عوائل 3 عراقيين قتلوا برصاص أميركي يطالبون بتحقيق

القتلى امرأتان ورجل.. والقوات الأميركية تتهمهم بأنهم من المسلحين

TT

لم تستطع فلة حجب دموعها وهي تتحدث عن اليوم الاخير الذي خرجت فيه شقيقتها سرور من البيت وهي تطلق نكاتها وضحكاتها في ارجاء البيت. تقول فلة، وهي احدى شقيقات سرور السبع، ان سرور «كانت تعمل في مصرف الرشيد في مطار بغداد، وقد خرجت كعادتها كل يوم في الساعة السابعة والنصف، بعد ان اخذت في حقيبتها بعض الطعام الذي تقوم والدتي كل يوم بتحضيره لها ولزميلاتها في العمل، وكانت قد اطلقت نكتة قبل خروجها من البيت، الذي لم تعرف قط انها ستعود اليه جثة محترقة».

وتشير فلة الى ان «الحادث الذي وقع لسرور وزميلتها مها وزميلها حافظ غريب جدا، فقد دخلوا مناطق التفتيش الثلاث في الخامس والعشرين من الشهر الماضي كعادتهم كل صباح باتجاه المطار، وعندما اقتربوا من مكان الطبابة الذي هو قريب من مكان مصرف الرشيد، اطلقت القوات الاميركية نيرانها باتجاه السيارة، التي كانت تقل الزملاء الثلاثة، وهي سيارة زميلهم حافظ وعندما اطلقت النيران باتجاه السيارة حاولت مها وسرور الخروج من السيارة، لكنهم رشقوا بنيران اخرى واحترقت السيارة بمن فيها». واضافة الى سرور قتل في الحادث حافظ وزميلتهما وصديقة سرور مها. مي شقيقة الضحية الثانية هي الاخرى قالت ان «مها وسرور كانتا اعز صديقتين وكانت مها تقول بضحكة مميزة لصديقتها سرور، (يا نعيش سوا.. يا نموت سوا)». وطالبت مي، كما طالبت العائلة، بفتح تحقيق من قبل الحكومة العراقية في الحادث وتعويض ذوي الضحايا». وقالت فلة بهذا الخصوص «ان أي تعويض لن يرجع لنا ضحكات سرور لكننا نطالب بالاقتصاص ممن اطلق النار عليهم ونطالب الحكومة بالتحقق في الامر».

اما عائلة حافظ فقد تحدث عنهم لـ«الشرق الاوسط» ولده محمد، وهو موظف في نفس المصرف الذي يعمل به والده حافظ، أمين صندوق. يقول محمد «والدي لم يمسك بيده مسدسا طوال حياته وهو لا يعرف الرماية ايضا». ويؤكد «لقد ابلغت بان سيارة والدي تعطلت في الطريق اثناء دخول المطار، وقد ابلغني زميلي بذلك، وقال لنذهب بسيارتي وليس سيارتك وعندما وصلنا الى مكان الحادث كانت سيارة والدي تحترق وتتصاعد منها النيران، وقد منعتنا القوات الاميركية من الوصول لها، وعندما وصلت سيارة الاطفاء منعوها من الوصول لاطفاء الحريق وفي الساعة الثانية عشرة والنصف ذهبنا الى مستشفى اليرموك لنتسلم ثلاث جثث محترقة». وطالب محمد بفتح تحقيق في الموضوع وإحالة مرتكب الحادث للقضاء لينال القصاص العادل.

القوات الاميركية علقت على الامر وعلى لسان عبد اللطيف ريان المستشار الاعلامي لقوات التحالف في العراق، بان تحقيقا من الجانب الاميركي قد فتح وسيتم اعلام الجهات العراقية بنتائجه.

وقال ريان لـ«الشرق الاوسط» انه في ذلك اليوم «كانت هناك سيارة متوقفة على جانب الطريق الى مطار بغداد وقد اطلق مسلحون نيران اسلحتهم باتجاه قوات التحالف التي كانت تمر من نفس المكان وردت القوات الاميركية على مصادر النيران دفاعا عن النفس، وادى الحادث الى مقتل المسلحين في السيارة».