الكويت تعين أول سفير لها في بغداد منذ غزو 1990

السفير علي المؤمن لـ«الشرق الأوسط»: مقرنا سيكون في المنطقة الخضراء ومهمتي بناء الجسور

TT

سمت الكويت أمس رئيس أركان جيشها السابق الفريق ركن متقاعد علي المؤمن سفيرا لها لدى العراق، ليكون أول سفير كويتي في بغداد منذ غزو نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت عام 1990.

وأعلن نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، أن «مرسوما أميريا سيصدر قريبا بترشيح الفريق ركن متقاعد علي المؤمن سفيرا للكويت لدى العراق»، مبينا أن توصية بهذا الشأن رفعت إلى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد. ولم يحدد الشيخ محمد موعدا لبدء مهام عمل البعثة الدبلوماسية الكويتية في العراق، نظرا الى أن «هناك إجراءات دبلوماسية طويلة ستأخذ مداها»، بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية للدولة.

ومن جانبه، أكد الفريق ركن المتقاعد علي المؤمن في تصريح خاص لـ «الشرق الأوسط» أنه يتشرف بتمثيل أمير وحكومة دولة الكويت في العراق، وأن «أكون أول سفير كويتي في بغداد بعد عودة العلاقات لطبيعتها». وأضاف المؤمن: «العلاقة بين الكويت والعراق أصيلة، رغم أنها تعرضت للاختلال في فترة سابقة، وهو ما يؤكد أن مهمتنا مؤثرة ومهمة، عنوانها الأساسي بناء الجسور وتعزيز التواصل بين الحكومتين والشعبين».

وأكد المؤمن، وهو في زيارة خاصة في العاصمة البريطانية، استعداده «لبدء مهام عملي من الآن، إلا أنني أنتظر توجيهات القيادة السياسية، فقرار التسمية والتكليف يحتاج ليصدر بمرسوم أميري وبشكل رسمي، قبل أن يطبق، وهذا أيضا سيرتبط بموعد بدء مهمتي الدبلوماسية».

وحول اختيار مقر السفارة في بغداد، قال المؤمن إن «التفاصيل الإدارية والمالية لاتزال تبحث في وزارة الخارجية الكويتية، ولم ينته العمل بها بعد»، مضيفاً: «لكن المبنى بحسب تصريح معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، والأخ وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله، سيكون مع بقية البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء». واكدت مصادر عراقية ان السفارة الكويتية، كغيرها من السفارات العربية، ستكون تحت حماية عراقية من قبل قوات امنية خاصة للبعثات الخارجية. ولكن وجود السفارة في المنطقة الخضراء يعني انها ستكون محمية بشكل اكبر من قبل القوات المتعددة الجنسية. وتابع المؤمن: «المنطقة الخضراء أعرفها جيدا، فقد سبق لي زيارتها أكثر من مرة خلال ترؤسي لمركز العمليات الإنسانية، وأعرف المسؤولين العراقيين جيدا، وتربطني ببعضهم علاقة صداقة وأخوة».

ويذكر أن المؤمن عمل رئيساً لمركز العمليات الإنسانية الذي أسسته الكويت بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وكانت مهمته الأساسية التنسيق مع الأطراف المعنية في إغاثة ومساعدة المحتاجين في الجانب العراقي، والربط بين الجهات الكويتية والعراقية بالمسائل المتعلقة بهذا الشأن، كما سبق له أن تولى رئاسة أركان الجيش الكويتي بعد تحرير البلاد من الغزو العراقي، وأشرف على إعادة تأهيل القوات المسلحة.

وبحسب تقارير لاتزال الكويت تطالب العراق بدفع عشرة مليارات دولار أميركي تعويضا عن الدمار الذي ألحقه الغزو العراقي، بعد أن سدد العراق عبر هيئة تعويضات حرب الخليج التابعة للأمم المتحدة 14 مليار دولار. ويذكر ان العراق افتتح سفارة في الكويت بعد حرب 2003، ويمثلها القائم بالاعمال فاضل العزاوي. ولم تعين بغداد سفيراً في الكويت بعد، اذ مازالت المفاوضات جارية لتعيين حوالي 35 سفيراً لدول عدة، منها الكويت.