هيئة السياحة تتسلم 50 شاهدا حجريا تعود للقرنين الثاني والثالث للهجرة

كشفت عنها حفريات توسعة خادم الحرمين للمسجد الحرام

TT

تسلمت الهيئة العامة للسياحة والآثار، 50 نقشاً من الأحجار الشاهدية، التي يعود معظمها، إلى القرنين الثاني والثالث للهجرة. وكشف الدكتور علي الغبان نائب الأمين العام للآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار، عن توجيهات وجهها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار وبالتنسيق مع أمانة العاصمة المقدسة، تركزت على نقل هذه المجموعة، التي كانت محفوظة بمقر إدارة التجهيزات التابعة للعاصمة المقدسة بالشرائع، إلى متحف مكة المكرمة للآثار، لما تمثله هذه النقوش، من أهمية تاريخية، تستوجب دراستها، ثم عرضها في المتحف أمام الزوار والمهتمين.

وشدد الدكتور الغبان على ضرورة استغلال ما تحمله هذه النقوش في طياتها من ملامح فنية وتاريخية واجتماعية وثقافية وأدبية، حيث يتضح فيها إبداع الخطاط المسلم ومهاراته وتطور الكتابة العربية والتعرف على أنماط الخطوط العربية وتطور أشكال الحرف، وكذلك التعرف على أسماء الخطاطين وأساليبهم الخطية والمهارات التي وصلوا إليها. وأضاف الغبان: تحمل طابع الثراء الزخرفي، لا سيما الزخارف النباتية والهندسية، التي انتشرت في الفن الإسلامي، مشيراً إلى أن ملامح اجتماعية ستكشف عنها هذه النقوش، ووظائف علمية ودينية، إضافة إلى الألقاب والأنساب المدونة عليها.

وقال: إن من الملامح الثقافية والأدبية التي تتضح في مضامين هذه النقوش، ما تحتويه من حسن استهلال وختام واقتباس، فيما تحتوي هذه الأحجار الشاهدية، أسماء لمتوفين لم ترد أسماؤهم في كتب التراجم، وأسماء لم تكن معروفة من قبل، فضلا عن أن هذه الأحجار، من المحتمل أن تقوم بتصحيح تواريخ وفاة عدد من المتوفين، الذين لم تثبت تواريخ وفاتهم في الكتب.

وأكد نائب الأمين العام للآثار والمتاحف، أن قطاع الآثار والمتاحف، سبق أن قام عام 1404هـ، بجمع 715 قطعة من الأحجار الشاهدية من مقبرة المعلاة بمكة المكرمة، خلال أعمال التوسعة والتحسينات والتنظيف، التي شهدتها المقبرة، بهدف المحافظة عليها من الضياع والتدمير. يُشار إلى أن أعمال توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تشهدها الجهه الشمالية من المسجد الحرام بمكة المكرمة، قد كشفت عن عدد من المواد المعمارية ذات القيمة التاريخية والتراثية، وعدد من المصاحف والصور التعليمية والخرائط، فيما قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بنقل (273) قطعة أثرية من موقع المشروع، سيتم عرض العديد منها في متاحف جهاز السياحة بمنطقة مكة المكرمة.