أولمرت: سيادة إسرائيل على القدس التاريخية ستدوم.. والسلطة: لا سلام بدونها

اشتكى لأبو مازن من فياض

TT

قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، «ان لا سلام بدون القدس الشرقية»، وأضاف «أن أي سلام ينتقص من كون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين لن يكون سلاما». وكان عريقات يرد على تصريحات لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، اعتبرت بمثابة صفعة أخرى للسلطة الفلسطينية، قال فيها بمناسبة الذكرى 41 لاحتلال المدينة «ان سيادة اسرائيل على القدس التاريخية والمقدسة ستدوم للأبد.. القدس تمثل قلب الشعب اليهودي». وأوضح عريقات «لن نقف حراسا على شفاه المسؤولين الاسرائيليين»، معتبرا ان أي انتقاص من حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، سينسف فرص السلام. وأضاف «لن يكون هناك سلام، وأي سلام ينتقص من حل قضايا الوضع النهائي (القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والأمن والعلاقات والإفراج عن كافة الأسرى) لن يتم». معتبرا ان هذا الموقف الفلسطيني، «نابع من المبادرة العربية». واستطرد عريقات «ان العيب ليس في عملية السلام ولا المفاوضات طالما هناك صمود على الأرض، وأقول للإسرائيليين ان الاستيطان وبناء الجدران لن يخلق حقا، او التزاما».

وتوسعت هوة المواقف المتباعدة اصلا بين القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية، اثر لقاء عباس اولمرت، إذ ابلغ الاخير ابو مازن، ان اسرائيل لم تتعهد ابدا بعدم البناء في القدس. وهو ما حمل الرئيس الفلسطيني على القول، ان الاتفاق سيصبح مستحيلا مع استمرار الاستيطان. وأقر عريقات بأن المسائل صعبة ومعقدة لأن الاستيطان الإسرائيلي ينهش عملية السلام بشكل حقيقي. وقال للاذاعة الرسمية الفلسطينية؛ في إشارة الى تأزم الموقف «ان القيادة الفلسطينية تدرس كل الخيارات مع العرب ومع دول العالم في حال فشل المفاوضات».

وتقول اسرائيل انها حققت تقدما في العملية السياسية لاسيما على صعيد حدود الدولة الفلسطينية والترتيبات الأمنية بشأنها وهو ما نفاه الفلسطينيون. وقال عريقات لـ«الشرق الاوسط» «لم يحصل أي تقدم من أي نوع على صعيد أي من قضايا الحل النهائي، ولم يتفق على أي شيء باستثناء استمرار اجتماعات فرق التفاوض ومواصلة العمل من اجل التوصل الى اتفاق قبل نهاية العام الجاري». لكن عريقات اعترف بان «تقدما أحرز في الجوانب الحياتية فقط، إذ تحقق اختراق في قضية الحواجز، وموافقة اسرائيل على لم شمل 10 آلاف فلسطيني لكننا ننتظر التنفيذ». وحسب عريقات، فان اللقاء بدأ في قضية الاستيطان وانتهى بها. وقال ابو مازن لأولمرت «في كل لقاء تستقبلنا بالاستيطان.. ونحن لا نقبل بذلك ولا بد من وقفه بالكامل». وابلغ ابو مازن اولمرت بأنه سيضطر للتوجه الى اللجنة الرباعية والاميركيين في هذه القضية. وبحث في اللقاء ايضا قضية التهدئة في غزة، التي أجل أولمرت اعطاء الرد الاسرائيلي على المبادرة المصرية الى ما بعد زيارته للولايات المتحدة.

وحسب مصادر اسرائيلية، فان أولمرت احتج لدى ابو مازن على رسالة بعث بها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الى لجنة الاتحاد الاوروبي ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، يدعو فيها الاوروبيين الى عدم تعزيز العلاقات مع اسرائيل بسبب سياستها الاستيطانية في الضفة الغربية. وقال أولمرت، «إن هذا التصرف مرفوض بالنسبة لنا، وقد يمس بعلاقات إسرائيل مع السلطة الفلسطينية، لأن هذا تصرف عدائي يذكر بتصرف السلطة الفلسطينية السلبية في السنوات الماضية».