وزير الشؤون الإسلامية السعودي: الإرهاب لا تزال له خلايا نائمة.. ولا مجال للسكوت عن المنحرفين

صالح آل الشيخ: على المساجد أن تنهض في رد الفتن

TT

قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي، إن مساجد بلاده ليست ميدانا للمجاملة، ولا ميدانا للسكوت عن المنحرفين المنتسبين للإسلام، وذلك في بيان صدر عنه أمس في العاصمة السعودية على خلفية بيان وزارة الداخلية الذي أعلن فيه عن تفكيك 5 خلايا إرهابية تضم ما يزيد على الـ500 من المنتسبين لتنظيم «القاعدة».

وتحدث الوزير السعودي عن مشكلة التكفير والتفجير التي قال إنها «مشكلة تعانيها الأمة في كثير من بلاد المسلمين». وأضاف «أن التكفير وما تبعه من تفجير هؤلاء الغلاة الخوارج، لا بد أن يواجه»، مشددا على ضرورة العمل على «تحصين الشباب قبل أن يدخل عليهم أحد فيؤثر عليهم». وأكد آل الشيخ على أهمية الدور الذي تلعبه المساجد في التصدي للفتن، حيث قال إن من «الواجب على إمام المسجد والخطيب أن يتفطن لهؤلاء، وإذا تفطن الإمام لهم وجب عليه أن يعمل لهم البرنامج الكافي ويناقشهم وينبه آباءهم وأقرباءهم أو أهل العلم من الدعاة في منطقته حتى لا يخرجوا من إطار الجماعة، فرسالتنا أن نجعل الخلق يحبون ربهم، ويطيعونه ويدينون له ويخلصون الدين له ثم يطيعوا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم يلتزموا بجماعة المسلمين وأن يكونوا معهم في السراء والضراء».

وأثنى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على «الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في مواجهة الفئة الضالة وأعمالها التخريبية»، منوها بالجهود الاستباقية التي يقوم بها رجال الأمن في «اكتشاف مخططات هذه الفئة وأعمالهم الدنيئة في التخريب والإرهاب والقتل ونشر الفوضى واستهداف الوطن في مقدراته ومكتسبات، وتعكير صفو الأجواء الآمنة التي تنعم بها مقدسات المسلمين».

وقال معلقا على بيان وزارة الداخلية الأخير حول إلقاء القبض وإيقاف مجموعة من الأشخاص لارتباطهم التنظيمي والفكري بنشاطات إرهابية «إن هذه الاكتشافات ووأد هذه المخططات في مهدها جهود جبارة لرجال الأمن وقياداته، وعلى رأسهم وزير الداخلية، ونائبه، ومساعده للشؤون الأمنية». وبين أن هذه الجهود هي امتداد لجهود سابقة حفظت بها الأرواح والممتلكات من الفوضى والعبث غير المسؤول، مؤكداً مسؤولية المجتمع بجميع فئاته ومؤسساته ومنها المؤسسات الشرعية وخاصة المساجد ومن يقوم عليها من الأئمة والخطباء والدعاة في التصدي للأفكار الشاذة المنحرفة.

وأكد آل الشيخ على أن الإرهاب لا يزال له خلايا نائمة. وقال موجها خطابه لأئمة وخطباء المساجد «ومن هنا فإنه إذا لم يكن الإمام والخطيب متحركاً يعرف الشباب ويعرف كيف يتكلم معهم سيوجدون وسيكونون خلايا من دون أن نشعر لذلك. على الإمام وعلى الخطيب أن يتفطن لهؤلاء الشبيبة الصالحين وأن يأخذهم إلى رياض العلم ورياض الجماعة ورياض الهدى والخير والصلاح».

وجدد الوزير السعودي، على أهمية تعاون الجميع في مواجهة الفئة الضالة وأفكارها وأهدافها التخريبية. وقال «إن أول مسؤولية تقع على الأسرة، ثم على إمام المسجد، لأن الأكثر يقع على أهل العلم والدعاة ولهذا واجب علينا على مستوى الأئمة والدعاة والوعاظ أن نحيي رسالة المسجد في تحصين الشباب من مزايغ التكفير والضلال، وهذه رسالة نريد أن ننطلق بها انطلاقاً كبيرا». ومضى يقول «إن المساجد يجب أن تنـهض بواجـبها في رد الفتـن ما ظهـر منـها وما بطـن، فإن الانحراف كما أنه يكون في البعد عن تعاليم الدين في الشهوات، وفي الكبائر والمنكرات، كذلـك يكون في الغـلو، والزيـادة عما أمر الله به». وتحدث عن النهي عن الغلو، الذي قال إن الله ونبيه نهيا عنه، وعرفه بأنه «الزيادة في الأمر عما شُرع وهو كذلك الزيادة عما أُمر به شرعاً، فمن زاد في أمر ما في إنكار المنكر، أو في التدين عما أذن به شرعاً ، فهو من أهل الغلو». وأردف يقول «وهكذا كان الأمر في عهد السلف، وأئمة الإسلام، فليس كل من جاء على سبيل خير يكون موافقاً للسنة، أو موافقاً للمنهج الصحيح، أو موافقاً لما أمر الله به، ولذلك كما أنه ينكر على أهل الشهوات من الذين يجاهرون بالمعصية، أو يسلكون سبل الرديء في أمور المخدرات والمسكرات، أو أمور الشهوات، أو إتيان الموبقات من الشرك بالله، وغيرها، فكذلك يُنكر على من غلا في الدين، ويُنصح ويبين له، لأن الله أمر بهذا وهذا».

وأفاد بأنه جاء في السنن أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال، ما حاصله ـ أبى الله ـ أن يقبل من صاحب بدعة توبة، وقال في أهل البدع: إنهم تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ بصاحـبه، بل لما ذكر الخوارج قال: (إنكم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامـهم) ومع ذلـك قـال: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَمّية أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً عند الله)، وثبـت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ انه قال في أهـل الأهـواء ومنـهم الخوارج قال: (لا يزالون يخرجون حتى يقاتل آخرهم مع الدجال).