جيسي جاكسون يدعو لأرضية مشتركة بين أتباع الديانات والفلسفات.. ومطران السريان في سورية يعتبر رجال الدين مفتاح الحل

زعيم فرقة سناتن دهرم في الهند: العلاقة متوترة بسبب تصرفات بعض السياسيين

TT

طوال اليومين الماضيين قبل انطلاقة مؤتمر الحوار العالمي، والذي يعد من إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جمع أتباع الديانات والمعتقدات والفلاسفة من جميع أنحاء العالم في العاصمة الإسبانية مدريد، والحديث لا ينقطع بين أكثر من 200 شخصية تشارك في المؤتمر عن السبب الرئيسي في أزمة «الاحتقان» وانعدام الثقة التي تعيشها شعوب العالم. والجدل حول مسببات حالة عدم الثقة بين شعوب الأرض، كل بحسب معتقده وعرقه، يتركز في من يتحمل المسؤولية. هل هم السياسيون الذين يحكمون العالم أم قادة الدين الذين يعتبرون المستسقى الأول للشعوب في آراء الدين حول القضايا المختلفة.

ويرى المطران يوحنا إبراهيم، وهو رئيس الطائفة السريانية الأرثوذكسية في سورية، ان رجال الدين ليسوا جزءا من المشكلة بل هم «مفتاح حل المشكلة»، مضيفاً «الأزمة التي يعيشها العالم اليوم، تُتهم الديانات ورجالها بأنها وراءها، ولكن هذا غير صحيح».

ولكن المطران يوحنا، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يعتبر أن ذلك لا يمنعهم كرجال الدين من تحمل الواجبات الواقعة على عاتقهم في التقريب بين شعوب العالم وبث التسامح فيما بينهم.

بينما يرى الدكتور نجيب جبرائيل رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان أن رجال الدين هم المتسلطون الأكبر على مختلف القضايا إلى حد ما، ويضيف «خاصة في القضايا السياسية والاقتصادية في المشرق العربي، ولهذا تجد الشعوب العربية لدينا عاطفة دينية تدعنا نتعاطف ونجذب إلى آراء رجال الدين».

ويدعو الدكتور جبرائيل إلى ضرورة دعم المؤتمر إلى تعميم قوانين المجتمعات المدنية بين الشعوب بدلا عن الدين، ويضيف «يجب أن لا نصبغ الدين في كل قضايانا الحياتية، وهذا ما سأوضحه في ورقة العمل التي استقدم بها في جلسة المؤتمر التي تتناول كيفية العيش ضمن منظومة الحياة المدنية الجديدة».

من جانبه، يدعو شنكر أجاريا سرسوتي، وهو زعيم فرقة سناتن دهرم (أي الفئة النبيلة) في الهند، الى تعميم لغة الحوار. ويوضح أن أبرز ما يميز المؤتمر الدعم السياسي المتمثل في رعاية وحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. ويقول «الملك السعودي يؤكد على أهمية الدور السياسي في التقريب بين الأديان، تلك العلاقة المتوترة في الأساس بسبب تصرفات بعض السياسيين في العالم، وهو بهذا المؤتمر يقودنا نحو صناعة أرضية مشتركة ومتجانسة لقادة الدين، والكل يعتمد عليه». وحول أهمية المؤتمر في توحيد الصفوف وإيضاح رؤية مشتركة، يقول المطران يوحنا «المؤتمر الذي دعا له رجال العالم هذه الأيام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فرصة لعودة الأديان لبعث رسالة إلى العالم تبين أنها تقف على الحياد بين الصراعات الحادثة في العالم. خاصة وأن الأديان لطالما دعت إلى التسامح والسلام والالتفاف حول ما يهم البشرية من قيم يجب المحافظة عليها». ويؤكد القس جيسي جاكسون، وهو أحد النشطاء في حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، أهمية ما ذهب إليه المطران يوحنا من أن المؤتمر يعد فرصة للبشرية. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة المؤتمر من شأنها رسم صورة جديدة للفكر البشري في العالم نحو التسامح والاتحاد لمواجهة الأزمات المتلاحقة. وأضاف جاكسون «نطمح لإيجاد أرضية مشتركة بين أتباع الديانات والفلسفات لمحاربة قضايا مهمة يواجهها العالم اليوم كالفقر والمرض، وهذا ما يجب أن يتحد العالم لأجله».