«أوبك» تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2008

مع مطالبة وكالة الطاقة الدولية الدول المنتجة للنفط بزيادة استثماراتها

TT

خفضت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي من 1.28 في المائة الى 1.20 في المائة، نظرا للتباطؤ الاقتصادي وارتفاع أسعار الوقود.

وأفاد تقرير المنظمة لشهر يوليو (تموز) الحالي «شهد نمو الطلب على الخام في العالم ارتفاعا قويا في السنوات العشرين الماضية، لكن هيكل الأسعار الجديد وتباطؤ الاقتصاد العالمي ساعدا على تقليل نمو الطلب على النفط في كثير من المناطق».

وقدرت أوبك ان الطلب العالمي على النفط سيرتفع الى 86.81 مليون برميل يوميا العام 2008، مقارنة مع 85.78 مليون برميل يوميا في عام 2007. ووضعت المنظمة أول توقع لها لعام 2009 أيضا، تشير فيه الى ان الطلب سيصعد بنسبة 1.03 في المائة الى 87.7 مليون برميل يوميا.

وأضاف التقرير الذي يراهن على استمرار هذا الاتجاه ان الاسعار المرتفعة والأزمة الاقتصادية يشكلان عاملا مؤثرا في طلب الخام من جانب الدول الصناعية السنة الحالية. أما بالنسبة للقطاعات، سيشهد قطاع النقل حركة قوية في الطلب على الخام العام المقبل لكن «التوقعات تبقى خاضعة للشكوك»، وفقا للتقرير.

ومع ذلك، فان الزيادة على الطلب «قد تكون أكثر ضعفا إذا حافظت أسعار الوقود على ارتفاعها العام، 2009 إلا إذا انتعش الاقتصاد الاميركي سريعا او إذا كان الشتاء قاسيا».

ويفيد التقرير ان إنتاج الوقود الحيوي سيزيد حوالي 170 الف برميل يوميا العام 2009، وفقا لخبراء أوبك الذين يراهنون على زيادة استخدام المفاعلات النووية والاتجاه في أوساط المستهلكين لشراء سيارات لا تستهلك الوقود بكميات كبيرة. وأخيرا، يشير الى ان «تراجع الطلب على خام أوبك مترافقا مع زيادة قدرات الانتاج في بلدان المنظمة سيؤديان الى تحسين شروط الأسواق مما يساعد بالتالي على تعديل الاسعار» لكن هذا الأمر يتوقف على الأوضاع الجيوسياسية وظروف الأسواق المالية. وفي السياق ذاته قال رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس ان من المتوقع أن تشهد أسواق النفط ضعفا مرة أخرى في التوازن بين العرض والطلب بعد تحسنه في 2009 ـ 2010 وطالب الدول المنتجة بزيادة استثماراتها.

وقال نوبو تاناكا المدير التنفيذي للوكالة للصحافيين في زيارة للجزائر عضو منظمة البلدان المصدرة للنفط ـ أوبك «الوضع قد يصبح أفضل في 2009/2010 لكن بعد ذلك سيتقلص الفارق بين العرض والطلب مرة أخرى». وأضاف «نريد من الدول المنتجة أن تزيد استثماراتها». وقال تاناكا ان أسعار النفط لا تزال مرتفعة للغاية وان إجمالي الاستهلاك العالمي سيواصل النمو رغم تراجع الطلب في الدول الصناعية الكبرى لكن الوضع سيتحسن بحلول 2009 بفضل استثمارات جديدة في الانتاج. وفي رده على سؤال للصحافيين عن تقييمه للسوق قال تاناكا ان الوضع صعب للغاية وان «الطاقة الاحتياطية قليلة جدا». وأضاف «الاسعار مرتفعة للغاية لكن الوضع سيتحسن بحلول 2009 بفضل الاستثمارات الجديدة».

وتابع قائلا «الطلب الحالي قوي جدا بسبب الصين والهند وأميركا اللاتينية بالإضافة الى الشرق الأوسط. ثمة تراجع في الدول المستهلكة الكبرى لكنه قوي جدا في الاقتصادات الناشئة. نتوقع أن يواصل الطلب النمو عموما» بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز. إلى ذلك ارتفعت أسعار فوق 146 دولارا للبرميل أمس ليعوض الخسائر التي مني بها عقب استئناف شركة النفط الاميركية شيفرون جزءا من الانتاج الذي تعطل في نيجيريا.

ودعم الاسعار القلق إزاء الخلاف بين إيران والغرب بشأن أنشطة طهران النووية وضعف الدولار الاميركي وإعصار يستجمع قواه فوق المحيط الأطلسي وكذلك فعلت توقعات صعودية بناء على تحركات الاسعار السابقة.

وقال كريستوفر بيلو من باش كوموديتيز «من الناحية التقنية فان الانتعاش في نهاية الأسبوع الماضي والقوة التي شهدناها أمس يعني بقاء الاتجاه الصعودي».

وارتفع سعر عقود النفط الخام الاميركي الخفيف دولارا واحدا الى 146.18 دولار للبرميل وزاد سعر عقود مزيج النفط الخام برنت 1.24 دولار الى 145.16 دولار للبرميل.

وتراجع النفط عقب إعلان شيفرون استئناف الانتاج من خط أنابيب اسكرافوس وسعته 120 ألف برميل يوميا في نيجيريا.

ويراقب التجار إضراب عمال النفط في البرازيل الذي بدأ أول من أمس الاثنين. وقالت شركة النفط التابعة للدولة بتروبراس انها عوضت بالفعل معظم فاقد الانتاج في منصات الحفر.

وارتفع الخام من نحو 20 دولارا للبرميل في يناير (كانون الثاني) 2002 نتيجة تزايد الطلب من قوى اقتصادية صاعدة مثل الصين ونمو تدفقات السيولة على أسواق السلع الأولية وسعي المستثمرين للتحوط من التضخم وضعف الدولار.