ما أن انتهت فعاليات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم، يورو 2008، التي استضافتها النمسا وسويسرا بين 7 و 29 يونيو (حزيران) المنصرم، حتى بدت العاصمة النمساوية فيينا كمن يحاول على عجل خلع ملابس حفل تنكري، والعودة إلى طبيعته. فقد اجتاحت المدينة الوقورة عمليات تنظيف وإعادة ترتيب وإزالة كل الزخارف الخاصة والزينات التي واكبت مباريات كرة القدم وتماشت مع أذواق مشجعيها، وبدأت فيينا تعود عاصمةً ثقافيةً راقية السيادة فيها لجمهور الفن الأوبرالي والمسارح والمعارض والمتاحف. «جيش» من العمال نشط في جمع وإزالة كرات القدم التي استخدمت كديكورات في المحلات التجارية، كما نُزعت المئات من الأحذية الرياضية التي وضعت على أقدام تماثيل عريقة لشخصيات تاريخية في أكبر الميادين العامة بالمدينة حيث بذل المسؤولون المحليون أقصى الجهد لكي يُكسبوا مدينتهم مظهر المدينة الرياضية الجاهزة للمناسبات الأوروبية الكبرى طيلة فترة المنافسة.
ولكن، في المقابل، لم يتأخر مديرو الدور الثقافية في الإعراب عن ارتياحهم لانتهاء «يورو 2008» مما يسمح لمؤسساتهم من استعادة سيطرتها واستئناف برامجها واستقبال زوارها.