افتتح قبل أيام في محافظة سرقسطة، بشمال شرقي إسبانيا، معرض «ملتقى الثقافات» الذي يتتبع تاريخ مقاطعة سرقسطة وآراغون من العصر الروماني حتى العصر الحديث، من خلال الإنجازات الفكرية التي قدّمتها شخصيات من أصل سرقسطي. جمع المعرض 320 قطعة تاريخية لتلك الشخصيات أو لعصرها من مخطوطات وتحف تاريخية وأثرية ولوحات فنية أمكن جمعها من 97 متحفاً ومركزاً ثقافياً في اسبانيا وخارجها. واختار المعرض شخصية الفيلسوف الإسلامي إبن باجة لكي يمثل أثر الحضارة العربية الإسلامية في سرقسطة. وحسب كارمن ايغليسياس، مسؤولة المعرض، يهدف هذا الحدث الثقافي إلى إبراز دور مقاطعة سرقسطة وآراغون من خلال ما قدّمته شخصيات هذه المنطقة.
يحتوي المعرض على تحف عديدة، منها نسخة من القرآن الكريم وقطع خزفية ومعدنية ومخطوطات لإبن باجة. ومعروف ان هذه الشخصية تعدّ من ألمع الشخصيات الأندلسية في الفلسفة والطب والفلك والموسيقى، وله كتب عديدة ترجم الكثير منها الى اللاتينية وحازت على شهرة كبيرة في اوروبا وفي جامعاتها، ويعرف حتى الآن في الغرب باسم Avempace. وأثر في الكثير من الفلاسفة المسلمين والمسيحيين مثل إبن رشد وإبن طفيل وتوماس الأكويني. ولد إبن باجة في سرقسطة وفيها نشأ وعاش، ثم رحل الى غرناطة وبعدها الى فاس في المغرب، وهناك توفي عام 1139 م.
ويحتوي المعرض أيضاً على تحف من العصر الروماني ولوحات فنية لفنانين من أصل سرقسطي أو آراغوني مثل غويا وسورا، وكذلك إنجازات حديثة، وأعمال للمخرج السينمائي الإسباني العالمي لويس بونويل. ويستمر المعرض حتى يوم 15 سبتمبر (ايلول) المقبل.