أوباما يبدأ الأسبوع المقبل جولة شرق أوسطية وأوروبية يرافقه فيها جيش من الصحافيين

المرشح الديمقراطي جمع ضعف رصيد ماكين... وحملته تدعو أنصاره للتبرع بخمسة دولارات فقط لغلبة الجمهوريين

TT

يبدأ المرشح الديمقراطي باراك اوباما الاسبوع المقبل اول جولة له في الخارج كمرشح لحزبه تشمل دولاً في الشرق الاوسط وثلاث دول اوروبية في وقت اعلنت حملته عن ان مجموع التبرعات التي حصل عليها بلغت 52 مليون دولار خلال الشهر الماضي واصبح رصيده المالي ضعف رصيد المرشح الجمهوري جون ماكين.

وامتنعت مصادر حملته عن الحديث عن تفاصيل جولته التي ستشمل الاردن والعراق واسرائيل والضفة الغربية كما تشمل ايضاً المانيا وفرنسا وبريطانيا وأفغانستان لدواع أمنية. بيد ان مصادر في مختلف العواصم التي سيزورها قدمت بعض الايضاحات حول برنامج الزيارة. وفي هذا السياق، سيجري اوباما محادثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في عمان يوم الاثنين المقبل تركز على النزاع العربي الاسرائيلي والاوضاع في العراق ثم سينتقل من عمان الى القدس حيث يبحث مع إيهود اولمرت رئيس الحكومة الاسرائيلية الاوضاع في المنطقة ومحادثات السلام مع الفلسطينيين وسيحرص على طمأنة الاسرائيليين وذلك لضمان الاصوات اليهودية في اميركا. ومن المقرر ان يلتقي اوباما يوم الاربعاء المقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) ويبحث معه اقتراحه بان يبدأ العمل منذ اليوم الاول لوصوله البيت الابيض إذا فاز في الانتخابات على «قيام دولة فلسطينية وضمان أمن أسرائيل» كما قال في وقت سابق. وكان اوباما حاول تهدئة مخاوف الفلسطينيين في اتجاهين، الاول بوضع رام الله ضمن محطات جولته والثاني بتراجعه عن دعوته ان تكون القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل، حيث قال في تصريحات لشبكة «سي إن إن» إنه أساء التعبير في خطاب اعلن فيه تأييده لأن تكون القدس عاصمة غير مقسمة لاسرائيل. واضاف «تعرفون ان هذه (العبارة) كانت في الواقع مثالا لبعض التعبيرات غير الدقيقة في الخطاب وحاولنا على الفور تصحيح العبارة». وسيلتقي اوباما في العراق كلا من الرئيس جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي وكذلك الجنرال ديفيد بترويس قائد القوات الاميركية في العراق وافغانستان ويبحث معهم خطته بسحب القوات الاميركية خلال فترة لا تتجاوز 16 شهراً بعد استلام منصبه في حالة الفوز. وقالت مصادر حملته إنه سيبحث في العراق وأفغانستان «جميع التفاصيل المتعلقة بالأمن القومي الاميركي»، وأشارت الى ان المرشح الديمقراطي سيبحث في الدول الاوروبية الثلاث» إصلاح صورة اميركا في الخارج». وأشارت الى انه سيحث القادة الاوروبيين على ارسال مزيد من القوات الى افغانستان، حيث تعهد بان يرسل لواءين في حال فوزه لمحاربة القاعدة وطالبان. وتعود الزيارة الاخيرة لاوباما الى الخارج الى يناير 2006. وتوجه خصم اوباما المرشح الجمهوري جون ماكين الى العراق ثماني مرات اخرها في مارس بمناسبة جولة في اوروبا والشرق الاوسط. وخلال مؤتمر صحافي نصح الرئيس الاميركي جورج بوش، المرشح الديموقراطي باستغلال زيارته لبغداد للاستماع الى نصائح السفير الاميركي راين كروكر وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس والمسؤولين العراقيين. الى ذلك، يستهل اوباما الجزء الاوروبي من جولته بزيارة برلين وهي المدينة التي شيدت بالاموال الاميركية بعد الحرب العاليمة الثانية، وسيخطب قرب المكان الذي كان فيه جدار برلين في محاولة للتذكير بالخطاب الذي القاه في المكان نفسه الرئيس الاميركي الاسبق جون كيندي عام 1963، ويقارن كثيرون اوباما بكيندي، حيث يعتبرونه «قائداً تاريخياً ويجسد الامل». وسيزور اوباما باريس في 25 يوليو حيث سيجري محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ويختتم المرشح الديمقراطي جولته بزيارة لندن ولقاء رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الذي سبق والتقاه في واشنطن في ابريل فضلا عن زعيم حزب المحافظين ديفيد كامرون.

ويرافق اوباما خلال جولته عدد غير مسبوق من الصحافيين الاميركيين والمراسلين المعتمدين في واشنطن، كما أفادت مصادر حملته. وقالت شبكة «سي إن إن» إن الجولة تشكل «اختباراً حقيقياً لقدراته في تقديم نفسه للخارج ومحكاً لاظهار مدى خطأ الانطباع السائد حول قلة الخبرة في السياسة الخارجية وقضايا الامن القومي التي يعتقد كثيرون انه يفتقر اليها».

وكان استطلاع للرأي اجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي» اشار الى تفوق اوباما بثماني نقاط على ماكين الا ان المشاركين في الاستطلاع صوتوا لصالح ماكين بنسبة 72 بالمائة رداً على سؤال حول ايهما أفضل لمنصب القائد الاعلى للجيوش الاميركية، في حين قال 48 بالمائة فقط ان اوباما سيكون قائداً جيداً للجيوش.

وفي شأن حملة جمع التبرعات تلقت «الشرق الاوسط» رسالة من ديفيد بلوف مدير حملة اوباما يشير فيها الى ان مجموع المبالغ التي تم التبرع بها خلال شهر يونيو سواء للمرشح نفسه او للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي بلغت 92 مليون دولار واصفا التبرعات بأنها «أفضل موقف مالي يمكننا ان نتوقعه». لكن بلوف قال إن جون ماكين والحزب الجمهوري معاً كان لديهما في البنك خلال نهاية الشهر الماضي مبلغ يقدر بحوالي 100 مليون دولار. وناشد بلوف انصار اوباما التبرع بمبلغ خمسة دولارات فقط لكل واحد حتى يمكن التفوق على الجمهوريين مالياً وهزيمتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وذكر ان سبب الفارق في رصيد الديمقراطيين وتفوق الجمهوريين عليهم مرده الى ان اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي أنفقت الكثير من رصيدها ولم يتبق لها من اموال سائلة الا القليل. ويعتبر مبلغ 52 مليون دولار التي جمعها اوباما خلال شهر يونيو (حزيران) هي ثاني افضل مبلغ له تم جمعه خلال هذه السنة إذ سبق له ان جمع مبلغ 55 مليون دولار خلال شهر فبراير الماضي. ويبلغ مجموع المبالغ التي جمعها اوباما حتى الآن حوالي 340 مليون دولار.