تدشين أولى الرحلات التاريخية بين الصين وتايوان

ترمز إلى إنفراج أخير في العلاقات بين البلدين

TT

تايبه ـ ا.ف.ب: حطت الطائرة التي قامت بأول رحلة مباشرة بين الصين وتايوان منذ 1949 امس في تايبه، ما يعكس تحسن العلاقات بين البلدين بعد توتر دام عقودا. وحطت طائرة الايرباص «اي 330» التابعة لشركة «تشاينا ساذرن ايرلاينز» الاتية من كانتون (جنوب) في الساعة 8.05 بالتوقيت المحلي (00.05تغ) في مطار تاويوان وعلى متنها 258 مسافرا، بينهم 100 سائح صيني، بعد رحلة استمرت ساعة و40 دقيقة على ما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وحطت طائرة ثانية تابعة لشركة «شيامن ايرلاينز» بعد نصف ساعة في تايبه وعلى متنها 202 راكب بينهم 109 من السياح الصينيين.ومنذ 2003 سمح بتسيير عدد محدود من الرحلات بمناسبة الاعياد الوطنية. ويكرس قرار تسيير رحلات بين الصين وتايبه الذي اعلن في بكين في 13 يونيو (حزيران) الوعد الذي قطعه الرئيس التايواني الجديد ما ينغ جيو وهو من مؤيدي التقارب مع الصين. وقال رئيس «تشاينا ايرلاينز» ليو شاويونغ «انها لحظة تاريخية. ان الذين يعيشون على جانبي مضيق تايوان هم افراد اسرة واحدة. والتحليق فوق المضيق للوصول الى تايوان كالعودة الى الديار». ويتوقع ان يتوجه اكثر من 700 صيني الجمعة الى تايبه من بكين وشانغهاي وكانتون. كما سيتوجه مسافرون تايوانيون الى الصين من مطارات عدة على الجزيرة. وقال شي انوي احد السياح لوكالة انباء الصين الجديدة قبل الاقلاع من كانتون «كان حلمي زيارة تايوان وها هو اليوم يتحقق». واضاف «لم اتمكن من النوم الليلة الفائتة لشدة حماستي». وفي الساعة 7.30 اقلعت طائرة تابعة لشركة «تشاينا ايرلاينز» وعلى متنها 297 سائحا تايوانيا متوجهة الى شانغهاي. وستقلع ثماني رحلات اخرى الى بكين وكانتون وشيامن (جنوب شرق). وفي الاجمال، ستنطلق 36 رحلة ذهابا وايابا في الاسبوع من الاثنين الى الجمعة. وقد توقفت الرحلات المباشرة بين البلدين منذ انتهاء الحرب الاهلية في 1949. وكان على التايوانيين الراغبين في السفر الى الصين المرور عبر بلد ثالث او هونغ كونغ. وتحسنت العلاقات بين تايوان والصين منذ تسلم الرئيس ما الذي يؤيد التقارب، مقاليد الحكم في مايو (ايار) متعهدا بتحسين العلاقات مع بكين. وفي منتصف يونيو (حزيران) خلال اولى المحادثات المباشرة بين الصين وتايوان منذ 1995 وقعت اتفاقات في بكين نصت على تسيير رحلات مباشرة بين البلدين وعلى تسهيل زيارة السياح الصينيين للجزيرة. والصين اول شريك اقتصادي لتايوان مع حجم مبادلات بلغ العام الماضي 102 مليار دولار. ويعتبر الشيوعيون الصينيون الذين طردوا حكومة كيومينتانغ القومية الى تايوان في 1949، الجزيرة جزء لا يتجزأ من الصين وهددوا بالتدخل عسكريا اذا ما اعلنت استقلالها.

وتندرج هذه الرحلة التي ترمز الى الانفراج الاخير في العلاقات بين الصين وتايوان، في اطار وعد اطلقه خلال حملته الرئيس التايواني الجديد ما يينغ ـ كيو بالاسراع في تطوير العلاقات بين طرفي الصين المقسومة منذ 1949 لدى انتهاء الحرب الاهلية.