الصومال: هجومان على موكب الرئيس يوسف.. والقوات الإثيوبية ترتكب مجزرة قرب مقديشو

قراصنة صوماليون يختطفون سفينتين تايلندية ونيجيرية في أحدث موجة جديدة للاختطافات

TT

هاجم مسلحون موكب الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد الذي كان يستعد لمغادرة مطار العاصمة مقديشو متوجها الى أديس أبابا، فيما ارتكبت القوات الاثيوبية مجزرة في بلدة قرب مقديشو وقتلت 37 شخصا على الاقل، وخطف قراصنة صوماليون سفينتين أخريين في احدث موجة هجمات تشهدها هذه المياه التي توصف بأنها الاخطر في العالم.

وانفجر لغمان أرضيان أحدهما في شارع «مكة» المؤدي الي القصر الرئاسي والآخر عند مدخل مطار مقديشو، إلا أن الرئيس وأيا من مرافقيه لم يصيبوا بأذى في الهجومين. وكانت الحكومة الإثيوبية قد وجهت الدعوة الى كل من الرئيس الصومالي ورئيس وزرائه نور عَدِي ورئيس البرلمان الى أديس أبابا لبحث الخلاف المتفاقم بين الرئيس ورئيس الوزراء.

ورغم الانتشار الكثيف للقوات الإثيوبية وعناصر الجيش الصومالي في المنطقة ما بين القصر الرئاسي والمطار، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ المسلحين المعارضين للحكومة هجوما مزدوجا بالألغام الأرضية وقع أحدهما في شارع مكة المؤدي الى القصر الرئاسي والآخر عند مدخل المطار. ولم يتم الكشف عن خسائر في موكب الرئيس، إلا أن 4 مدنيين لقوا مصرعهم بعد أن أطلقت القوات الإثيوبية النار على مجموعة من المدنيين تصادف وجودهم قرب التفجير الأول الذي وقع في شارع «مكة» المؤدي الي القصر الرئاسي.

وقد تكررت الهجمات التي يشنها المقاتلون الإسلاميون على مواكب المسؤولين الكبار في الحكومة الانتقالية لدى مغادرتهم أو وصولهم الى العاصمة وكذلك عند وصول أو مغادرة الوفود الزائرة للعاصمة للقاء بالمسؤولين الحكوميين. وتتنوع هذه الهجمات ما بين قصف للمطار والقصر الرئاسي بقذائف الهاون، وتفجير الالغام التي يتم التحكم فيها عن بعد في طريق مرور هذه المواكب، ويحدث أحيانا وقوع اشتباكات مباشرة بين المقاتلين الإسلاميين والحرس المرافقين للرئيس او الوفود الأجنبية.

وقد تمكن الرئيس الصومالي من مواصلة سفره، حيث وصل بعد ظهر أمس الى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وسافر الرئيس ورئيس الوزراء المتخاصمان معا بطائرة واحدة خاصة أرسلتها الحكومة الإثيوبية لنقلهما الى أديس أبابا. وكان الخلاف بين الجانبين قد ظهر الي العلن بعد قيام رئيس الوزراء بإقالة محافظ العاصمة محمد طيري المقرب من الرئيس يوسف، وقد رفض الرئيس قرار الإقالة وأعاد تثبيت محافظ العاصمة في منصبه. وتلت ذلك استقالة ثلثي أعضاء مجلس الوزراء من مناصبهم وقيام رئيس الوزراء بتعيين وزراء جدد لملء الحقائب الشاغرة. وقد فشلت جهود وساطة قادها المندوب الإثيوبي في الصومال «الجنرال غبري» لاحتواء الخلاف مما استدعى تدخلا شخصيا من رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي لحل هذا الخلاف تمثل في دعوة الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان الى اديس ابابا. الى ذلك، قتل ما لا يقل عن 37 شخصا بعد ظهر أمس حين فتحت القوات الاثيوبية النار على حافلتين صغيرتين كانتا تقلانهم قرب مقديشو، على ما افاد عدد من الشهود. وقال الزعيم القبلي احمد حسين محمد من بلدة عربسكا الواقعة بين العاصمة الصومالية وافقوي لوكالة الصحافة الفرنسية «شاهدت 37 قتيلا مدنيا قرب عربسكا، حيث فتح الاثيوبيون النار بشكل أعمى على حافلتي ركاب صغيرتين واحدة قادمة من مقديشو والاخرى من افقوي» على مسافة ثلاثين كلم غرب مقديشو. وقال حسن شيخ علي الموظف في مستشفى افقوي في اتصال هاتفي «نقل عشرة جرحى الى المستشفى، وبالرغم من ان معظمهم تحت وطأة صدمة شديدة، فقد اوضحوا ان العديد من المدنيين قتلوا من دون اي تمييز». ووقعت هذه الاحداث بعد يومين على قتل خمسة من ركاب حافلة صغيرة في ظروف مماثلة.

من جهة ثانية، قالت مصادر إن قراصنة من الصومال خطفوا سفينتين في احدث موجة هجمات تشهدها هذه المياه التي توصف بأنها الاخطر في العالم. وقالت الشركة المالكة لسفينة الشحن التايلندية «ام.في ثور ستار» ان السفينة خطفت بين الصومال واليمن يوم الثلاثاء اثناء نقل شحنة اخشاب الى ميناء عدن، لكن لم يصب أحد من الطاقم المكون من 28 فردا بأذى. وقال اندرو موانجورا رئيس برنامج مساعدة السفن العاملة في شرق افريقيا ان مسلحين صوماليين خطفوا ايضا زورق قطر نيجيريا هو «ام.تي. ينيجوا اوشن» في الاسبوع الماضي.

وقالت الشركة المالكة للسفينة ثور ستار، ان القراصنة الذين خطفوا السفينة أجروا اتصالا معها يوم الاربعاء وطمأنوها على ان افراد الطاقم «في امان وحالة طيبة». وفي معظم الاحوال يلقى الرهائن معاملة طيبة توقعا للحصول على فدية كبيرة.