رايس: مشاركة بيرنز مؤشر على اتحاد المجتمع الدولي إزاء الملف النووي الإيراني

مطالب دولية لطهران بعدم إضاعة «الفرصة»

TT

اكدت الولايات المتحدة امس انها تستخدم الدبلوماسية بـ«حزم» في حل الملف النووي الايراني، في وقت ابدت ايران تفاؤلها ازاء المحادثات ورغبتها في التواصل مع الاميركيين. وبدت مرونة بين الطرفين قبل يومين من مشاركة وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية، وهو المسؤول الثالث في الدبلوماسية الاميركية، في مفاوضات بين الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والمديرين السياسيين في وزارات خارجية كل من المانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا مع كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي غدا في جنيف.

وأبدت وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تحفظاً حول النتائج التي يمكن ان تتمخض عن المحادثات التي ستنطلق غدا في جنيف. وقالت رايس: «سنرى ماذا يقول الايرانيون، اعتقد ان الامر سيكون واضحاً لهم بان المجتمع الدولي ومجموعة خمسة زائد واحد متحدون بشأن الامر ولتقديم طريق للايرانيين من أجل الاندماج في المجتمع الدولي، ولكن عليهم تعليق برنامجهم حتى يمكنهم الدخول في مفاوضات». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت متفائلة بشأن المحادثات، قالت: «لست ادري ... ما استطيع تأكيده ان الولايات المتحدة تقف بقوة مع هذه المساعي الدبلوماسية، ومتحدة مع حلفائنا، والايرانيون سيفهمون الرسالة».

وأكدت الخارجية الأميركية أن بيرنز «سيستمع» فقط خلال المفاوضات، وإنه لن يجري اية محادثات منفصلة مع الوفد الإيراني. وستخصص هذه الجلسة لسماع الرد الإيراني على الحوافز التي طرحت على طهران من جانب الدول الكبرى مقابل التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وقد اتخذت رايس شخصياً على عاتقها محاولة حل الملف النووي الايراني دبلوماسياً بعد عدة اسابيع من تقارير حول مواجهة عسكرية محتملة حول الملف النووي الايراني. وافادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس بأن قرار الرئيس بوش إجراء تحول على السياسة الأميركية تجاه إيران جاء بعد زيادة المؤشرات على أن إيران مستعدة للمباحثات وأن العقوبات الدولية عليها قد بدأت تؤتي ثمارها. وقد حثت وزيرة الخارجية على تبني هذا الاتجاه في اجتماع عقد الاثنين الماضي لكبار مساعدي بوش، وقد بدا أن الرئيس بوش قرر عدم تبني القيام بهجوم عسكري لإنهاء البرنامج النووي الإيراني خلال الأشهر الستة المتبقية من ولايته. وفي الأسابيع القليلة الماضية، وافق البيت الأبيض على حزمة معدلة من الحوافز لإيران تضمنت التعهد بعدم استخدام القوة ودعم التوجه الأوروبي نحو بدء مباحثات ثنائية مع إيران، وإرسال إشارات واضحة لإسرائيل بعدم التصرف بمفردها بشأن الملف النووي الإيراني. وقد قبل بوش توصية رايس في الاجتماع الأخير، الذي ضم نائب الرئيس ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي وكبير موظفي البيت الأبيض جوشوا بولتن وبيرنز. وقد أثارت هذه الخطوة سخط المحافظين المنتقدين في الإدارة الأميركية الذين يقولون إن ذلك يعتبر إشارة أخرى على هزيمة البيت الأبيض. ومن جهة اخرى، ذكرت صحيفة بريطانية امس ان الولايات المتحدة ستعلن الشهر القادم انها تعتزم انشاء قسم لرعاية المصالح الاميركية في طهران لاول مرة منذ 30 عاما. وعلى الرغم من ان مسؤولين اميركيين كانوا قد صرحوا بأن واشنطن لم تتخذ قراراً بهذا الموضوع بعد، قالت صحيفة «الغارديان» أمس: «ان هذه الخطوة ستشهد تمركز دبلوماسيين أميركيين في البلاد». ومن جهته، توجه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الى سورية حيث عبر عن أمله بأن يؤدي اجتماع جنيف إلى «تطور إيجابي مضموناً وشكلاً». وفيما يتعلق بالطلب الأميركي بفتح مكتب لرعاية المصالح الأميركية في إيران، قال متقي: «كنا قد تقدمنا في العام الماضي بطلب تسيير رحالات جوية مباشرة بين إيران وأميركا، وأعتقد أن تسيير الرحلات الجوية المباشرة وفتح مكتب لرعاية المصالح الأميركية محل دراسة»، وتابع: «هناك إمكانية للوصول إلى اتفاق بين الجانبين وجميع دول الـ5+1 ستشارك في اجتماع جنيف بدون أية شروط  مسبقة».