظمها برنامج الغذاء العالمي. وشارك في هذه المسيرة حوالى 250 شخصا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وهدفت الى لفت الانتباه حول الجوع في العالم وضرورة جمع الاموال لملايين الاطفال الذين يذهبون الى المدرسة صباحا من دون ان يأكلوا شيئا. وسيشارك الرئيس المصري حسني مبارك في قمة منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (بام) حول الامن الغذائي التي تعقد في روما من اليوم الثلاثاء الى الخميس ويفترض ان يوحد خلالها قادة العالم مواقفهم من اجل ايجاد العلاجات اللازمة لارتفاع اسعار المواد الغذائية. وشهدت الاشهر الاخيرة موجة احتجاجات في مصر على ارتفاع الاسعار.