محمد نزال: لا حوار فلسطينيا ـ فلسطينيا قبل الانتخابات الأميركية بسبب فيتو الإدارة الحالية

عضو المكتب السياسي لحماس أكد لـ«الشرق الاوسط» أن التقارب مع الأردن ليس بسبب الخوف من سلام بين سورية وإسرائيل

محمد نزال
TT

قال محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وأحد ممثليها في اللقاءين مع مدير المخابرات الاردنية محمد الذهبي في الاسابيع الاخيرة، ان هذه اللقاءات يفترض ان تؤسس لعلاقات جديدة بين الحكومة الاردنية وحركة حماس بعد حوالي عقد من الزمن على انقطاعها. واعتبر نزال الذي التقى ورفيقه محمد نصر مرتين مع الذهبي في عمان وكبار مساعديه، بناء على طلب اردني، ان هذه اللقاءات تأتي ليس انعكاسا لمتغيرات داخل الاردن او حماس بل جراء قراءة دقيقة وواعية للتغيرات التي تشهدها المنطقة الان، وهذه المتغيرات ـ حسب قوله ـ تدفع كل الاطراف للبحث عما يقوي وضعها وما يمكن ان يحقق مصالحها. ونفى نزال في حديث لـ«الشرق الاوسط» ان يكون الاردن قد طرح اي شروط لاعادة العلاقات، واضاف «يمكن القول انه خلال اللقاءات تمت بعض التفاهمات. هناك بعض الملفات الامنية العالقة جرى تناولها بأريحية، ويعمل الان على حلها. وجرى ايضا بحث ملفات سياسية تتعلق بجوهر الموقف السياسي لكل من الاردن وحماس، لا سيما ان هناك قضايا مشتركة، فالقضية الفلسطينية بالنسبة للاردن هي مسألة داخلية. لذلك جرى تناول الملفات السياسية بصراحة ووضوح وشفافية».

ونفى بشدة ان تكون لهذا التقارب اي علاقة بمخاوف حماس وبحث قادتها عن ملاذ في حال تكللت المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيلية، باتفاق سلام بينهما، مؤكدا ان حماس لا تشعر بأي قلق ازاء وجود قيادتها في سورية «لاننا ندرك ضمن قراءتنا للواقع السياسي الحالي، ان اتفاقا سوريا اسرائيليا لا يزال بعيد المنال».

واستبعد نزال زيارة قريبة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة للاردن، وقال انه لم يجر الحديث في هذا الموضوع، لكنه اضاف «في الحقيقة لا يمكن استبعاد اي شيء». كما اكد ان موضوع اعادة فتح مكتب لحماس في الاردن لم يطرح ايضا. وحول الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني ودعوات القاهرة للفصائل قال ان مصر لم توجه الدعوة لحوار فلسطيني ـ فلسطيني، بل بعثت بورقة تتضمن مجموعة من التساؤلات لمعرفة آراء الفصائل الفلسطينية في الآلية التي يمكن من خلالها معالجة حالة الانقسام الفلسطيني. واضاف «لهذا يمكن القول ان ما يجري الان في هذا الصدد يأتي في سياق تقطيع الوقت إذا جاز التعبير، لان أي خطوة ستقوم بها مصر لن تكون قبل الانتخابات الاميركية بسبب فيتو الادارة الحالية. اذاً هناك اشغال للساحة الفلسطينية في موضوع الحوار. وفي ما يلي نص الحوار

* هل تأمل حماس في عودة العلاقة بينها وبين عمان الى سابق عهدها.. أيام الصفاء؟

ـ لقاءات عمان يفترض ان تؤسس لعلاقات جديدة بين الحكومة الاردنية وحركة حماس. المعروف ان هذه العلاقات انقطعت عام 1999. وبقية العلاقة بينهما باردة على مدى نحو عقد من الزمان. جرت محاولات لتفعيلها لكن هذه المحاولات فشلت الى ان تمت الزيارات الاخيرة وجرت خلالها لقاءات مع دائرة المخابرات العامة. وبالتالي يمكن ان القول ان هذه الزيارة تؤسس، ان شاء الله، لمرحلة جديدة من العلاقات بعيدة عن التوتر الذي شاب (العلاقات مع الاردن) خلال الاعوام القليلة الماضية.

