رايس تعرض نشر قوات سلام دولية وميدفيديف يرد: السكان لا يثقون إلا بالروس

بوش وميركل ورايس يدعون موسكو للانسحاب من جورجيا.. وتبليسي توقع اتفاقية وقف إطلاق النار وتندد بصمت أوروبا

الرئيس ساكاشفيلي ورايس في تبليسي أمس (أ.ف.ب)
TT

في وجه إصرار روسيا على عدم سحب قواتها من منطقتي غوري وبوتي الواقعتين داخل الاراضي الجورجية على الحدود مع أوسيتيا الجنوبية والتي احتلتهما بعد بدء الاشتباكات مع القوات الجورجية الاسبوع الماضي، تصاعدت الضغوط الدولية عليها أمس، وانهالت الدعوات الموجهة اليها لسحب قواتها من جورجيا بدءا من الرئيس الاميركي جورج بوش من واشنطن والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل من موسكو، الى وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من تبليسي.

وفي محاولة لدفع الروس الى خارج أراضيه، وقع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أمس على اتفاق وقف اطلاق النار مع روسيا، إلا انه ندد بـ«صمت معظم الدول الاوروبية» حين حذرت جورجيا الاسرة الدولية من استقدام روسيا تعزيزات عسكرية الى منطقة أبخازيا الانفصالية قبل اندلاع النزاع في اوسيتيا الجنوبية.

وقال ساكاشفيلي في ختام لقاء مع رايس التي وصلت الى تبليسي في زيارة دعم لجورجيا، ان قسما «كبيرا من جورجيا لا يزال تحت الاحتلال العسكري الروسي»، محذرا من ان روسيا تشكل «خطرا على الجميع».

ودعت رايس وساكاشفيلي الى نشر قوات دولية «محايدة» لحفظ السلام في الاقليمين الانفصاليين، واتهمت الوزيرة الاميركية الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بأنه لم يف بتعهداته بالانسحاب من جورجيا. إلا ان الرئيس الروسي رد على طرح رايس بنشر قوات دولية محايدة بالرفض المهذب، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع ميركل: «بالطبع نحن لا نعارض أي قوة سلام دولية، لكن الامر لا يتوقف فقط على موقفنا... المشكلة تكمن في ان الاوسيتيين الجنوبيين والابخاز لا يثقون إلا بقوات السلام الروسية». وأضاف: «نحن نقوم بمهمتنا في حفظ السلام وسنواصل القيام بذلك. ولكن ان واصل احد الاعتداء على مواطنينا، أو على جنودنا المكلفين حفظ السلام، عندها بالطبع سنرد بالطريقة نفسها كما فعلنا». وأضاف: «للأسف بعد ما حدث، من غير المرجح ان يتمكن الاوسيتيون الجنوبيون والابخاز من العيش ضمن دولة واحدة مع الجورجيين». وقال «لقد تمت إعادة الأمن، لكن قوات السلام الروسية تبقى الضامنة له في القوقاز». وأضاف: «روسيا، وبوصفها الضامنة للامن في منطقة القوقاز، ستتخذ القرار الذي يدعم بلا لبس ارادة هذين الشعبين القوقازيين».

وحمل ميدفيديف جورجيا «كامل المسؤولية عن النزاع القائم»، واتهمها بأنها «قامت بعمل عدواني وتسببت بكارثة انسانية». واعتبر ان روسيا «هي الضامنة للسلام في منطقة القوقاز»، وأكد ان روسيا لا تريد ان تتدهور علاقاتها مع الغرب بسبب النزاع في جورجيا. واضاف انه ينبغي «الحد من انعكاسات» النزاع على العلاقات الدولية.

اما ميركل التي عقدت مؤتمرا صحافيا مشتركا مع ميدفيديف في سوتشي، فقد اكدت أن سلامة ووحدة اراضي جورجيا يجب ان تشكل «نقطة اساسية» في أي خطة سلام في القوقاز. وقالت ان «وحدة اراضي جورجيا يجب ان تشكل النقطة الاساس لأي حل سياسي»، ودعت روسيا الى الانسحاب من الاراضي الجورجية.

من جهته، حذر الرئيس الاميركي جورج بوش موسكو من مغبة «الاستقواء» على جاراتها ودعاها الى الوفاء بتعهدها بسحب قواتها من جورجيا. وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض للحديث عن الازمة في القوقاز: «على موسكو الوفاء بالتزامها بسحب قواتها الغازية من كافة الاراضي الجورجية». وأضاف ان «الاستقواء والترهيب ليسا طرقا مقبولة في السياسة الخارجية في القرن الحادي والعشرين»، مضيفا ان روسيا أضرت بمصداقيتها مع الغرب بعد غزوها جارتها جورجيا قبل اسبوع. وأكد ان «توتر» العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ليس في مصلحة روسيا ولا في مصلحة الولايات المتحدة.

واعتبر الرئيس الاميركي أن «روسيا وحدها هي التي تستطيع ان تقرر ما اذا كانت ستعود الى صف الدول المسؤولة ام تواصل اتباع سياسة لا تنطوي سوى على المواجهة والعزلة». وأضاف انه اذا أرادت روسيا «البدء في اصلاح علاقاتها مع الولايات المتحدة واوروبا وغيرها من الدول، والبدء في استعادة مكانتها في العالم، فعليها احترام حرية جاراتها».

الى ذلك، قال مسؤول عسكري روسي رفيع المستوى، أمس، ان الغاء الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ودول اخرى، مشاركتهم في تمارين بحرية مشتركة متوقعة امر «غير مبرر» للخروج من الشراكة الروسية الاطلسية. وأضاف رئيس هيئة الاركان الروسية اناتولي نوغوفيستين في مؤتمر صحافي بثته محطات التلفزيون: «نعتبر الانسحاب من شراكة كهذه اليوم أمرا غير مبرر.. ان أمرا حساسا مثل الشراكة يجب علينا توسعته، والعسكر الروس على استعداد لذلك، وليس القيام بحركات لا معنى لها».