الحريري من بغداد: البلدان يتعرضان لهجمة تهدف إلى خلق فتنة مذهبية

زعيم «تيار المستقبل» التقى بالسيستاني * الدباغ لـ«الشرق الأوسط»: الزيارة لا تشكل رسالة لأحد

رئيس الوزراء العراقي، اثناء لقائه بزعيم تيار المستقبل سعد الحريري ببغداد امس («الشرق الأوسط»)
TT

في أول زيارة يقوم بها مسؤول لبناني الى العراق، منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، وصل النائب سعد الحريري زعيم تيار المستقبل وأحد قادة الأكثرية النيابية أمس الى بغداد. وفيما قال الحريري ان الديمقراطية في العراق ولبنان تشكل «قلقا وازعاجا» لـ«نماذج حكم مجاورة» في إشارة إلى سورية وإيران، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية إن زيارة الحريري لا تشكل رسالة لأي جهة.

وقال الحريري، ان العراق ولبنان تعرضا الى ذات المحاولات لـ«الانقضاض» على الديمقراطية بوسائل مختلفة منها «الارهاب» و«تعطيل المؤسسات» و«نشر السلاح» للوصول الى «الفلتان الأمني».

وأضاف الحريري، ان كلا البلدين يتعرض الى «هجمة» تهدف الى خلق «الفتنة المذهبية» لـ«تسميم» العلاقات بين الشيعة والسنة. وقال «علينا أن نعمل سوية، كلا على حدة، بكل ما أوتينا من قوة ومنعة وصلابة على قطع الطريقين: طريق الفتنة السنية الشيعية، وطريق التطرف والغرائز العمياء».

والتقى الحريري خلال زيارته، بالرئيس العراقي جلال طالباني، ورئيس الوزراء نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني، وقال بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء ان المالكي والحريري استعرضا خلال اللقاء «آخر المستجدات على الساحة السياسية في المنطقة، حيث شدد دولة رئيس الوزراء، على أهمية التوافق اللبناني الأخير، الذي توج بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية».

وقال البيان ان الحريري اشاد بـ«الانجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة العراقية، والاستقرار الأمني الذي تشهده البلاد». ولم يعط البيان اية تفاصيل اخرى.

وقد اعلن مصدر في مكتب الحريري، في وقت سابق ان من المقرر ان يجري الأخير محادثات مع طالباني والمالكي حول الأوضاع في العراق ولبنان والمنطقة، اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين». من جهته، قال الحريري في كلمة القاها أمام الرئيس العراقي، ان الديمقراطية في العراق ولبنان «تشكل نموذجا مزعجا، لا بل مقلقا لنماذج حكم مجاورة، لا تمت لا الى الديمقراطية ولا الى احترام الارادة الحرة للمواطنين»، في اشارة على ما يبدو الى سورية وإيران. ودعا الحريري العراق الى الوقوف بجانب لبنان قائلا «نعتمد عليكم لتقفوا الى جانبنا في قضايانا، وعلى رأسها قضية الحقيقة والعدالة في جريمة اغتيال والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقضية الحفاظ على استقلالنا وسيادتنا ونظامنا الداخلي«، في إشارة الى المحكمة الدولية للتحقيق في قضية اغتيال والده.

من جانبه قال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لـ«الشرق الأوسط» إن «زيارة الحريري لا تشكل أو تحمل رسالة لأي احد، ويجب الا تفهم خارج سياقها الطبيعي»، مؤكدا ان «الحريري تربطه بالعراق علاقة نسب، باعتبار ان والدته عراقية، وان لعائلته استثمارات في العراق، ولهم نشاط تجاري»، وأضاف ان الحريري «جاء للعراق من اجل توثيق العلاقة بين كتلة المستقبل التي يتزعمها، وبين العراق، وللتعرف على رئيس الوزراء العراق، وهو مرحب به كعضو برلمان ورئيس كتلة المستقبل، وهو ضيف عزيز على العراق».

ونفى الدباغ ان تتضمن المباحثات واللقاءات بالمسؤولين العراقيين، أي حديث عن موضوع علاقة سورية بالعراق أو علاقة حزب الله ببعض ما يوجه له من اتهامات بتدريب بعض العناصر المسلحة من العراق. غير أن حميد المعلة مستشار المالكي والقيادي في الائتلاف العراقي الموحد الحاكم قال إن الحريري «سيلعب دورا اساسيا في العلاقات بين العراق والمملكة العربية السعودية». وأوضح المعلة لـ«الشرق الأوسط» ان «المملكة العربية السعودية لها دور مهم في العلاقات العربية ـ العربية والاسلامية، نتيجة لموقعها وعلاقاتها بالدول»، مؤكدا أن «أي نوع من التفاهمات وانفتاح القنوات بالاتجاه الخارجي، مرحب به من قبل العراق». وأشار المعلة الى أن «العراق حكومة وشعبا، يرحب بزيارة الحريري للعراق، ويعد هذه الزيارة ضمن الانفراج العربي باتجاه العراق»، مؤكدا ان «المنطقة محتاجة الى فتح حوارات معمقة في جميع المجالات. وفي وقت لاحق من مساء امس، توجه الحريري الى مدينة النجف حيث التقى بالمرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني. وقال محافظ المدينة أسعد أبو كلل لـ«الشرق الاوسط»، ان اللقاء بين الحريري والسيستاني دام نحو ساعة، من دون أعطاء مزيد من التفاصيل.