دمشق تستضيف وفدين من حماس وفتح للتباحث حول قضايا الحوار الوطني

مصدر فلسطيني: سورية تحاول تمهيد الظروف لإقناع الطرفين بالمشروع في الحوار

TT

ذكر مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الاوسط» أن دمشق ستستضيف وفدين من حركتي فتح وحماس قريباً للتباحث حول تحديد قائمة القضايا التي سيبحثها الحوار الوطني الفلسطيني الذي ستستضيفه القاهرة في حال تم الاتفاق على هذه القضايا. واتفق حسب المصدر على ان يبعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) وفدا من حركة فتح برئاسة رئيس عضو اللجنة المركزية ومفوض التعبئة والتنظيم أحمد قريع (ابو علاء)، الى دمشق بينما ستفوض حماس وفداً يمثل قيادتي الداخل والخارج للتواصل عبر السوريين بهدف انجاز اتفاق على طبيعة القضايا التي ستبحث في الحوار. وأكد المصدر أن الحكومة السورية قررت التدخل بثقلها من اجل محاولة تمهيد الظروف المناسبة لإقناع الطرفين بالشروع في الحوار. وقال المصدر إن ممثلي حماس أطلعوا بالفعل الحكومة السورية على تصورها لحل مشكل الانقسام الداخلي، الذي يتضمن التأكيد على وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، ووحدة النظام السياسي الفلسطيني، وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني واتفاقي القاهرة ومكة، واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس جديدة تضمن تمثيل يعكس موازين القوى السياسية في الساحة الفلسطينية سواء في الوطن والشتات. ويؤكد التصور الذي نقلته حماس الى الرئيس السوري بشار الاسد وجوب اعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية ومهنية ونزع الطابع الفصائلي عنها. وتوقع المصدر أن ينقل قريع تصور فتح لدمشق، مشيراً الى أن سورية وعدت ببذل جهد لإقناع الطرفين بتقديم تصورات تصلح لتكون قاسماً مشتركاً بين الجانبين. وأشار الى أن حماس اوضحت للسوريين أنه لن يكون من الطائل الشروع في الحوار في حال قام أحد الأطراف بتحديد نتائجه مسبقاً، مؤكدة أنه من الأفضل الشروع في الحوار من دون شروط مسبقة. واوضح المصدر أنه ليس من المخطط أن يلتقي الوفدان في دمشق حيث سيجري السوريون، وستجري المحادثات بينهما عبر الوسيط السوري، مستدركاً أنه من غير المستبعد ان يتم تنظيم مثل هذا اللقاء في ختام المشاورات في حال أسفرت عن حدوث انطلاقة في الجهود. وأكد المصدر أن الحكومة السورية تعمل بتنسيق كامل مع الحكومة المصرية في هذا السياق، مشيراً الى أن سورية باتت ترى في اغلاق ملف النزاع الفلسطيني الداخلي أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لها. من ناحية ثانية، علمت «الشرق الاوسط» أن عدداً من القيادات السياسية الفلسطينية تعكف حالياً على إعداد صيغ من اجل تقديمها لممثلي فتح وحماس لإقناعهما بقبولها لتكون قاعدة لانطلاق الحوار الوطني.

ومن بين الشخصيات التي تحاول تقريب وجهات النظر بين الجانبين قيادات صف ثاني في الحركتين.

يذكر أن قضيتي الخلاف الرئيسيتين بين فتح وحماس في ما يتعلق بالحوار تتمثل في اصرار ابو مازن على أن يتناول الحوار الوطني سبل تطبيق المبادرة اليمنية بينما تصر حماس على أن تكون المبادرة عرضة للحوار وليس للتطبيق. والقضية الثانية حول طبيعة الحوار، حيث تصر فتح على ان يكون شاملاً كل الفصائل الفلسطينية، في حين تصر حماس على ان يكون حول بعض القضايا الثنائية، على اعتبار ان هذه القضايا قضايا خلافية بين الحركتين.