نعى عالم الموضة أول من أمس الاسطورة الفرنسية، إيف سان لوران، المصمم الذي رفع الأزياء الراقية إلى مصاف الفنون الجميلة، وأعطى المرأة سلطة وقوة عندما أبدع لها ما أصبح يعرف بـ«لو سموكينغ». مات سان لوران عن عمر يناهز الـ71 عاماً بعد صراع مرير مع المرض. هذا المرض الذي كانت له قصة طويلة معه تعود إلى صباه، ومع الوقت اصبح جزءاً منه ومن تركيبته. وكأيِّ فنان مبدع، وظف مرضه وعذاباته وسيلة للتنفيس والارتقاء بتصميم الأزياء، وهو ما نجح فيه إلى حدٍّ كبير. فكان أول مصمم على قيد الحياة ينظم له متحف «الميتروبوليتان للفنون» معرضاً خاصاً عام 1985. اللافت في حياة هذا المصمم الفذ ذلك التناقض، أو الصراع، بين سان لوران الرجل، وسان لوران الفنان. فبينما كان الأول رقيقاً وحساساً للغاية، كان الثاني يفور بالقوة والثورة، وهو ما ترجمه بتكسير الكثير من التابوهات، بدءاً من إدخال المرأة نادي الرجال بتأنيث «السموكينغ»، إلى الاستعانة بعارضات سمراوات، وهو ما كان تحدياً كبيراً في ذلك الوقت، لكن قدرته على الإقناع كانت قوية.