* ما هي التطورات التي أدت الى هذا التواصل، ومن باشر الى الاتصال؟

ـ الحقيقة ان المبادرة جاءت من دائرة المخابرات الاردنية، ولقيت تجاوبا سريعا وفوريا من طرفنا. ولأكون اكثر دقة يمكن القول ان الرغبة كانت موجودة عند الطرفين.

* هل جرى التوصل الى اتفاق او تفاهم من نوع ما بين الطرفين؟

ـ يمكن القول انه خلال اللقاءات تمت بعض التفاهمات. هناك بعض الملفات الامنية العالقة جرى تناولها بأريحية، ويعمل الان على حلها. وجرى ايضا بحث ملفات سياسية تتعلق بجوهر الموقف السياسي لكل من الاردن وحماس خصوصا، لا سيما ان هناك قضايا مشتركة، فالقضية الفلسطينية بالنسبة للاردن هي مسألة داخلية، لذلك جرى تناول الملفات السياسية بصراحة ووضوح وشفافية.

* برأيك، هل يمكن ان نشهد زيارة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة للاردن في القريب العاجل ؟

ـ في الحقيقة لا يمكن استبعاد اي شيء، علما بأن الحديث عن زيارة خالد مشعل هو حديث اعلامي. وفي الواقع ان هذا الموضوع لم يناقش خلال اللقاءات.

* هل نتوقع فتح مكتب لحماس في عمان قريبا ؟

ـ لا.. هذا الموضوع ايضا لم يطرح. نحن بالتأكيد راغبون في حضور ما لحركة حماس على الساحة الاردنية لكن شكل هذا الحضور وآليته لم يبحثا.

* هل يضع الجانب الاردني شروطا محددة، مثلما قيل انه طلب من حماس عدم التدخل في شؤون الجماعات الاسلامية في الاردن، وعدم القيام بأي نشاطات امنية مثل تجنيد ناس الخ؟

ـ لم يطرح اي طرف اي شروط. ولكن، وكما قلت، تم تناول العديد من الملفات السياسية والامنية وسبل تعزيز هذه العلاقة، ليس على قاعدة الاشتراطات، بل على قاعدة الوضوح في ما يريده كل طرف من الطرف الاخر.

* في رأيك هل للتحرك الاردني هذا علاقة بالتحركات على الساحة الاقليمية؟

ـ نحن في حركة حماس غير معنيين في الخوض بالدوافع التي تقف وراء هذا التغير او التحرك الاردني باتجاه العلاقة مع حماس. نحن قرأنا ان هذا التحرك تطور ايجابي، علينا ان نتجاوب معه وندعمه. وبكل صراحة نحن لسنا معنيين ببحث خلفياته ودوافعه. فالحديث عن الدوافع والخلفيات هو تحليل سياسي. وفي العمل السياسي يقولون لا تبحث عن النوايا بل ابحث عن النتائج. نحن نريد نتائج عملية وإيجابية للعلاقة بيننا وبين الاردن.

* أليست لهذا التقارب علاقة بمخاوف حماس وبحث قادتها عن ملاذ في حال تكللت المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيلية، باتفاق سلام بينهما؟

ـ هذا ليس صححيحا على الاطلاق لاننا لسنا باحثين عن مكان لحركة حماس بل نحن نبحث عن توافقات مع كل الاطراف العربية والاسلامية وخصوصا دول الجوار.. مصر والاردن وسورية ولبنان.. هذه دول جوار مع اسرائيل والعلاقات معها لا بد ان تكون استراتيجية. وبالتالي فان البحث هو عن التوافقات ونقاط اللقاء مع هذه الدول وليس عن مكان لاننا لا نشعر بأي قلق ازاء وجود قيادة حركة حماس في سورية، لاننا ندرك ضمن قراءتنا للواقع السياسي الحالي، ان اتفاقا سوريا اسرائيليا لا يزال بعيد المنال.

