ملك البحرين لمواطنيه اليهود في لندن: الجنسية من حق أبنائكم.. وبلادكم تدعوكم للعودة

مصدر رسمي يكشف لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل لقاء الملك حمد مع 39 يهوديا بحرينيا

TT

كشف مصدر بحريني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل اللقاء الذي جمع الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين بـ39 بحرينيا يهوديا يعيشون في بريطانيا ويحملون جنسيتها. مشيرا الى أن اليهود البحرينيين في بريطانيا طلبوا من ملك بلادهم منح الجنسية البحرينية لأبنائهم المولودين في بريطانيا «وهو ما وافق عليه الملك حمد معتبرا أن ذلك من حق أي بحريني».

وسخر المصدر البحريني من أي ربط بين دعوة الملك حمد لمواطني بلاده بالعودة، وبين «مزاعم عن توجه بحريني للتطبيع مع اسرائيل»، مضيفا «الملك (حمد بن عيسى) أكد أنهم مواطنون بحرينيون ومن حقهم العودة لوطنهم في أي وقت، كما أن من حق أبنائهم الحصول على جنسية آبائهم، كما يقر القانون البحريني.. فأين المشكلة في ذلك».

وأكد المصدر على موقف بلاده الواضح في رفض التطبيع مع اسرائيل «بكل أشكاله» وقال «موقفنا صريح وأعلناه مرارا، البحرين تلتزم بالمبادرة العربية التي هي الأساس في موقفنا من القضية الفلسطينية». وكان ملك البحرين قد استقبل خلال زيارته للعاصمة البريطانية لندن الاسبوع الماضي، تسعة وثلاثين فردا من أبناء الجالية البحرينية من الديانة اليهودية والمقيمين بصفة دائمة في بريطانيا، حيث قدموا للإلتقاء به، وتهنئته بمناسبة تخرج نجله الشيخ خالد من أكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية، كما تطرق اللقاء، الذي جرى بحضور رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، للتطورات الديمقراطية والاقتصادية التي تشهدها البحرين منذ تدشين الملك حمد لمشروعه الاصلاحي عام 1999.

ووفقا للمصدر فإن البحرينيين اليهود أختاروا مغادرة البحرين طواعية وباختيارهم، وأن عودتهم مسألة مرحب بها من القيادة البحرينية، وفي نفس الوقت تعود لهم وبحسب رغبتهم. وبحسب المصدر البحريني، فإن التقاء الملك حمد بن عيسى مع أي مجموعة من مواطني بلاده «ليس غريبا فهم بحرينيون يلتقون مع قائدهم»، مضيفا «استقبلهم كمواطنين ورحب بعودتهم لبلادهم في أي وقت». وأضاف «لا يجب أن يتم النظر لاستقبال الملك لهم بأنهم من هذه الطائفة أو تلك الديانة، هم من أبناء البحرين ويحملون جنسيتها ولهم حق فيها كما بقية المواطنين». وسألت «الشرق الأوسط» المصدر، عن ما يشاع من أن الملك حمد عرض الجنسية البحرينية على هؤلاء اليهود، فرد المصدر «هم بحرينيون ولم يتخلوا اساسا عن جنسيتهم الأصلية، وحملوا بحكم أقامتهم جنسيات بريطانية. ما حدث أنهم أشاروا إلى أن أبنائهم يحملون الجنسية البريطانية ولا يحملون جنسية البحرين، فأبلغهم الملك أن أبناءهم بحرينيون بإعتبار أن آبائهم كذلك، وأن القانون يعطيهم الحق في الحصول على جنسية لأبنائهم. هذا كل ماحدث».

وسرد المصدر ما قاله الملك حمد لمواطنيه البحرينيين من أبناء الديانة اليهودية خلال اللقاء، «حيث تواصل معهم كمواطنين، دون النظر لعرقهم أو دينهم..أستفسروا عن رغبتهم بالعودة والاستثمار وما هو المطلوب منهم، فقال لهم الملك إن البحرين مفتوحة لكم ولاستثماراتكم». وخلال اللقاء أكد موسى سلمان سيورى، نيابة عن افراد الجالية اليهودية البحرينية المقيمة فى لندن، ان كل افراد الجالية الذين غادروا البحرين «لايزالون مرتبطين ومتعلقين بجذورهم البحرينية الاصيلة التى ترجع الى آبائهم واجدادهم»، مضيفا «وان غادروا فقد غادروا بارادتهم ولايزالون يذكرون ايام الدراسة والعمل مع زملائهم البحرينيين من مختلف الاديان والمراكز الاجتماعية ولايزالون يتابعون اخبار تطور البحرين وازدهارها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية التى جعلت من البحرين مثالا في العالم للديمقراطية والتسامح الديني». وأبدت الجالية اليهودية البحرينية في لندن بافتخارها بتعيين هدى نونو سفيرة لمملكة البحرين فى واشنطن.

ووفقا لتقديرات شبه رسمية، يتراوح عدد اليهود البحرينيين المقيمين في بريطانيا، بين مائتين وخمسين وثلاثمائة فرد، ينتمون لعائلات يهودية بحرينية معروفة، مثل خضوري ونونو وناجي، ولا يزال البعض من أقربائهم يعيشون في البحرين. وهؤلاء اليهود غادروا البحرين في فترات متقطعة، فالبعض منهم هاجر في أعقاب الحروب العربية الاسرائيلية في عامي 1956 و1967، والبعض هاجر لأسباب اقتصادية، حيث درسوا وعملوا في بريطانيا قبل أن يستحقوا جنسيتها. إلا أن اللافت للنظر أن أيا من اليهود البحرينيين، وفقا لمعلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، لم يهاجروا إلى اسرائيل، وفضلوا بريطانيا والبعض منهم إلى الولايات المتحدة. ويعيش في البحرين حاليا نحو أربعين يهوديا، وعينت اليهودية هدى نونو قبل نحو شهرين، سفيرة لبلادها في واشنطن، وهي التي كانت عضو في مجلس الشورى البحريني.