فرقة الفنون الشعبية السعودية تبهر الجمهور في اليونان

السعودية ومصر والعراق تشارك 25 دولة في الاحتفال بنقل شعلة السلام

TT

على مسرح مدينة بيلوس التابعة لمحافظة كالاماتا على بعد 320 كيلومترا غرب العاصمة اليونانية أثينا، قدمت أخيرا فرقة الفنون الشعبية بوزارة الثقافة والإعلام السعودية عددا من الاستعراضات الفنية الرائعة التي استحسنها الجمهور وتفاعل معها لساعات طويلة، لا سيما عند تقديم فقرات العرضة السعودية ورقصة السمسمية والسيف والعزاوي. وشاركت السعودية والعراق ومصر 25 دولة أخرى أجنبية احتفالات اليونان بنقل شعلة السلام من مدينة بيلوس مدينة الزيتون إلى بكين مقر انطلاق الألعاب الأولمبية، وينقل الشعلة مع غصون الزيتون نحو مائة شخص من هواة الدراجات النارية في رحلة سلام تمر بطريق الزيتون في 22 بلدا قاطعة مسافة نحو 23 ألف كيلومتر تنتهي بالعاصمة الروسية موسكو بعد بكين.

وتواجد في الاحتفال نحو 1000 دراجة نارية، تزامنا مع انعقاد الدورة 63 لسباق هولندا للدراجات والذي اقيم في مدينة بولوس بمبادرة من جورج كراباتوس مؤسس الجمعية الثقافية «طريق الزيتون»، للتذكير بمعاني السلام بين الشعوب، وربطها بالزيتون الذي يحمل دلالة رمزية مرتبطة بهذه الدعوة. وذكر خليل الراقي مسؤول الفرقة السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن الفرقة المشاركة تتكون من 21 شخصا، وتأتي لليونان لأول مرة وقدمت عددا من الاستعراضات الفنية والثقافية التي تمثل التراث الشعبي والوطني والثقافي للمملكة، موضحا أن السعودية تتميز باختلاف وكثرة ألوان فنونها وذلك نظرا للمساحة الشاسعة لها، فمن أهم فنون المنطقة الوسطى، العرضة السعودية ـ السامري ـ النجدي ـ سامري الدواسر ـ الحوطي، ومن أهم فنون المنطقة الشرقية ، دق الحب والحصاد ـ الليوة ـ الفريسة ـ الصوت الشعبي القادري، ومن أهم فنن المنطقة الغربية، الخبيتي ـ المزمار الشعبي ـ السمسمية ـ لعبة الزير الصهبة ـ الطرب الينبعاوي ـ اللون البحري والمجرور، ومن أهم فنون المنطقة الجنوبية، رقصة السيف والعزاوي ـ الربش ـ خطوة عسير ـ العرضة الجنوبية، أما المنطقة الشمالية فتتميز بفنون الدحة ـ الهجيني ـ الزوبعي. وأهم ما قدمتة فرقة التراث الشعبي بوزارة الثقافة والإعلام السعودية في الاحتفال اليوناني عروض السمسمية والمزمار والعرضة السعودية والعزاوي، وقد زارت هذه الفرقة قبل ذلك عددا كبيرا من الدول العربية والأجنبية ممثلة للمملكة العربية السعودية.

أما فرقة عبد الحليم نويرة المصرية للفنون الشعبية فقدمت عددا من المقطوعات الموسيقية والفنية الفريدة، حيث عزفت الفرقة مقطوعات موسيقية فريدة للسنباطي وغيره من الموسيقيين المصريين الآخرين، وشملت الفرقة عازف العود محمد عبد الجليل، وعازف الناي د. مصطفي عبد القادر، وعازف الكامنجا محمد نصر وعازف القانون عمر عبد الحميد البجويني، كما شاركت العراق بفرقة الساس برئاسة وكيل وزارة الثقافة العراقي فوزي الاتروشي وفي حضور سفير العراق لدي اليونان حاتم الخوام.

وبدأ الرحلة يوم الاثنين نحو 50 ناشطا من هواة الدراجات بينهم 5 سيدات مصحوبين بعدد من المختصين من أساتذة الجامعات والأطباء وعلماء التاريخ والشعوب، ومن الحدود اليونانية يصلون إلى صربيا ورومانيا واوكرانيا ثم منغوليا حتى الصين التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية ثم موسكو العاصمة الروسية لتنتهي الرحلة بعد 56 يوما. وترجع فكرة شعلة السلام وغصون الزيتون إلى الناشط اليوناني جورج كاراباتوس مؤسس الجمعية الثقافية «طريق الزيتون» المنظمة للحدث ورئيس الغرفة العربية ـ اليونانية للتجارة والتنمية، والفكرة بدأت عام 1999 من رغبته وبعض المهتمين بالتعرف على منطقة المتوسط برحلات سنوية أسفرت عن اكتشاف أهمية شجرة الزيتون الحيوية، لذلك قرر الجميع دمج متعة السفر بالتعريف بأهمية الزيتون. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» ذكر كارباتوس أن الرحلة اعترفت بها اليونيسكو رحلة ثقافية عالمية، واعترف بها المجلس الأوروبي رحلة ثقافية أوروبية، ما ساعد في فتح الكثير من الأبواب أمامها وتطلب من القائمين عليها جهودا جبارة في اتجاهات كثيرة، وأن الرحلة تسير في آسيا على طريق الحرير، حيث ستحمل إلى بكين شعلة ترمز للسلام.

أما فيما يتعلق بالرحلة الحالية ونظرا لصعوباتها وحتمية إيمان المشاركين بأهدافها وأن يفكروا بطريقة الفريق الواحد فقد تم منع مشاركة ممن هم اصغر من 25 سنة، ويشترط في الدراجون أن يكونوا سائقين محترفين، كما يجب أن يتحملوا متاعب السفر الطويل، ويتحلوا بالصبر خاصة عند اجتياز الحدود، واحترام مشاعر الشعوب التي يسافرون عبر أراضيها.