* في رأيك، هل ستنعكس العلاقات بين الاردن وحماس سلبا على دول اخرى مثل مصر؟

ـ هذا التقارب في العلاقات بين مصر والاردن لا ينبغي ان يكون على حساب اي دول اخرى، لا سيما مصر. نحن لا نقيم علاقات مع طرف على حساب الاطراف الاخرى بل نسعى لعملية توازن في العلاقات بين كل الاطراف العربية والاسلامية. نحن أصلا ضد سياسة المحاور، وضد سياسة الانحياز لطرف دون آخر. نحن نطالب دوما ان يكون هناك توازن في العلاقات سواء معنا او مع حركة فتح، او الرئاسة الفلسطينية. ولهذا لا ينبغي ان يكون التقارب مع الاردن الآن على حساب العلاقة مع مصر.

* وهل بحثت علاقات حماس مع السلطة الفلسطينية وفتح في لقاءاتكم مع الاردن.. بعبارة اخرى هل يسعى الاردن للتقريب بين الطرفين؟

ـ في الحقيقة بحثت كل الملفات السياسية بما فيها العلاقات بين حماس والرئاسة وحركة فتح، وابدينا وجهة نظرنا التي تقول إن الطرف المتعنت هو الطرف الاخر، وان هناك فيتو اميركيا لا يستيطع (الرئيس) محمود عباس، على ما يبدو تجاوزه. وبالتالي فإن كل محاولات التقارب والحوار والمصالحة بين الطرفين تقف امام حائط مسدود، هذا الحائط هو الحائط الاميركي. وهذا ما قلناه للاخوة في الاردن.

* وهل وجدتم تجاوبا من الاردن لهذا الطرح؟

ـ هناك إدراك اردني لصعوبة حوار فلسطيني فلسطيني في ظل الفيتو الاميركي. ولهذا لم يطرح على جدول اعمال اللقاءات اي دور اردني في هذه العملية، وان كنا نحن نرحب بأي دور اردني او غيره لإجراء عملية التقارب بيننا وبين حركة فتح. لكننا ندرك جيدا ان الاطراف الاقليمية والعربية تدرك ان هذا سيصطدم بالجدار الاميركي. لذلك وبتقديري فان الاطراف لا تحاول التورط، اذا صح التعبير، في اي عملية مصالحة فلسطينية فلسطينية ما لم يكن هناك ضوء أخضر من الادارة الاميركية على وجه التحديد.

* ألم يكن هو نفسه الجدار الاميركي الذي ادى الى ترحيل نزال ومشعل وابو مرزوق عن عمان في عام 1999؟ ألم تكن هناك ضغوط اميركية؟

ـ بالتأكيد كانت هناك ضغوط اميركية، لكن برأيي انه كانت هناك ضغوط اسرائيلية واخرى فلسطينية عرفاتية (الرئيس الراحل ياسر عرفات) في ذلك الوقت، اضافة الى حسابات اردنية اخرى. هذه مجتمعة لعبت دورا في إفساد هذه العلاقة وما جرى عام 1999. لكن علينا ان ندرك ان العالم يتغير وان الامور لا يمكن ان تبقى على حالها، وان السياسة لا تعرف المستحيل، وان الدول والاحزاب والجماعات والحركات تبحث عن مصالحها. وبالتالي وجد الاردن أن مصلحته ليست في القطيعة مع حماس إنما في الانفتاح على حماس وغيرها.. وهذا يصب في المصلحة السياسية الاردنية. لهذا فان الانفتاح في العلاقات مع حماس هو خطوة اردنية متقدمة وايجابية لا بد ان نثمها وينبغي ان نطورها وان نشجعها وندفع بها الى الامام، لا ان تلقى حولها الشبهات وتثار حولها التساؤلات التي يمكن ان تؤدي الى عودتنا الى المربع السابق، اي مربع الصفر. المطلوب هو ان ننظر الى الامام وان نقرأ الخطوة الاردنية السياسية على انها تكيف ايجابي مع الظروف والتغيرات التي تشهدها المنطقة.

* متى بدأت الاتصالات والاتفاق على اللقاءات؟

ـ جرى اول لقاء في 21 يوليو (تموز) والثاني يوم الاربعاء الماضي (13 اغسطس/ اب).

