دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح امس الى عقد مؤتمر مصالحة فلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة، على غرار مؤتمر المصالحة اللبنانية الذي انتهى باختيار العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال ان قطر قد تستضيف الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني.
وجاءت هذه الدعوة بعد استقبال الرئيس اليمني لوفد زائر من حركة حماس برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، قالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الاوسط» ان الهدف من الزيارة هو اطلاع الرئيس اليمني على عبد الله صالح على مستجدات الجهود التي بذلت من اجل دفع الحوار بين حركتي فتح وحماس قدماً.. ولفتت المصادر الانتباه إلى أن هذه الزيارة «تأتي في سياق جولةٍ يقوم بها وفد حماس شملت كلاً من مصر وإيران والإمارات، وذلك بهدف توضيح مواقف حماس من جملة القضايا الراهنة والتي من أبرزها الحوار الوطني الفلسطيني والتهدئة وقضية الجندي جلعاد شاليط».
وأكدت المصادر أن حماس بصدد الشروع في حملة لشرح مواقفها من الحوار الوطني للحكومات العربية. واشارت الى أن حماس ستنقل وجهة نظرها الى حكومات السعودية وقطر والسودان بعد ان نقلتها لكل من القاهرة ودمشق وصنعاء.
يذكر أن مشعل توقف لبضع ساعات في مطار القاهرة وهو في طريقه إلى صنعاء، التقى خلالها مسؤولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى، وتداول معهم عدداً من القضايا منها الحوار الوطني والتهدئة وتبادل الأسرى. وقال الرئيس اليمني انه شدد معه «على أهمية تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وإزالة الخلافات وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس بما يكفل رأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني». واضاف «وكما نجحت قطر في رأب الصدع بين الفصائل والقوى السياسية اللبنانية، «نأمل أن تستضيف قطر لقاء فلسطينيا ـ فلسطينيا وان تتوفق في ذلك». وتابع «سنكون داعمين لانعقاد مثل هذا اللقاء في الدوحة، وسنتواصل مع الرئيس محمود عباس (ابو مازن) والأشقاء في المملكة العربية السعودية ومصر وسورية والسودان وقطر وبقية الأقطار العربية ومع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بما يساند الجهود المبذولة من أجل رأب الصدع الفلسطيني».
من جانبه قال مشعل إنه طلب من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن يرعى الحوار. واضاف مشعل إنه طلب من أمير قطر ممارسة جهوده وأعرب عن استعداده للحوار. وتابع القول إنهم يؤيدون المباحثات بين فتح وحماس وإنهم يؤيدون الحوار الفلسطيني على أساس المبادرة اليمنية. وحدد مشعل ان الحوار يجب أن يهدف إلى إعادة الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية إلى ما كان عليه وإعادة علاج المشاكل التي أدت إلى النزاع الفلسطيني. وكانت وكالة انباء ايطالية قد نقلت عن ابو مازن القول الليلة قبل الماضية إنه إذا وافقت حماس على كافة الشروط التي وضعتها المبادرة العربية للمصالحة فمن الممكن إعادة إطلاق الحوار على المستوى الداخلي.