شريعتمداري لـ«الشرق الأوسط»: لن نوافق على وقف التخصيب.. والبديل توسيع الرقابة على منشآتنا النووية

مصدر إيراني: جناحان داخل النخبة.. الأول عصبي لا يريد المخاطرة.. والآخر مغامر

ايرانيتان تجلسان في مدينة قزوين بالقرب من مقابر تضم رفاة أقارب لهم قتلوا أثناء الحرب العراقية الإيرانية خلال الأعوام (1980-1988) (رويترز)
TT

قال حسين شريعتمداري ممثل المرشد الاعلى لإيران آية الله علي خامنئي ان الرد الإيراني على سلة الحوافز الغربية، والذي قدمته طهران امس الى خافيير سولانا عبر سفيرها في بروكسل، لا يتضمن وقفا لتخصيب اليورانيوم وهو المطلب الأساسي للدول الغربية. ويأتي ذلك فيما قال مصدر إيراني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن هناك جناحين داخل النخبة الإيرانية فيما يتعلق بالقرار حول الملف النووي. الجناح الاول لا يريد المغامرة ولا يستبعد اى شيء، بما في ذلك عملا عسكريا ضد طهران، وهذا الجناح يحاول ان يقدم لغة دبلوماسية للتفاهم مع الغرب. اما الجناح الآخر فيستبعد أي هجوم على إيران، وبالتالي يصر على لهجته المتشددة ورفض تقديم اية تنازلات. وحول الرد الإيراني على سلة الحوافز الغربية اوضح شريعتمداري، الذي يرأس تحرير صحيفة «كيهان» الإيرانية المحافظة لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعلم تفاصيل الرد الإيراني على سلة الحوافز الغربية الذي سلم الى سولانا، لكننى أعلم أنه لا يتضمن وقف تخصيب اليورانيوم». وأوضح شريعتمداري أن طهران ما زالت تتمسك بحزمة المقترحات التي قدمتها طهران للمجتمع الدولي كأساس للتفاوض مع الغرب، مثلها مثل سلة الحوافز التي قدمتها دول 5 زائد واحد، موضحا انه عوضا عن وقف تخصيب اليورانيوم، تريد إيران مواصلة التخصيب على أراضيها مع توسيع مراقبة وكالة الطاقة الدولية. وردا على تسريبات ان طهران قد توافق على وقف التخصيب لمدة تتراوح بين 6 أسابيع و8 أسابيع لتمهيد الأرض للمحادثات، قال شريعتمداري إن «الحديث حول وقف التخصيب لاسابيع اشاعات، لماذا نوقف التخصيب الان، لقد رفضنا هذا خلال الـ3 سنوات الماضية. عندما اوقفنا تخصيب اليورانيوم خلال عهد خاتمي، ماذا اخذنا في المقابل، لا شيء». وشدد شريعتمداري على ان وقف التخصيب ما زال خطا احمر، موضحا ان على الغرب ان ينظر الى حقيقة ان سلة المقترحات الإيرانية لا تتضمن وقف التخصيب. وتابع: «لم نقترح وقف التخصيب، لدينا مقترحات اخرى لضمان ان برنامجنا النووي طبيعته سلمية. في سلة المقترحات الإيرانية عرضنا مواصلة التخصيب على الأراضي الإيرانية بمراقبة دولية، وتوسيع رقابة وكالة الطاقة الذرية على المنشآت الإيرانية. هذا ما نقترحه لضمان سلمية برنامجنا النووي». وقال شريعتمداري ان مجلس الأمن القومي الإيراني، والذي يرأسه خامنئي، اجتمع وناقش سلة الحوافز، موضحا ان القرار النهائي بيد خامنئي. وتابع: «يجب ان يوافق بنفسه على الرد، يضيف ويحذف». وكرر شريعتمداري القول ان تلويح اميركا واسرائيل بالخيار العسكري ليس غير حرب نفسية ضد إيران لدفعها الى وقف التخصيب. وأوضح «خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية لم يكن العراقيون يحاربون وحدهم، كانت اميركا ورائهم. لثماني سنوات لم يستطعوا ان يهزموا إيران. الان نحن أقوى. إذا حاولوا الهجوم علينا، فنحن مستعدون. اسرائيل تقول إنها ستهاجمنا، اسرائيل تحت مدى الصواريخ الإيرانية. اذا حاولوا الهجوم سنرد عليهم. لن نرد وحدنا، باقي المسلمين في العالم سيردون ايضا. حزب الله أظهر نهاية قوة اسرائيل». وردا على التصريحات المعتدلة التي اطلقها عدد من مستشاري خامنئي ومن بينهم علي أكبر ولايتي وعلى لاريجاني حول «حل متعدد الاوجه» و«تسوية» وهو ما دفع المراقبين للاعتقاد ان طهران قد تقدم على تقديم تنازلات، دعا شريعتمداري الى عدم الخلط بين ما يقوله مستشاور خامنئي وما يقوله خامنئي نفسه، موضحا: «ليس للقائد متحدث باسمه. اذا أراد القائد ان يتحدث، فإنه يتحدث بنفسه، عادة سيخرج في التلفزيون او يلقي بخطاب رسمي. لا يجب تفسير ما يقوله مستشارو القائد على أنه كلام نيابة عن القائد او بلسان القائد. هؤلاء المقربون من القائد عندما يتحدثون يتحدثون باسمهم وليس باسمه». وكان مصدر إيراني مطلع قد قال لـ«الشرق الأوسط» ان القيادة الإيرانية تنظر في عدة خيارات في ردها على سلة الحوافز الغربية، من بينها وقف تخصيب اليورانيوم لاسابيع تتراوح بين 6 الى 8 أسابيع، وذلك من اجل بناء الثقة، وتمهيد الأرض للمحادثات. وقال المصدر الإيراني الذي لا يستطيع الكشف عن هويته أن هناك جناجين داخل القيادة الإيرانية، الاول يستبعد تماما أي هجوم اميركي أو اسرائيلي على إيران، وهذا الجناح لا يريد تقديم اى تنازلات ومن بين قياداته الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد. والجناح الآخر لا يستبعد اي خيار، ويريد أن تقدم إيران أفكارا يمكن ان تفتح الباب لاستئناف التفاوض مع الغرب، موضحا ان المرشد الاعلى لإيران يميل لهذا الجناح الثاني. وتابع المصدر الإيراني: «احمدي نجاد وآخرون يعتقدون انه من المستبعد تماما ان تهاجم اميركا او اسرائيل إيران. وتردد انه قال هذا في حضور المرشد، فرد عليه المرشد بقوله: هل لديك معلومات محددة انه لن تهاجم إيران. فقال احمدي نجاد: لا». وأضاف المصدر الإيراني: «النخبة القريبة من المرشد تتحسب لكل الاحتمالات، ولا تريد ان تعتمد على استبعاد احتمال الهجوم. هذه العصبية مفيدة، لانها تجعل اتخاذ القرار اكثر مرونة».