قتيلان و6 جرحى في اشتباك بين «موالين» و«معارضين» في البقاع

TT

توتر الوضع الأمني ليل الاثنين ـ الثلاثاء في بلدة العين (25 كلم شمال بعلبك) التي تحتل موقعاً استراتيجياً، اذ تربط مدينة بعلبك والبقاع الشمالي بمدينة حمص السورية. وبدأ التوتر في هذه البلدة التي تضم حوالي 20 ألف نسمة مقسومين بين الموالاة والمعارضة، اعتباراً من الثامنة من مساء الاثنين وتصاعد ليتحول الى اشتباك بالاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، اثر خلاف فردي تطور الى خلاف سياسي فطائفي سقط بنتيجته قتيلان وستة جرحى. وعلم ان امرأة سنية من محيط بلدة الفاكهة متزوجة لشيعي قتلت، فيما اصيب ابنها بجروح خطرة. واثر الحادث ساد توتر شديد منطقة البقاع الشمالي امتداداً الى عرسال واللبوة والنبي عثمان. واندلعت في منطقة العين اشتباكات مع أهالي بلدة عرسال.

وسجل عقب الاشتباكات ظهور حواجز مسلحة على امتداد الطريق الدولية عمد عناصرها الى تفتيش السيارات وقطع حركة السير على اوتوستراد بعلبك ـ حمص، ما دفع الاهالي الى التحرك باتجاه الطرق الفرعية في النبي عثمان واللبوة والعين حيث سجل لاحقاً ظهور حواجز ادت الى قطعها في كل الاتجاهات.

ولم تنفع اكثر من 150 زيجة وحالة مصاهرة وصلة رحم في تبديد الاجواء المشحونة بين بلدتي العين وعرسال. واستمر التوتر حتى السادسة من صباح امس، عندما تدخل الجيش اللبناني بمشاركة القوى الامنية والحزبية، بحيث عادت الحركة الى الاوتوستراد الدولي وساد المنطقة هدوء مشوب بالحذر.

وفي تفاصيل الحادث ان خلافاً حصل بين عامل سوري وصاحب فرن «التاج» الذي يملكه احد أهالي عرسال في ساحة بلدة العين، تطور الى تلاسن وعراك بالأيدي. وقد تمكن العامل السوري من اللجوء الى منزل مجاور يملكه شخص من آل حمية. وتدخل الأهالي لحل المشكلة بالحسنى، وعندما عجزوا تدخل بعضهم لمصلحة العامل السوري. وبعد عراك بالأيدي وصل مسلحون من بلدة عرسال لنجدة صاحب الفرن. وحصل اطلاق نار فأصيبت رئيفة صالح حمية (45 عاماً) من بلدة الفاكهة برصاصة قاتلة في صدرها، فيما اصيب ابنها رائف ومختار بلدة العين يوسف جعفر وشقيقه.

وفور شيوع خبر الاشتباك اقام أهالي النبي عثمان حواجز على الطريق الدولية وبينما كانت سيارة تابعة للصليب الأحمر اللبناني تنقل الجرحى باتجاه بعلبك بحماية عناصر من الجيش وقوى الامن، ظن أهالي النبي عثمان ان الجرحى هم من بلدة عرسال، فحاولوا ايقاف سيارة الإسعاف، ولما لم تمتثل اطلقوا النار باتجاهها وباتجاه القوى الامنية فأصابوا المسعف مصطفى دياب بجروح، فاضطر الجيش للرد على مصادر النيران ما ادى الى مقتل محمد صالح نزها (25 عاماً) واصابة احمد سيف الدين وآخر من آل نزها. ورغم نفي الجيش اللبناني ان يكون اثنان من عناصره اصيبا بجروح في تبادل النار، الا ان مصادر محايدة اكدت اصابة جنديين اثناء محاولة التصدي لمطلقي النار على سيارة الإسعاف التي اصيب سائقها.