مخاوف من تعميق زيادة رسوم المطارات والحقائب «جراح» قطاع الطيران العالمي

هيئة الطيران البريطانية تعتزم زيادتها 86% خلال الـ5 سنوات المقبلة..و«ريان إير» تقرر عدم تشغيل 10% من أسطولها بسببها

جانب من اسطول شركة «ريان إير» للطيران («الشرق الأوسط»)
TT

يثير موضوع الرسوم التي تفرضها هيئات ادارة الطيران على شركات النقل الجوي جدلا ومخاوف من تأثيراتها على حركة الطيران العالمية وبالأخص المسافرين الذين يمثلون الحلقة الأضعف في الموضوع لأن المسافرين هم الذين سيدفعون في آخر المطاف «فاتورة» زيادة الرسوم التي تُفرض على شركات الطيران. ويخشى المراقبون ان تعمق رسوم المطارات بالاضافة الى رسوم شركات الطيران على حقائب المسافرين من جراح القطاع، المتعثر اصلا بسبب الارتفاع القياسي لأسعار النفط.

وأكدت لـ«الشرق الأوسط» كلير ليلي من مجلة «ويتش هوليداي» البريطانية ان الخاسر الوحيد في الأمر سيكون دائما المسافر وهو ما اعتبرته ليس «عدلا» ودعت شركات الطيران الى ممارسة مزيد من الشفافية في الموضوع، مشيرة في هذا السياق الى أن شركات الطيران ترفع تذاكرها مباشرة اذا ما رفعت هيئات الطيران رسومها عليها لكنها لا تخفضها اذا حصل العكس. وشددت ليلى على ضرورة أن تكون لشركات الطيران خطط بديلة للتعامل مع أي تكاليف اضافية عليها مثل زيادة أسعار النفط وليس القاء الحمل اذا ما ثقل ببساطة على المسافر.اسعار وكانت شركة طيران «ريان اير» منخفضة التكاليف قررت أمس عدم تشغيل 10% من أسطولها الجوي لترشيد رسوم المطارات المرتفعة وذلك برغم اعلان الشركة أمس أن أرباحها السنوية قبل دفع الضرائب وصلت إلى 419 مليون جنيه استرليني (820 مليون دولار) لكنها حذرت من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران لتغطية ارتفاع أسعار الوقود وباقي النفقات.

وأشارت الشركة الايرلندية إلى أنها لن تفرض رسوما إضافية على الوقود.

لكن مايكل أوليري الرئيس التنفيذي للشركة قال إن الشركة قررت عدم تشغيل 10% من أسطولها الجوي لترشيد رسوم المطارات المرتفعة.

وحققت أرباح الشركة قبل الضرائب حتى نهاية مارس (آذار (2008 ارتفاعا بنسبة 17% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقال أوليري إن الشركة خففت من تأثير ارتفاع اسعار الوقود من خلال شراء كميات كبيرة وبأسعار أرخص ولكن في حالة استمرار ارتفاع أسعار الوقود فإن أسعار تذاكر الطيران ستزيد بمقدار حوالي 5%.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية توقع أوليري أن تتوقف نتائج عامي 2008 و2009 بالكامل على تكاليف الوقود لكن إذا ما استمرت المعدلات الحالية، فمن المحتمل أن تغطي الشركة نفقاتها دون تحقيق أرباح عام 2009.

من جهة أخرى وصف رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي مستوى الخدمات بمطار هيثرو في لندن بأنها «خزي وطني». وقع المطار في حالة فوضى في مارس (آذار) الماضي عقب فتح صالة الوصول الجديدة الخامسة التي تكلفت 4.3 مليار جنيه استرليني (8.5 مليار دولار). وألغت شرطة الخطوط الجوية البريطانية (بريتش ايرويز) المئات من رحلات الطيران ونظمت خطأ مواضع عشرات الآلاف من الأمتعة عقب فتح الصالة الجديدة. ونتيجة لذلك تخلت الشركة عن خدمات اثنين من كبار مديريها. ونقلت رويترز عن المدير العام للاتحاد جيوفاني بيسجناني قوله في كلمة بالاجتماع الدولي للمنظمة في اسطنبول «تذهب جائزة أسوأ منظم (هيئة منظمة) لهيئة الطيران المدني البريطانية. انظر الى هيثرو. ان مستوى الخدمات به لهو «خزي وطني».

وتابع «ومع ذلك رفعت هيئة الطيران المدني البريطانية التكاليف بنسبة خمسين في المائة على مدار الاعوام الخمسة الماضية وتعتزم زيادة 86 في المائة خلال الاعوام الخمسة المقبلة. هل يستطيع أي شخص في هذا المجال تحمل زيادة في سعر التذكرة بنسبة 86 في المائة؟.. لا أحد».

ومضى يقول «لا يحدث هذا الا في أراضي الاحتكار».

وعلى صعيد متصل اعلنت، امس الثلاثاء، شركة «ديزني» للمتنزهات الترفيهية، في اورلاندو (ولاية فلوريدا) انها، بسبب فرض رسوم على حقائب المسافرين بالطائرات، ستعيد النظر في برنامج «ماجيك اكسبريس» (السرعة السحرية)، اشارة الى «ماجيك كينغدوم» (المملكة السحرية، واحدة من الاماكن الترفيهية داخل المتنزه). حسب البرنامج، يتسلم كل زائر في فنادق «ديزني»، عند نهاية زيارته، تذكرته وبطاقة جلوسه، وحقائبه. وترتب الفنادق نقل الحقائب الى المطار، ومباشرة الى الجهة التي سيسافر اليها الزائر. ويوفر الزائر مشقة نقل حقائبه، والوقوف في صف شحن الحقائب.

لكن، بعد فرض رسوم الحقائب، قالت الشركة انها ربما ستطلب من كل زائر دفع رسوم حقائبه الى شركة الطيران مباشرة. او تسلمه حقائبه في المطار ليدفع الرسوم هناك.

كانت «ديزني» تسمي البرنامج «مرح دائم»، اي انها تعفي الزائر من مشقة السفر حتى يدخل الطائرة عائدا الى بلده.

وكانت شركة «اميركان» للطيران اعلنت انها ستطلب خمسة عشر دولارا رسوما على شحن حقيبة كل مسافر، وخمسة وعشرين دولار على شحن الحقيبة الثانية. ويتوقع ان تعلن شركات طيران اخرى نفس الشيء.