زوجة منفذ عملية البلدوزر: زوجي إنسان رقيق لا يكره اليهود.. وما زلت أحبه

يهودية الديانة وتعيش في مستوطنة وتخرج للدفاع عنه

TT

في الوقت الذي تستعد فيه قوات الجيش الإسرائيلي لتنفيذ أوامر وزير الدفاع، ايهود باراك، بهدم بيت حسام دويات، منفذ عملية البلدوزر في القدس، أول من أمس، خرجت زوجته الأولى، أمس، وهي امرأة يهودية تعيش في مستوطنة بالقرب من القدس، للدفاع عنه معلنة انه «انسان رقيق لا يكره اليهود». وقالت: «كنت أحبه وما زلت، فهو انسان حقيقي».

وجاءت تصريحات هذه الزوجة في غمرة جو تحريضي دموي على دويات وعائلته وعلى أهالي بلدة صور باهر التي يعيش فيها وعلى الفلسطينيين عموما في القدس، حيث انتشرت قوات الشرطة بأعداد كبيرة خوفا من أن تتحول هذه الحملة الى اعتداءات اجرامية من قوى اليمين المتطرف على الأحياء العربية في القدس الشرقية. ومع اشتداد المطالبة بهدم بيت منفذ العملية، حسام دويات، انتقاما، وعلى الرغم من تحفظات المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، وقوله ان هناك مشكلة قضائية في الموضوع، فقد أصدر وزير الدفاع، باراك، أمرا لقيادة الجيش بالإعداد لهدم البيت. وكانت أوساط في جمعيات حقوق الانسان في إسرائيل حذرت من هذا العداء المطبق للعرب والذي بلغ حد العمى. وانتقدت هذه الأوساط، وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اجمعت على اعتبار الجندي الذي قتل حسام دويات، بطلا قوميا، وراحت تحيك القصص عن شجاعته، خصوصا انه تبين انه من نفس عائلة الجندي الذي كان قد قتل الشاب الفلسطيني هشام أبو دهيم، عندما هاجم كنيسا يهوديا في القدس الغربية في مارس (آذار) الماضي وراح يطلق الرصاص على المصلين من دون تمييز. وراح القادة السياسيون يمجدون هذا الجندي ويدرسون منحه وساما في الشجاعة، وهو الأمر الذي يثير حفيظة جمعيات حقوق الانسان، من أن يؤدي هذا التهليل والتبجيل في المستقبل الى استسهال الضغط على الزناد ازاء أي حادث يكون فيه طرف عربي، حتى لو يكن على خلفية سياسية.

وعلى الرغم من هذه الأجواء، فقد خرجت زوجة حسام دويات الى وسائل الاعلام تحكي عن وجهه الآخر، كما قالت. وهذه الزوجة هي امرأة يهودية تبلغ من العمر 29 عاما، كانت قد تعرفت عليه قبل 12 عاما في مدينة القدس. هي كانت طالبة في المدرسة الثانوية وهو سائق بلدوزر يعمل في مكان قريب: «أحببته من النظرة الأولى، كما يقال. كان وسيما ورقيقا ومحبا مخلصا. كان متكاملا وما زلت أحبه حتى اليوم. كنت له كل شيء وهو كان لي كذلك. عندما كنا نفترق، نكمل حديثنا طيلة ساعات. أهلي لم يحبوا هذه العلاقة، بالطبع، فصرت أخفي عنهم مدى عمقها، حتى حسبوا اننا مجرد صديقين. سافرنا للاستجمام في عشرات المواقع في البلاد بطولها وبعرضها. فقط لأنني كنت صغيرة جدا لم أنتقل للعيش معه». ثم تروي الزوجة كيف انفصلا، فتقول انها أخذت تكتشف انه يتعاطى المخدرات، الحشيش على الأقل، وان هذه المخدرات تدخله في نفسية سيئة وحالات اكتئاب، وأصبحت تصيبه حالات غضب هستيري يستخدم خلالها العنف ضدها ولا يعود يسيطر على نفسه. وقد اعتدى عليها ذات مرة بالضرب المبرح، فاشتكته الى الشرطة. فاعتقل وقدم الى المحاكمة. فاكتشفت عندها انها حامل منه. فتوجهت الى المحكمة تدافع عنه. وتطلب الرفق به، وأمضت طول فترة المحاكمة في بيت والديه في صور باهر. وتضيف: «أهله أيضا رائعون. أحببتهم فردا فردا ولا أزال. عشت بينهم شهورا طويلة فتعاملوا معي بأخلاق عالية وبمحبة حقيقية. كنت مستعدة لاعتناق الديانة الإسلامية من أجلهم، ولكنهم قالوا لي ان الديانة الإسلامية لا تلزمني بذلك حتى أكون زوجة له. وولدت طفلي منه وهو في السجن، حيث حكمته المحكمة سنتين، أمضى منها 20 شهرا. ولكن قبل اطلاق سراحه بأربعة شهور، انفصلنا. أرسلت اليه صورة ابنه والتقيته لآخر مرة، ولم يعجبن تعامله. خفت ان يضربني مرة أخرى، ولم أكن أريد أن أكرهه، فقررت الانفصال. وهو من جهته لم يضايقني البتة».

وكشفت الزوجة ان الشرطة استدعتها للتحقيق بعد أن قام بعمليته في القدس، أول من أمس، بدعوى انهما كانا على اتصال في الآونة الأخيرة واتفقا على العودة للعيش معا، فنفت ذلك تماما وقالت انه لم يكن بينهما اتصال في السنوات الأربع الأخيرة بتاتا، خصوصا انه تزوج من فلسطينية وأنجب منها ولدين. بل انها تزوجت من شاب يهودي وسجلت ابنها من حسام باسم ذلك الشاب، حتى يبقى معها. وانفصلت عن الشاب اليهودي لأنها لم تحبه مثلما أحبت حسام. وتقول الزوجة اليهودية انها لا تصدق ان حسام أقدم على عمليته في القدس، أول من أمس، كعملية سياسية «فهو لا يكن أية كراهية لليهود. له العديد من الأصدقاء اليهود. الاحتمال الوحيد انه أصيب بحالة الهستيريا التي باتت جزءا من شخصيته تحت تأثير المخدرات».

وكان محامي الدفاع عن حسام دويات، عرض على الصحافة، أمس، وثيقة مهمة تدل على انه مريض نفسي. فقد أعد عامل اجتماعي تقريرا عن وضعه في سنة 1999 يكتب فيه انه مصاب بحالات غضب هستيري، لا يعود فيه يسيطر على نفسه، مما يؤكد انه لم يخطط للقتل. وقال المحامي، شيمعون قوشوش، انه لو بقي حسام على قيد الحياة لكان برهن للقضاء انه مريض نفسي لا تجوز محاكمته.