فتيات كشمير يقتحمن مجال كرة القدم

ليس لدى الآباء تحفظ في إرسال بناتهم للمشاركة في المباريات

تعطي لاعبات كرة القدم الشابات صورة مصغرة للوضع الجديد للمرأة الكشميرية المسلمة («الشرق الاوسط»)
TT

قد يكون منظرا مفاجئا للوافدين الجدد، ولكنه أصبح من المألوف في كشمير أن ترى الفتيات الكشميريات يلعبن كرة القدم في الملاعب، وهن يرتدين الملابس الرياضية التقليدية. لم يكن ذاك المنظر مألوفا في كشمير من قبل، الولاية الوحيدة في الهند التي توجد بها أغلبية مسلمة. تعطي لاعبات كرة القدم الشابات صورة مصغرة للوضعية الجديدة للمرأة المسلمة الكشميرية، صورة المرأة التي يحدوها الحماس لمواكبة التغيرات الاجتماعية مع المحافظة على هويتها وقيمها الإسلامية. ربما تكون تلك الصحوة الصامتة قد حدثت منذ عامين عندما أصبح لدى كشمير أول مدرب للعبة كريكيت، سكينة يوسف. تدرب سكينة التي تبلع من العمر 28 عاما لاعبي ولاعبات الكريكيت في جامعة كشمير، وهي بذلك تعطي نموذجا للنساء الكشميريات وتعطيهن دفعة كي تكون لهن طموحات أكبر في الأنشطة التي ينظر إليها على أنها حكرا على الرجال. يقول مختار والي، وهو مسؤول بارز في إدارة الترويج الرياضي في كشمير: «في الوقت الحالي، لا يوجد لدى الآباء تحفظ على إرسال فتياتهن للمشاركة في بطولات كرة القدم، وتقوم الكثير من المدارس برعاية هذه المباريات. وقد ساعد الهدوء في موجات العنف النساء على الخروج من منازلهن، ديننا لا يحظر على النساء المشاركة في الرياضة». وتقول روكسر، 16 عاما: «عندما كنت طفلة، كنت أريد أن أصبح لاعبة كرة قدم، ولكن لسوء الحظ بسبب الخوف من المسلحين، الذي كانوا يحاولون فرض الحجاب وبعض القيود الأخرى على النساء في كشمير، لم أتمكن من لعب كرة القدم أو ممارسة أية رياضة أخرى... ولكن في الوقت الحالي، تم تسوية الأمر والفرصة سانحة أمامي لبدء لعب كرة القدم». في معسكر تدريبي بملعب مدرسة بيسكو بسرينغار، وقفت نحو 20 فتاة يتصببن عرقا وهن يضربن كرة القدم بأقدامهن ورؤوسهن في إطار بعض التدريبات استعدادا لبطولة كرة قدم للفتيات دون التاسعة عشرة من المقرر إقامتها نهاية الشهر الحالي. تنتمي معظم تلك الفتيات إلى عائلات ذات أصول محافظة، ولكنهن عاقدات العزم على اقتحام المجالات التي ينظر إليها على أنها حكرا على الرجال بممارسة كرة القدم. تتمنى تلك الفتيات أن تثبتن كفاءتهن عن طريق المشاركة في بطولة قوية لكرة القدم النسائية. تقول روكسنا، وهي لاعبة كرة قدم يبدو عليها الثقة بنفسها بصورة كبيرة وتحضر المعسكر التدريبي مع صديقتيها سوزيا ونوسرات، إن البيئة قد تغيرت كثيرا. يريد الآباء في الوقت الحالي من بناتهن أن يتقدمن وأن يبرزن مواهبهن في كافة مناحي الحياة. وتضيف: «مثلي الأعلى هي لاعبة التنس سانيا ميرزا التي تمكنت في سن صغيرة، 19 عاما، من الوصول إلى مكان لم يكن يحلم به الكثير من الرجال».

ويجب تقدير تلك الحيوية التي تبديها النساء الكشميريات في مجال الرياضة، لأن الهند، التي يبلغ فيها عدد النساء المسلمات 75 مليونا، ليس لديها إلا نجمة مسلمة دولية واحدة وهي لاعبة التنس سانيا ميرزا. ويقول مشتاق دار، مدرب كرة قدم، إن الفتيات «مادة خامة»، فاللعبة جديدة نوعا ما بالنسبة للفتيات في كشمير، ولكن يستعاض عن ذلك بحماسهن في التعلم. تتلاشى المحظورات القديمة حيث توجد لدى الآباء أحلام جديدة لفتياتهن، فليس لدى الآباء تحفظا في إرسال بناتهم للمشاركة في بطولة كرة القدم وتقوم الكثير من المدارس برعاية ممارسة الفتيات لكرة القدم. ولا يقتصر الأمر على كرة القدم، فمن الممكن أن تجد بعض الفتيات الكشميريات تحدوهن الرغبة ويتحلين بالصبر ويمتلكن المؤهلات في رياضة عنيفة مثل الرجبي، ويتطلعن إلى أن تكون تلك مهنتهن في المستقبل. ومازالت رياضة الرجبي، التي ينظر إليها على أنها لعبة ذكورية، في مراحلها الأولى في الهند، ويمكن فهم العدد المتزايد من الفتيات الكشميريات اللاتي يتدربن ليصبحن لاعبات ماهرات في رياضة الرجبي في ضوء سلسلة مباريات الرجبي للنساء وغيرها من البطولات التي تستضيفها كشمير. تقول أنجوم: «اخترت تلك الرياضة لأنني أحببتها، إنها رياضة مثيرة وعنيفة».