* التغيير الذي ادى الى هذا التقارب هل حصل في الاردن ام في حماس؟

ـ في رأيي ان المسألة ليست تغييرا عند الاردن او عند حماس، بل قراءة دقيقة وواعية للتغيرات التي تشهدها المنطقة الان. هذه المتغيرات تدفع كل الاطراف للبحث عما يقوي وضعها وما يمكن ان يحقق مصالحها. ولهذا أرى ان المسألة لا يمكن ان تختزل في مَن تغير، ومَن الطرف الذي بادر الى هذه الخطوة، بل ينبغي ان تقرأ دراسة شاملة ومن جميع الزوايا التي تفيد بأن تطورات تشهدها المنطقة تستدعي التعامل معها كل الاطراف بمرونة وحكمة.

* اذا كان التقارب بين الاردن وحماس وإيجاد ارضية مشتركة بينهما أمرا ممكنا، أليس الاحرى بحماس ان تجد الارضية المشتركة بينها وبين حركة فتح والرئاسة الفلسطينية؟

ـ هذا التقارب لا بد ان يدفع المعسكر الاخر الى قراءة المسألة بشكل مختلف. انا برأيي انه عندما يخطئ طرف ما في السياسية فان هذا الخطأ ناجم عن قراءة (المعطيات).. هذا من ناحية. من ناحية اخرى نتيجة عجز في الارادة السياسية. في رأيي كانت هناك قراءة خاطئة في المرحلة الماضية لسيطرة حماس على قطاع غزة. كانت قراءة الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح، ان هذه السيطرة ستكون ورطة لحماس.. وان حماس إن عاجلا أو آجلا ستسقط كما ستسقط السلطة التي اقامتها في قطاع غزة.. هذه القراءة ثبت خطأها مع صمود حماس في قطاع غزة بعد عام ونيف. واذا كانت هذه القراءة قد وصلت الى الرئاسة وحركة فتح، فان الامر يتعلق الان في الارادة السياسية. فليس هناك ارادة سياسية في المعسكر الآخر لإقامة حوار جدي وحقيقي بين حركتي فتح وحماس او حوار وطني شامل. ونحن بصراحة نتحدث عن ارادة فلسطينية رسمية مرهونة بالمشيئة الاميركية الاسرائيلية. ليست هناك مشيئة اميركية اسرائيلية لان يجري حوار جدي ينجم عنه تقارب او اتفاق بين حركتي حماس وفتح. لهذا، اذا اردنا ان نتساءل لماذا يحدث تقارب بين حماس والاردن، وليس يحدث بين الاصدقاء واصحاب الخندق الواحد.. الرفاق في حركة فتح وحماس، اعتقد ان الامر له علاقة بالارادة السياسية.

* افهم من كلامك ان ما يحدث من تحركات ترمي الى التوصل الى اتفاق بين حماس وفتح، لا طائل منه مع غياب الارادة السياسية؟

ـ في رأيي ان الحوار الفلسطيني الفلسطيني مؤجل الى ما بعد الانتخابات الاميركية. لان الاطراف التي تريد اطلاق الحوار الفلسطيني الفلسطيني تنتظر نتائج الانتخابات الاميركية، لانه في ظل الادارة الحالية هناك فيتو لا يمكن لهذه الاطراف ان تتجاوزه. لذلك فان المطروح ليس موضوع الحوار الفلسطيني الفلسطيني، بل انتظار نتائج الانتخابات الاميركية وما اذا كان باراك اوباما (المرشح الديمقراطي) يستطيع ان يهزم جون ماكين (المرشح الجمهوري). عندئذ يمكن التعويل على ادارة ديمقراطية في اطلاق حوار وطني فلسطيني. هذه هي القراءة او الموقف الذي ينتظره المعسكر الاخر.

