تدشين أول مستشفى متكامل خاص بـ «المسنين» على مستوى الشرق الأوسط

يلبي الأصوات المطالبة برعاية كبار السن.. وبطاقة 300 سرير

القائمون على المشروع ربطوا أهميته لكبار السن بالتغيرات الاجتماعية الحديثة
TT

تحتفي مدينة الرياض بافتتاح أول مستشفى متكامل على مستوى الشرق الأوسط مختص برعاية كبار السن، يحمل اسم «واحة الرياض لرعاية المسنين»، الذي يشرف على تنفيذه مركز الأمير سلمان الاجتماعي، ومن المخطط له أن يكتمل في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأوضح رشاد هارون، مدير عام مركز الأمير سلمان الاجتماعي بالرياض، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وأفاد بأنه يعتبر مشفى متكاملا لعلاج ورعاية المسنين، بما يشمل الرعاية النهارية للمسنين، والرعاية الصحية المنزلية، بالإضافة إلى الرعاية الكاملة لهم أثناء اقامتهم.

وأشار هارون إلى تكامل الخدمات التي يقدمها مركز الأمير سلمان الاجتماعي مع خدمات مشروع واحة الرياض لرعاية المسنين، فيما أكد على الاستقلالية الإدارية والفنية لواحة الرياض عن المركز بشكل كامل، موضحاً أن خدمة ورعاية المسنين هي فقط ما تشكل قاسماً مشتركاً بينهما.

وشدد هارون على أن هذا المشروع يعد نقلة كبيرة لتلبية احتياجات المسنين وتوفير الرعاية القصوى لهم، مفصحاً أنه يأتي لتحقيق هدف الأصوات المطالبة بالاهتمام بكبار السن، وهو ما يراه يتزامن مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية السريعة التي مر بها المجتمع السعودي، وظهور ما يعرف بالأسرة الصغيرة التي تعني استقلال الأبناء بزوجاتهم وأبنائهم في مساكن مستقلة، وتلاشي الأسرة التقليدية الممتدة من الأجداد إلى الأحفاد.

ويتسم مشروع واحة الرياض لرعاية المسنين بارتفاع طاقته السريرية مقارنة ببقية المراكز الصحية المتخصصة، حيث يؤكد عودة العودة، مدير العلاقات العامة والإعلام بمركز الأمير سلمان الاجتماعي، لـ«الشرق الأوسط» أن طاقة المشروع تصل لاستيعاب نحو 300 سرير.

ويقام مشفى واحة الرياض على أرض تبلغ مساحتها الكلية 50 ألف متر مربع، واقعة على طريق الملك عبد الله كامتداد لمركز الأمير سلمان الاجتماعي، وقد أخذ تنفيذ المشروع 30 شهراً، فيما يتكون من قسمين، قسم للرجال وآخر للنساء، ويشتمل على مركز اجتماعي، وأجنحة بملحقاتها، وصالات تأهيلية وعلاجية، وغرف مجهزة لمعالجة المعاقين، وعيادات خارجية، وقسم للعلاج الطبيعي، وصالات تمارين، وحدائق ومواقف للسيارات، بالإضافة إلى سكن طاقم الأطباء والممرضين.

وتضامناً مع الدور الصحي لواحة الرياض يأتي الدور الاجتماعي، وهو ما أرجعه القائمون على المشروع لما اتفقت عليه الدراسات والأبحاث المختصة بكبار السن بأن الوحدة والعزلة الاجتماعية تعدان من أهم العوامل المؤثرة سلباً في هذه الفئة، وتعدان المسبب الرئيس لزيادة المشكلات الصحية لديهم، مما يجعلهم بحاجة الى مؤسسات اجتماعية جديدة تختلف عما هو قائم فعلياً في المجتمع، وتؤمَِّن انتقال الأشخاص من الحياة العملية الى حياة التقاعد من دون أثر بالغ او اختلال في نظام حياتهم.

ومن الجدير ذكره أن مركز الأمير سلمان الاجتماعي الذي افتتح منذ أكثر من 12 سنة، هو مؤسسة اجتماعية خيرية تهتم بخدمة ورعاية كبار السن والمتقاعدين، وهي بمثابة ناد صحي واجتماعي وثقافي لهم، ويشتمل على العديد من الإمكانات والمرافق الموجودة داخل مبنى تبلغ مساحته حوالي 35 ألف متر مربع.