كشف مسؤولون في الهيئة العليا للسياحة، ممثلة في اللجنة السياحية في الطائف، أن فعاليات المدينة السياحية التي تحتضن الفعاليات الخاصة بمهرجان الطائف تبلغ 160 فعالية ينبثق منها 1400 نشاط يومي وخاص للمصطافين، موضحين أن المؤشرات الأولية تكشف أن عدد الزوار للمدينة بلغ أكثر من مليون سائح حتى منتصف الموسم السياحي الجاري.
وكشفت جهات سياحية في محافظة الطائف لـ «الشرق الأوسط» توقعها لكسر رقم الثلاثة ملايين سائح الذي سجل في صيف العام الماضي، مبينةً أن الدور الثقافية والفنون المسرحية وقصائد الشعراء شكلت أداة جذبٍ سياحي مهم ألقى بظلاله اقتصادياً وتجارياً وثقافياً على المدينة الصيفية التي تعتبر العاصمة الصيفية للبلاد.
وأوضح لؤي قنيطة رئيس اللجنة السياحية بالطائف لـ «الشرق الأوسط» أن من أهم المقومات السياحية في البلدان المتقدمة والمتطورة هي السياحة الثقافية «التي تعتبر أداة جذب حيوية شأنها شأن السياحة الترفيهية، وعلى نفس النسق تهتم هذه البلدان بالمسارح والفنون والمتاحف والمهرجانات السياحية»، مبيناً أن الاهتمام بالمقومات الثقافية للطائف بدأت تظهر جلياً في خطط الجهات السياحية المنظمة نتيجة لتراكم الخبرات وازدياد المتاحف البارزة للجوانب التاريخية والجمالية للطائف والسعودية بشكل عام.
وقال لؤي قنيطة إن التوجه المسرحي الذي تشهده الطائف يهدف الى ايصال رسالة تؤدى عبر دور المسرح وتنبثق بمعالم الفن والترفيه في قالبٍ سياحي، مؤكداً أن «سوق عكاظ»، وهو احتفالية تقام على موقع السوق القديم في الماضي منذ العام المنصرم، يعد وحده مرتكزا رئيسا في بلورة السياحة الثقافية داخل الطائف.
وأضاف «وهو الشيء الذي سيكون من شأنه أن يبث ردود فعل قوية على الطائف وأهله، وهناك فعاليات اللجان الشعبية والشعر الشعبي التي أضحت قويةً جداً ويشارك فيها كبار الشعراء في الخليج لجذب ود السائح المتعطش للشعر الشعبي، ولك أن تتخيل أن بعض السائحين يقطعون آلاف الكيلومترات من أجل حضور أمسية شعرية لشاعرٍ ما. إذا فهي عملية تثري الجانب السياحي اقتصادياً وتعود بالريع الوفير على المدن السياحية متى ما أطرت بشكل صحيح وأبرزت إعلامياً بالشكل المستحق».
من جانبه، قال محمد سعد الثبيتي نائب رئيس اللجنة السياحية في الطائف إن الجانب السياحي الثقافي في مهرجان الطائف يأتي ضمن البرامج المعدة من الهيئة العامة للسياحة والآثار، مضيفاً «وكذلك ضمن رؤية استراتيجية ثقافية من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وفهد بن معمر محافظ الطائف في أن يكون هناك تعدد وتنوع للفعاليات والنشاطات الثقافية».
وقال الثبيتي إن سوق عكاظ في حد ذاته يعتبر لبنة إضافية اهتمت بجميع الأنشطة المتعددة والموجودة ضمن مكان واحد مما ساعد على قربها بالنسبة لحركة المهتمين بالسياحة الثقافية وضمن سياق زمني مرتب، معتبراً أن المصطاف المعني والمتعطش للشؤون الثقافية سيجد كافة الأشكال الثقافية من أدب وشعر وفن تشكيلي ومحاضرات تشبع له عطشه ونهمه.
وأضاف «وهنالك فن المأكولات الشعبية، وكل هذه النشاطات تعتبر رافداً قوياً للسياحة في الطائف وركيزة أضفت على صيف الطائف التاسع والعشرين نكهةً من نوعٍ آخر».