قال وزير الخارجية الاريتري، عثمان صالح إن بلاده ترفض قرار قمة الاتحاد الأفريقي في شرم الشيخ الأخيرة، الخاص بالخلافات (الحدودية) بين بلاده ودولة جيبوتي المجاورة، قائلاً إنه لا توجد مشكلة بينهما، وإن النزاع هو بين اريتريا وإثيوبيا، وإن بلاده في حالة حرب مع اديس ابابا، التي قال ان لها مصالح مشتركة مع جيبوتي. ويدعو قرار القمة الأفريقية الأخيرة لانسحاب القوات الاريترية من أراضي جيبوتي. وقال صالح لـ«الشرق الاوسط» في القاهرة, ان بلاده «لم تحتل أرضا في جيبوتي.. وإثيوبيا وضعت أخيرا قوات لها في رأس دميرة بالحدود المشتركة (متنازع عليها) ومن حقنا التحرك إلى مكان استراتيجي لرصد أي هجوم إثيوبي محتمل على أراضينا». وأكد ان قوات بلاده لم تدخل شبرا واحدا في الأراضي الجيبوتية. واكد صالح ان اسمرة لا تعارض اتفاق المصالحة الصومالي الذي عقد في جيبوتي، ونفى الاتهامات التي تقول ان اريتريا حرضت المعارضين الصوماليين على اراضيها برفض الاتفاق. وقال «جبهة إعادة تحرير الصومال (مقرها اسمرة) هي التي قامت بالمصالحة في اتفاق جيبوتي، فكيف إذن نعارض المصالحة أو حتى نتهم بالتحريض، في الوقت الذي قامت فيه جيبوتي بالتصعيد السياسي والإعلامي ضدنا».والى تفاصيل الحوار
* ما ردكم على قرارات قمة الاتحاد الأفريقي التي أدانت مواقف بلادكم على خلفية المشكلة القائمة بينكم ودولة جيبوتي؟
- نحن نرفض قرارات قمة الاتحاد الأفريقي الصادرة في هذا الشأن لأنه لا توجد مشكلة بين جيبوتي واريتريا، والنزاع هو بين إثيوبيا واريتريا.
* لكن خلافكم مع إثيوبيا قضية واحتلالكم لأرض جيبوتية موضوع آخر؟
- لا هو موضوع واحد وإثيوبيا وجيبوتي بينهما مصالح مشتركة، وذكرت منذ قليل أنه كان من المفروض أن يسأل مجلس الأمن والسلم الأفريقي عما حدث في النزاع بيننا وبين إثيوبيا.
* هل طلبت اريتريا من مجلس الأمن والسلم الأفريقي التدخل لحل مشكلة الحدود؟
- لم ولن نطلب لأننا لا نعرف ما هي المشكلة مع جيبوتي.
* لكن جيبوتي طلبت تدخل مجلسي الأمن والسلم العربي والأفريقي كي تنسحب اريتريا من الأرض التي احتلتها في جيبوتي؟
- لم نحتل أرضا في جيبوتي.. وإثيوبيا حضرت أخيرا ووضعت قوات لها في رأس دميرة بالحدود المشتركة ومن حقنا التحرك إلى مكان استراتيجي لرصد أي هجوم إثيوبي محتمل على أراضينا.
* هل تقع منطقة رأس دميرة في أراضيكم؟
- هي منطقة حدود ولم ندخل شبرا واحدا في الأراضي الجيبوتية.
* ولماذا هذه الضجة إذا كانت المسائل مستقرة؟
- هذه الضجة مرتبطة بالمشكلة مع إثيوبيا التي تحرض جيبوتي ضدنا وتدفعها لعمل مشاكل.
ـ تقصد أن ما يحدث مجرد تحريض إثيوبي لجيبوتي ضد اريتريا؟
- بالتأكيد.. نحن نعتبره تحريضا إثيوبيا ضدنا.
* ما هو الهدف من وراء هذا برأيك؟
- جيبوتي لديها علاقات وطيدة مع إثيوبيا وتستخدم ميناء جيبوتي وبينهما مصالح مشتركة.
* لماذا رفض الرئيس (الاريتري) أسياس أفورقي دعوة مجلس الأمن والسلم الأفريقي الذي انعقد على مستوى القمة في شرم الشيخ؟
- لا توجد مشكلة حتى نبحث عن حل. الأساس هو النزاع مع إثيوبيا. لم ندخل إلى أرض جيبوتي، وقواتنا داخل أراضينا، وقد شاركت في أعمال قمة شرم الشيخ وتحدثت مع القادة الأفارقة وشرحت موقفنا وذكرت ان ما يحدث حاليا لا يخص جيبوتي وأن الخلافات مع إثيوبيا.. ونحن لم نتحرك من مواقعنا. ومعروف أن هناك حدودا مشتركة بين إثيوبيا وجيبوتي واريتريا.. والإثيوبيون وضعوا أسلحة ثقيلة في ضاحية رأس دميرة لتكون القوات الإثيوبية على مرمى القوات الاريترية.
* هل هذا يعني أنكم في حالة حرب مع إثيوبيا؟
- نحن بالفعل في حالة حرب (مع إثيوبيا). والعالم الأفريقي لا يعتزم التدخل لحل هذه الأزمة.
* هل تعارض اريتريا المصالحة التي استضافتها جيبوتي للصومال؟
- إطلاقا لأن جبهة إعادة تحرير الصومال كانت موجودة في اسمرة، وهي التي قامت بالمصالحة في اتفاق جيبوتي، فكيف إذن نعارض المصالحة الصومالية أو حتى نتهم بالتحريض في الوقت الذي قامت فيه جيبوتي بالتصعيد السياسي والإعلامي ضدنا.
* هل تستقبل اريتريا بعثة الاتحاد الأفريقي لتقصى الحقائق؟
- ليس لدينا مشكلة مع جيبوتي حتى تتقصى بعثة الاتحاد الأفريقي عنها. وإذا كانت جيبوتي ترى غير ذلك يمكن أن ندعوها للحوار في قطر أو القاهرة، خاصة ان الرئيس أفورقي يقوم بزيارة لمصر قريبا.
* ماذا عن المعارك التي دارت بين بلادكم وجيبوتي خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي؟
- جيبوتي بدأت تشن هجوما على قواتنا يوم العاشر من يونيو في الساعة السابعة مساء، في الوقت الذي كانت فيه قواتنا على الحدود تتناول وجبة الغذاء، وقامت القوات الجيبوتية بإطلاق القنابل اليدوية عليها، ثم استمرت الحرب يدا بيد لمدة يومين.
* إذن هل تقبلون بقرارات الاتحاد الأفريقي لمعالجة هذا الوضع؟
- نحن لن ولم نقبلها ومعالجة الوضع يكون من خلال الحوار الثنائي.