غلاف مجلة «نيويوركر» لأوباما «المسلم» وزوجته «الإرهابية» يثير ضجة كبرى في أميركا

حملة المرشح الديمقراطي ترد: الرسم عديم الذوق ومهين.. وماكين يتضامن مع خصمه

غلاف عدد مجلة «نيويوركر» الجديد ويصور اوباما مسلماً وزوجته «إرهابية» وخلفهما صورة معلقة على الحائط لأسامة بن لادن والعلم الاميركي يحترق في مدفأة البيت الابيض (أ ب)
TT

وجهت حملة المرشح الديمقراطي باراك اوباما توبيخاً شديداً لغلاف مجلة «نيويوركر» ويبدو من خلاله أوباما في زي إسلامي، وزوجته ميشيل في شكل «إرهابية» تحمل رشاشاً. وقال بيل بيرتون، المتحدث باسم اوباما «ربما تعتقد «نيووركر»، كما فسر لنا ذلك احد طاقمها التحريري، أنها تتهكم من الانتقادات الكاريكاتورية التي يحاول اليمينيون ترويجها عنه، لكن معظم القراء سيرون فيه غلافاً تافهاً ومسيئاً... ونحن نوافقهم على هذا الانطباع». ومن جهته قال تيكر بوندز، المتحدث باسم المرشح الجمهوري جون ماكين «نتفق تماماً مع حملة أوباما. إنه رسم تافه ومسيء».

بيد أن أكبر قدر من التجاهل للرسم جاء من أوباما نفسه، حيث طرحت عليه ماريا غارفيلوفيك، وهي صحافية من شبكة «سي.بي.إس» مواكبة لحملته الانتخابية الموضوع، وقالت مخاطبة اوباما «العدد المقبل من نيويوركر الذي سيصدر في 21 يوليو (تموز) يحتوي على صورة تجسدك انت وزوجتك... هل رأيته؟ إذا لم تكن قد رأيته فإنه يوجد على جهازي المحمول، وهو يبين زوجتك ميشيل بشعر أفرو (مجعد) وهي تحمل رشاشاً وأنتما تتبادلان التحية بقبضة اليد... أود أن أعرف ما إذا كنت رأيته (الغلاف) أو تريد رؤيته وما إذا كان لديك تعليق على الموضوع؟». ورد اوباما باستهجان «لا تعليق لي على هذا الأمر».

ووصف هوارد كيرتز في برنامج حول الصحافة في شبكة «سي.إن.إن» موضوع الغلاف بأنه تحريضي. وقال كيرتز في برنامجه «مصادر مطلعة» إنه تحدث الى ديفيد رمينك، رئيس تحرير المجلة، وقال له «إنها عملية هجاء وهم تعمدوا المزاح باستغلال جميع الشائعات». ونسب الى رمينك قوله ايضاً «إنه مجرد مزاح صوره الرسام باري بليت». وقال رمينك إذا لم يكن الأمر مزاحاً كيف يمكن أن نفسر حرق العلم الاميركي داخل مدفأة البيت الابيض كما يبدو في الرسم الكاريكاتوري. وقال رمينك ايضاً في معرض الدفاع عن الغلاف المثير للجدل «إذا شرعت في ممارسة الرقابة على نفسي وعلى المحررين والرسامين لأن شخصاً ما سيستنكر ما نقوم به، فإننا لن ننشر شيئا».

وقالـ إدارة المجلة في بيانها المعتاد الذي يشرح محتويات كل عدد «في عدد يوم 21 يوليو سيكون موضوع الغلاف تحت عنوان «سياسة الخوف» وقام الفنان باري بليت باستغلال التخوفات والمعلومات غير الدقيقة في الحملة الانتخابية لإخراج حملة أوباما عن خط سيرها». ويبين الرسم باراك أوباما وهو يقف في المكتب البيضاوي مرتدياً زياً إسلامياً ويضع عمامة على رأسه، في حين تحمل زوجته ميشيل رشاشاً، وهما يتبادلان التحية بلمس القبضتين، وهو أسلوب اميركي في تبادل تحية حميمة، في حين يحترق علم اميركي داخل المدفأة، وصورة أسامة بن لادن معلقة على الجدار.

وخصصت شبكات التلفزيون الأميركية حيزاً كبيراً للموضوع، حيث ركزت على أن شكوكاً تساور غلاة اليمينيين حول ديانة أوباما وما إذا كان مسلماً متخفياً، مشيرة الى أن اسم والده «حسين أوباما» يعزز هذا الاعتقاد، ولاحظت أن غلاف «نيويوركر» يتزامن نشره مع قرب جولة مقررة هذا الأسبوع ستقود أوباما الى منطقة الشرق الأوسط. وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال مصدر في مصلحة العلاقات العامة في أسبوعية «نيويوركر»: «أصدرنا بياناً يوضح وجهة نظرنا وأشرنا الى أن الانتقادات الساخرة جزء مما نقوم به، وهو ما يعني ان تنقل الى العلن بعض الاشياء، وتسلط الضوء على الكراهية والاشياء غير المقبولة، وهذا بالضبط روح الغلاف»، مشيرا الى ان الرسم متخيل لتوضيح بعض ما يروج له حول أوباما.