* إذاً الحديث عن ارسال دعوات مصرية للفصائل الفلسطينية لاجراء محادثات ثنائية، تمهيدا لحوار شامل، يأتي في اي إطار؟

ـ اولا.. القاهرة لم توجه الدعوة لحوار فلسطيني فلسطيني، بل بعثت بورقة تتضمن مجموعة من التساؤلات لمعرفة آراء الفصائل الفلسطينية في الالية التي يمكن من خلالها معالجة حالة الانقسام الفلسطيني. وتنتظر مصر الان ردود هذه الفصائل التي على أساسها ستقرر اذا ما كانت ستمضي في اطلاق الحوار الوطني الفلسطيني أم لا. ولهذا يمكن القول ان ما يجري الان في هذا الصدد يأتي في سياق تقطيع الوقت، إذا جاز التعبير، لأن اي خطوة ستقوم بها مصر لن تكون قبل الانتخابات الاميركية. إذاً هناك اشغال للساحة الفلسطينية في موضوع الحوار، لكن لم تتخذ حتى الان خطوات حقيقية وجادة للبدء فيه، ولا اعتقد ان الاجواء مواتية لاطلاق الحوار الفلسطيني الفلسطيني.

* هل نقلتم هذا التصور الى السلطات المصرية؟

ـ نعم، أرسلنا رسالة الى السلطات المصرية ردا على رسالتهم، تحمل رأينا في موضوع الحوار والاسس التي يقوم عليها.

* لنعد الى موضوع الاردن، هل التقيتم خلال وجودكم في عمان مع فعاليات سياسية اخرى؟

ـ لا.. اللقاءات اقتصرت على مدير المخابرات وعدد من كبار المسؤولين في الجهاز.

* لماذا..؟

ـ لانه لم يكن هناك متسع من الوقت، كما اننا جئنا لغرض محدد.

* هل صحيح ما ينقل من اتهامات على لسان مصر، إليكم، بالمماطلة في التوصل الى صفقة بشأن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شليط، قبل الحصول على ضمانة اسرائيلية بعدم التعرض لقياداتكم في غزة ؟

ـ هذا ليس صحيحا على الاطلاق. وهذه اتهامات باطلة وجائرة. نحن حريصون على اطلاق سراح شليط، لان الافراج عنه يعني اطلاق سراح المئات من الاسرى الفلسطينيين. ولا اظن ان مصلحة حركة حماس تكمن في الابقاء عليه، ولكنها لا تريد الافراج عنه بثمن بخس كما يريد الاسرائيليون. نحن واضحون في القول وهو اننا لن نتجاوب مع اي ضغوط لاطلاق سراح شليط في عملية تبادل لا تكون مشرفة. نحن نبحث عن صفقة تكون مشرفة وتحقق الاهداف التي تمت من اجلها عملية الأسر، لذا نرفض اي اتهامات لنا بتعطيل الصفقة. ومن المؤسف ان تطلق مثل هذه التصريحات لتدين حركة حماس وتبرئ الطرف الاسرائيلي من انه هو المتعنت وهو الذي يعمل على تعطيل الصفقة عبر شروط تعجيزية لا يمكن لاي حركة فلسطينية شريفة ان تقبل بها.

* وهل برأيك سنشهد نهاية قريبة لقضية شليط والاسرى ؟

ـ أنا برأيي أن المسألة تحتاج الى وقت، لانني اعتقد ان القادة الاسرائيليين غير جاهزين حتى اللحظة لدفع ثمن اطلاق سراح جلعاد شليط. لذا ما لم يحدث تغير دراماتيكي في الموقف الاسرائيلي فسنكون على مسافة بعيدة من إطلاق سراحه.

* وهل صحيح ما يشاع عن ان حماس تبحث عن وسيط جديد بدلا من مصر؟

ـ نحن لا نبحث عن بديل، والوسيط هو نفس الوسيط المصري. ولكن هناك اطرافا اتصلت بحركة حماس وطلبت ان تتدخل. وقلنا ان ذلك يحتاج الى توافق جميع الاطراف المعنية. وقلنا ايضا اننا لن نقف في طريق اي طرف يريد أن يمارس جهودا للمساعدة في اطلاق سراح الاسرى والأمر مفتوح للجميع ان يتحرك. ولكننا لا نبحث عن وسيط جديد غير الوسيط المصري.

* وهل هذه الاطراف عربية أم اوروبية ؟

ـ هناك أطراف عربية واجنبية طرحت نفسها وأبدت الاستعداد لبذل اي جهد في هذا الاطار.

* وهل كانت قطر أحد هذه الاطراف؟

ـ لا أحب ان اتحدث عن هذه الاطراف.