المحاكم الإسلامية تستولي على قاعدة عسكرية بجنوب غربي الصومال

ممثلو المجتمع المدني الصومالي يطالبون من مجلس الأمن معاقبة المتسببين في الحرب

صوماليون يحرقون اطارات سيارات ويقذفون بالحجارة خلال مظاهرة في مقديشو احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية (أ. ف.ب)
TT

استولت ميليشيات المحاكم الإسلامية على قاعدة «مَنَاس» العسكرية التابعة للحكومة الصومالية، والتي تبعد 45 كلم الى الجنوب من مدينة بيداوا، مقر الحكومة الصومالية والبرلمان بجنوب غربي البلاد. في هذه الأثناء أفرجت سلطات المحاكم الإسلامية عن علي ملاي الكندي من أصل صومالي مسؤول مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع الذي اعتقلته قوات المحاكم الإسلامية أمس في مدينة جوهر عاصمة إقليم شبيلي الوسطي المتاخم لمقديشو.

ووقع الهجوم الذي استهدف قاعدة مناس العسكرية الحكومية فجر امس عندما اقتحم عشرات من مقاتلي المحاكم القاعدة وهي المعقل المحصن للحكومة الصومالية بجنوب غربي البلاد. وقال «عبد الرحيم عيسي عدو» المتحدث باسم المحاكم الإسلامية ان عددا من القوات الحكومية قتلوا في هذا الهجوم كما تم الاستيلاء على معدات عسكرية الا أن ذلك لم يتأكد من مصادر محايدة، فيما لم يصدر تعليق من الحكومة الانتقالية حول هذه التطورات. ويأتي هذا الهجوم في وقت تستمر فيه المفاوضات بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة في جيبوتي بوساطة الأمم المتحدة، لكن هذه المفاوضات لم تفلح حتى الآن في جمع الطرفين وجها لوجه حيث تطالب المعارضة بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الإثيوبية من الأراضي الصومالية قبل بدئ اللقاءات المباشرة. وفي تطور آخر أفرجت سلطات المحاكم الإسلامية التي تسيطر على مناطق من وسط الصومال مسؤول مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع «علي ملاي» الكندي من أصل صومالي الذي اعتقلته قوات المحاكم الإسلامية أمس في مدينة جوهر عاصمة إقليم شبيلي الوسطي المتاخم لمقديشو. ولم تكشف المحاكم الإسلامية مبررات اعتقاله وسلم لوفد من مكتب الأمم المتحدة في الصومال الذي سافر الي المنطقة جوا لإقناع المحاكم الإسلامية بالإفراج عنه. وفي العاصمة مقديشو أبطلت الكتيبة الأوغندية العاملة ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال مفعول لغمين أرضيين زرعا بجانب الطريق تم اكتشافهما قبل دقائق من مرور موكب الرئيس الصومالي الذي عاد في وقت مبكر من صباح اليوم من زيارة لجيبوتي التقي خلالها وفد أعضاء مجلس الأمن الدولي الذي شارك في جانب من المفاوضات المنعقدة هناك بين الحكومة الصومالية وتحالف المعارضة. وفي حادث منفصل اغتال مسلحون مجهولون «عباس دعالي» أحد كبار أعضاء اتحاد رجال العمال في العاصمة، وقد اعترض مسلحون سيارته بوسط العاصمة وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص مما أدى الى مقتله على الفور وإصابة اثنين من مرافقيه ولم تعلن أي جهة مسؤليتها عن حادث الاغتيال حتي الآن. وكانت العاصمة مقديشو تشهد في الفترة الأخيرة سلسلة من الاغتيالات ذات دوافع غامضة استهدفت مسؤولين حكوميين وضباط الشرطة والمخابرات إضافة الى شخصيات من أعيان المجتمع. الى ذلك، طالب ممثلو المجتمع المدني الصومالي أمس في بيان من سفراء مجلس الامن الدولي انزال «عقوبات خاصة» بزعماء الفصائل الذين «يتسببون في اعمال العنف». وجاء في البيان الذي صدر بعد لقاء بين السفراء وتسع مجموعات من المجتمع المدني الصومالي يرافقهم اعيان القبائل «على مجلس الامن الدولي انزال عقوبات خاصة بحق كل قائد صومالي يتسبب في اعمال عنف ويرفض عملية السلام في الصومال».

كذلك اعرب ممثلو المجتمع المدني الصومالي ايضا عن الامل في ان «يشكل مجلس الامن الدولي لجنة تحقيق حول انتهاكات حقوق الانسان والحق الانساني» في الصومال. وبدأ سفراء مجلس الامن الدولي اول من أمس جولة في افريقيا للبحث في اكبر الازمات التي تشهدها القارة. ونظرا لانعدام الامن في الصومال التقت البعثة الاطراف الصومالية في جيبوتي.

والتقى الدبلوماسيون في جيبوتي الرئيس الصومالي عبد الله يوسف احمد وممثلي التحالف لتحرير الصومال مجددا، الائتلاف المعارض في الصومال الذي يهيمن عليه الاسلاميون. وخلال المحادثات اعلن الرئيس الصومالي ان انسحاب القوات الاثيوبية من الصومال مرهون بانتشار قوة سلام دولية في حين اشترطت المعارضة انسحاب الجيش الاثيوبي قبل اي مناقشات مباشرة مع الحكومة.