بعض الصناديق السيادية تخفض استثماراتها في الدولار

إدارة الصرف الأجنبي الصينية تتطلع لإبرام صفقات مع شركات استثمار أوروبية

TT

ذكرت تقارير اخبارية مالية ان صندوقا سياديا كبيرا في الخليج خفض استثماراته المقومة بالدولار من 80 في المائة قبل عام الى أقل من 60 في المائة، الا ان التقارير لم تذكر أي تفاصيل حول الصندوق المذكور. كما ان الصين بدأت هي الأخرى بالبحث عن مؤسسات مالية استثمارية اوروبية كشركاء لها في الأسواق المالية من اجل تخفيض اعتمادها الادخار بالدولار في رصيدها من العملات الصعبة. وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية اليومية في عددها امس الخميس ان بعضا من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم يسعى لخفض استثماراته في الدولار، وذلك في بادرة على قلق عالمي بشأن العملة الأميركية.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة أيضا ان ادارة الصرف الاجنبي الصينية تتطلع لإبرام صفقات مع شركات للاستثمار الخاص في أوروبا في اطار خطة لخفض استثماراتها بالدولار. ولهذا التحول أهميته لأن الادارة الصينية التي تخضع لسيطرة البنك المركزي تدير معظم احتياطات النقد الاجنبي المتنامية في الصين. وتحاول في هذا المجال ضخ مليارات الدولارات في أحدث صناديقها لأن استثمارات هذه الصناديق ليست مقومة بالدولار.

كنيث شين، الرئيس الاستراتيجي لمجموعة الاستثمار الخاص التابعة لهيئة الاستثمار القطرية، أحد الصناديق الشرق اوسطية التي تبحث هي الاخرى عن صفقات في اوروبا بعيدا عن الولايات المتحدة، عبر عن هذا التوجه بشكل علني خلال لقاء مالي في هونغ كونغ نهاية العام الماضي، قائلا ان «مستقبل الدولار أصبح من القضايا المهمة في مجال الاستثمار بالنسبة للعاملين في هذا المجال». وقالت «فاينانشال تايمز» في تقريرها إنه بتخصيص أموال لشركات الاستثمار الخاص في أوروبا، فان الادارة الصينية يمكنها تنويع استثماراتها دون أن تثير مخاوف أسواق العملات بما يدفع الدولار للهبوط بوتيرة خارجة عن السيطرة. وقالت ان الادارة الصينية تشجع أيضا شركات الاستثمار الخاص التي تربطها بها صلة على الاستثمار في شركات للموارد الطبيعية بأسواق خارج الولايات المتحدة لاسباب من بينها التحوط لاستثماراتها الدولارية. وامتنع مسؤول بالادارة الصينية عن التعقيب على تقرير الصحيفة لوكالة رويترز.

وفي العام الماضي، أطلقت الصين صندوقا سياديا بقيمة 200 مليار دولار باسم مؤسسة الصين للاستثمار، وذلك لتحقيق عوائد أكبر على جانب من احتياطاتها بالنقد الاجنبي التي ارتفعت بمقدار 126.7 مليار دولار في الربع الثاني من العام الجاري لتصل الى 1.81 تريليون دولار وتسجل مستوى قياسياً. وفعلت دول أخرى الشيء نفسه. وانخفض الدولار عقب نشر تقرير فاينانشال تايمز رغم أن المحللين يعتقدون أن البنوك المركزية والصناديق السيادية تسعى للحد من استثماراتها الدولارية تدريجياً ومنذ فترة من الوقت. ولم تكشف البنوك المركزية الاسيوية التي تبلغ احتياطاتها من النقد الاجنبي 4.35 تريليون دولار عن احتياطاتها الرسمية التي تراكمت من فوائض ضخمة في الموازين التجارية وموازين المعاملات الجارية. وما زال الدولار العملة المهيمنة على التجارة والاستثمارات على المستوى العالمي. كما أن الولايات المتحدة لديها مجموعة من الاصول التي تتمتع بسيولة عالية أكبر مما تتيحه أي سوق أخرى. وقال شون كالو خبير استراتيجيات العملات لدى مؤسسة «وستباك» انه من غير الواضح ما اذا كانت البنوك المركزية غامرت ببيع الدولار من احتياطاتها القديمة أم أنها عمدت الى تنويع احتياطاتها التي تراكمت حديثا لتجنب هبوط حاد للعملة الاميركية.