الصحف الإسبانية: بادرة خادم الحرمين تعبر عن الحاجة إلى بناء جسر من التفاهم المتبادل والتعايش المشترك

TT

تناولت الصحف والمجلات الإسبانية، في اعدادها الصادرة أمس، فعاليات مؤتمر الحوار الدولي، الذي تبدأ أعماله اليوم في العاصمة مدريد، حيث أبرزت في مقالات، أهداف اختيار المملكة العربية السعودية لإسبانيا مقرا لعقد المؤتمر، الذي يضم قيادات بارزة تمثل الديانات السماوية الثلاث. ونوهت بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لإقامة هذا الحوار، الذي كشفت عن أنه ما كان ليتم، لولا المبادرة التي قام بها العاهل السعودي، خلال لقائه الأخير في جدة مع العاهل الإسباني خوان كارلوس، بدعوته لإقامة هذا الملتقى، وما تبعها من زيارة قام بها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى مدريد، وكذلك زيارة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وتابعت أن الدعوة للحوار بين مختلف الأديان، والتي أطلقها الملك عبد الله، عقب لقاء مكة الذي ضم العديد من المسلمين، جاءت لتعبر عن الحاجة الى بناء جسر من التفاهم المتبادل والتعايش المشترك. وكتبت صحيفة «الباييس» الأوسع انتشارا في إسبانيا، مقالا أمس تحت عنوان «المملكة العربية السعودية تختار مدريد لعقد لقاء بين الأديان والثقافات»، جاء فيه أن العاصمة الإسبانية، ستحتضن مؤتمرا دوليا للحوار، أعلن عن إقامته مسبقا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال عقد المؤتمر الإسلامي الدولي، من أجل الحوار في مكة المكرمة مهد الإسلام، في شهر مايو (أيار) الماضي، ثم سارعت رابطة العالم الإسلامي إلى التحضير له، ومن بين الشخصيات المدعوة لحضور المؤتمر، مختصون دوليون في الحوار بين الأديان والحضارات، إضافة إلى قيادات بارزة تمثل الديانات السماوية الثلاث، والكثير من المعتقدات الأخرى، وسيشارك في اللقاء أكثر من 200 مدعو، تولت سفارة المملكة في مدريد توجيه الدعوة لهم، منهم عدد من الكرادلة الكاثوليك، والأساقفة الإنجيليين، وبطاركة من الكنائس الأرثوذكسية، وحاخامات يهود ورهبان بوذيين من عدة بلدان، فضلا عن قيادات إسلامية بارزة، تمثل مختلف المذاهب. وستعقد الجلسات على مدى ثلاثة أيام (16ـ 18) وسيتم الافتتاح في قصر الباردو، برعاية خادم الحرمين الشريفين وملك إسبانيا خوان كارلوس، وبحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ورئيس جمهورية البرتغال السابق خورخي سامبايو، الذي يشغل أيضا منصب الممثل الأعلى لتحالف الحضارات. وتأتي دعوة الملك عبد الله إلى عقد المؤتمر بإسبانيا، كونها البلد الذي شهد تعايش الأديان في الماضي الغابر، على مدى قرون، وكان مسرحا للتفاهم بين الديانات السماوية الثلاث، ويعود اليوم ليجمع بصفة رسمية بين قيادات دينية ومفكرين علمانيين.

يذكر أن الفاتيكان قال في شهر يناير(كانون الثاني) الماضي، أن الإسلام بملايينه الـ1500 من المؤمنين، يعد الديانة الأوسع انتشارا في العالم، يأتي بعده أتباع الكنيسة الكاثوليكية (أكثر من ألف مليون). وسيمثل الفاتيكان أحد وزراء البابا وهو الكاردينال جان لويس توران رئيس مجلس الحوار بين الأديان، الذي سيكون أحد الخطباء في جلسة الختام، بجانب الدكتور عبد الله التركي.

من جانبها ذكرت مجلة «نور ماغازيت»، ان هذه المبادرة جاءت من طرف الملك عبد الله، عقب لقائه الأخير في جدة مع ملك اسبانيا خوان كارلوس، وما تبعها من زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز الى مدريد، ثم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الذي ناقش الأمر مع رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو، مبلغا إياه رغبة خادم الحرمين الشريفين، في لقاء يجمع الاديان، يعقد في العاصمة الاسبانية. وسارع ثاباتيرو الى الرد إيجابيا، ورحبت سلطات مدريد بهذا الجمع الكريم. وأضافت المجلة نقلا عن الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي، ان الدعوة إلى الحوار بين مختلف الاديان أطلقها الملك عبد الله، عقب لقاء مكة الذي ضم العديد من المسلمين، وتابعت ان مؤتمر مكة عبر عن الحاجة الى بناء جسر من التفاهم المتبادل والتعايش المشترك، وزادت على لسان الدكتور التركي، ان مؤتمر مكة للحوار بين الاديان، استضاف علماء مسلمين من دون اعتبار لعرق أو جنس أو مذهب أو بلد، وكان يهدف الى تشجيع ثقافة التسامح، وان المؤتمر تحقق في وقت يشهد فيه العالم، عددا من التحديات تهدد وجود البشرية، وأنه أكد أن الاسلام لديه الحلول لهذه الازمات، ولذا دعا المسلمين بالدرجة الأولى وآخرين الى إيجاد الحلول لجميع تلك القضايا.